
حاضنة المؤسسون تقيم حلقة نقاش مجتمعي حول صناعة السينما السعودية ، توطين الصناعة، دعم المنشآت السينمائية السعودية، وتوليد الوظائف
بعد أيام قليلة من الإعلان عن أول “مسرعه وحاضنة أعمال متخصصة ” من نوعها لدعم شباب وشابات صناعة السينما السعوديين في المنطقة ،نظمت شركه تغيير المبتكرة المحدودة الأسبوع الماضي –– حلقة النقاش المجتمعية الأولى المتخصصة في قطاع السينما ضمن 5 حلقات نقاش مخطط لها خلال الأشهر القادمة حول نفس الموضوع، تضم القطاع الخاص، الإعلام، ومثقفين وطلاب متخصصين في صناعة السينما.
إقيمت الحلقة في الاسبوع الماضي، وقد ضمت نخبة من صناع السينما ورجال الاعلام والمهتمين بهذا الشأن حيث استهدف اللقاء طرح اهم القضايا المتعلقه بالصناعه الوليدة فى إقتصاد المملكة ، وذلك ضمن استراتيجيه تمثل القطاع الخاص للمساهمة في دعم الصناعة، تسريع نموها في المملكة، المساهمة في رفع الأداء الاقتصادي للقطاع، وأخيرا نشر المفاهيم الخاصة بجدية هذه الصناعة، وخصوصا بين الشباب لحقيقة كون صناعة السينما أحد أهم الصناعات المولدة للوظائف بطريقة مباشرة وغير مباشرة ( صناعات مساندة ) ، كما تضمنت أهداف اللقاء مناقشة أهمية الشراكة التكاملية مابين القطاع الحكومي والقطاع الخاص لتسريع النمو النوعي والكمي، وبالتالي نمو المحتوى المحلي على الشاشات داخل المملكة وإمكانية ان تشكل الأفلام السعودية نسبة تتجاوز 50% خلال العشر سنوات القادمة، والتركيز التام على تحفيز المنشآت الصغيرة والمتوسطة للدخول في صناعة السينما، مدعومة بإستقطاب مكثف لرؤوس الأموال المخاطرة، وشبكات المستثمرين الملائكيين في الإستثمار وتحقيق أرباح، للمساهمة في دعم الاقتصاد الكلي للمملكة بحلول العام 2030 .
كما إستهدف اللقاء مناقشات مفتوحه للوقوف على نقاط القوه والضعف المتوقع ان تتسم بها البدايات الاولى لصناعه السينما السعوديه
وفى هذا الاطا أستهل الأستاذ شرف الدباغ اللقاء بالتعريف بصناعة الفيلم واهميتها الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، الفنية، والإعلامية .
كما أشار إلى أهمية تمييز صناعة السينما عما هو موجود حاليا في السوق من أنشطة إنتاج مقاطع يوتيوبية، إعلانات او فيديوهات شخصية، رغم ان هنالك أفلام متحركة كرتونية حاليا، إلا أن سينما الأفلام المتحركة عالميا مختلفة عما هو موجود حاليا على مستوى الإنتاج العربي، مضمونا، تقنيا وفنيا. ولابد من تدريب الذائقة الجمعية، والثقافة البصرية السائدة
بعرض نبذة عن اهمية “مسرعات الاعمال ” بالنسبة لصناعه السينما لكونها تستثمر فى المواهب السعودية الشابه وتجمع المهتمين بالصناعه وتعمل على تدريبهم وتحويل افكارهم الى منتج فني مبدع تقبله شركات التوزيع الكبرى، و يدفع من اجله المستهلكون تذاكر ليتحول إلى إستثمار ذا عوائد مرتفعة، تحقق أرباحا للمبدع وللمستثمرين معه سواء في مراحل الإنتاج أو ماقبله، أو التوزيع . وهي بذلك تدعم الصناعات الصغيره التى بطبيعتها تفتقد الامكانيات الماليه والتقنيه وتحتاج الى المسانده من اهل الخبره، مشيرا الى ان الوضع الراهن للصناعه يواجه عددا من الصعوبات من بينها عدم وجود صناديق ومؤسسات استثماريه لدعم الشباب المهتمين بالعمل فى مجال السينما، الإفتقار إلى الكتلة الحرجة المطلوبة من المواهب السعودية التى يمكن تدريبها والاستثمار فيها بسبب حاله الحظر التى كانت مفروضه لفتره زمنيه طويله على هذا المجال، وهذا سيؤدي ( لو بقي الحال كما هو عليه الآن ) الى طغيان المحتوى الاجنبى بالسوق، نتيجة غياب المحتوى المحلى، ومن هنا تكتسب مسرعات الاعمال اهميتها لما تقدمه من دعم يشمل ( التأهيل والتمويل والتسريع) و هو ما يعنى من الناحيه الاقتصاديه خلق العديد من الوظائف والتأسيس لصناعه افلام مربحه .
وهنا تحدث الاستاذ ممدوح باجاجه مالك شركه رواد ميديا ، متوقعا انه بحلول عام 2030 سيصبح المحتوى المحلى افضل كثيرا من الوضع الحالى الا ان الامر ليس باليسير ويحتاج جهود كبيره وتعاون من كافه الاطراف المعنيه متوقعا ان تطوير المحتوى المحلى يحتاج على الاقل الى خمس سنوات ، محذرا من ان الفتره القادمه التى تشهد انفتاحا للمره الاولى قد نعانى خلالها من ضعف جوده المحتوى المحلى نظرا لان السوق مفتوحه للجميع ولكن لن تطول هذه الفتره حيث ستعمل اّليات السوق الحرعلى طرد الاعمال الضعيفه ولن يبقى سوى المحتوى الجيد . كما تطرق ايضا الاستاذ ممدوح
وقد اكد بدوره الاستاذ شرف الدباغ الى هنالك خلط سائد بين صناعة السينما وصناعة التليفزيون مؤكدا على انهما عالمان مختلفان تماما، مشيرا الى صعوبة التحول من الإنتاج التليفزيوني الى السينمائي لان السينما صناعه مختلفه ولها قوانينها الخاصه كما ان لشركات التوزيع العاملة في المملكة معايير عالميه من الصعب على المتحولين من صناعة المحتوى التليفزيونى واليوتيوبي تحقيقها . وهنا ركز على أهمية التخصص والجدية التامة في تطوير المحتوى السينمائي.
مضيفا الى ان افتقار السوق السعودى لوجود المؤسسات التعليمية والمعاهد التدريبية المهنية، وأهمية ظان تشتمل هذه المعاهد التدريب على الإلقاء والتمثيل، الموديل، الإضاءة ، الصيانة المتخصصة للأجهزة وغير ذلك من التخصصات الكفيلة بصناعة محتوى سينمائي سعودي متفوق.
وتأكيدا على اهميه تلك الجزئيه اقترح المخرج هانى المحمادى مؤسس #مجموعة_صناعة_الأفلام تفعيل دور الصالون السينمائى الذي بدروه يتولى استضافه خبراء فى مجال السينما ويتم فى اطاره تنظيم ورش عمل لتأهيل الشباب ونقل الخبرات لهم بصوره عمليه وأضاف ان الدراسه الاكاديميه ايضا لايجب ان تسير على منهجيه واحده ولابد ان تشتمل على التنوع الذى يتناسب مع تنوع اركان هذه الصناعه .
وهنا التقط الاستاذ ممدوح عجاجه طرف الحديث عن التنوع المطلوب لدراسه السينما موضحا اهميته لتعدد مجالات هذه الصناعه التى لاتقتصر فقط على الانتاج بل تمتد لتشمل الاضاءه والصوت والمكياج وغيرها من المجالات المتنوعه التى نحن بحاجه ماسه الى استقدام خبراء لصقل مهارات شبابنا وخلق اجيال ذات مهارات خاصه لتقود صناعه السينما فى بلادنا الى المستوى الذى نأمله جميعا
وفى ذات السياق ناقش الكاتب المعروف الاستاذ سلطان اللهيبى مع الحضوراهميه وجود قانون لحمايه الفيلم الوطنى بالاضافه الى انشاء غرفه لصناعه السينما السعوديه لدعم المنتج المحلى لكى لاتظل الساحه فارغه للمنتج الاجنبى يفرض من خلالها رؤيته ضاربا مثال على ذلك بالسينما المصريه والخليجيه حيث نلاحظ ان الافلام المصريه معظمها انتاج محلى بينما الافلام الخليجيه معظمها انتاج اجنبى رغم توافر الامكانيات الماديه والمعاهد المتخصصه فى هذا المجال
ودعما من الاستاذ شرف الدباغ لذات الفكره فقد اكد على اهميه تدريس مفهوم السينما على انها صناعه وليست فن فقط فهى اهم عنصر فى صناعه الترفيه ونحن فى المملكه لن نبدأ من الصفر بل من حيث توقفت السينما العربيه فى دبى.
وهنا أشارت الأستاذة الصحفية أسماء الغابري أهمية تطوير فن النقد السينمائي وان يكون متضمنا في خطة تعليم فنون السينما ، فهو أدب يتم تدريسه جامعيا، لينتج ناقدين متخصصين في السينما المحلية، وبدون ذلك فإنه من الصعب تطوير المحتوى المحلي ليتواكب مع المحتوى الإقليمي ، ومن ثم ينافس على شباك التذاكر دوليا.
وقد استمراللقاء على مدار ساعتين فى طرح العديد من الاراء القيمه والفعاله لرسم صوره مستقبليه لافاق صناعه السينما السعوديه من شأنها تحفيز وتدعيم تلك الصناعه التى تمتلك الامكانيات المؤهله لان لإكتساب مكانة متقدمة صناعه السينما فى المنطقة والعالم الاسلامى حال توفر لها الدعم والوعى الكافى لانطلاقها على اسس قويه تجمع بين القواعد الفنيه المتعارف عليها فى استقطاب وصقل المواهب والمبدعين وبين قوانين انشاء صناعه رابحه ومزدهره وفقا للمعايير الاقتصاديه والاستثماريه ، حيث أقر الحضور التوصيات التاليه للحلقة النقاشية الأولى والتي أقيمت في مدينة جدة :
ضرورة تكوين منصات للشراكات التكاملية مابين القطاع الحكومي والقطاع الخاص لتسريع النمو النوعي والكمي في صناعة السينما.
أهمية تطوير القطاع من خلال دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة كنقطة بداية بعد وضع الأطر والتشريعات المنظمة للصناعة، وتوازيا مع بناء القاعدة التحتية للصناعة.
وضع التشريعات التى تساهم في نمو السينما المحلية فى مواجهه المنافسة العالمية والتى من بينها حقه فى العرض فى قاعات السينما محليا.
وضع الإمكانيات و الآليات الكفيلة والمدعومة من الأطراف الحكومية المعنية لاكتشاف المواهب، تدريبهم، وتاهيلهم، ودمجهم في القطاع إحترافيا والعمل على إشراكهم فى اعمال عالمية إحترافية مع خبرات وكوادر اجنبيه لتسريع عمليه التراكم المعرفى لدى الكوادر السعوديه واكسابهم التعليم والممارسه المهنية فى ذات الوقت .
انشاء صناديق تدعم الفيلم السعودى حيث لايتوقع تغطيه التكاليف فى بدايات الصناعه للوقوف امام المنافسين ان صناعه السينما بحاجه الى ثقه المشاهد ودعم الدوله ودراسه المنافسين وعلى الجهات والاطراف المعنيه بهذا الامر ان تطرح رؤيتها لتحقيق ذلك
عمل دراسات سوقيه وميدانيه للتعرف على ذوق الجمهور السعودى ودراسه الثقافه السائده لتقديم محتوى محلى يلقى استحسانا من الجمهور ويعبر عن شخصيه المجتمع
تأسيس صناديق متخصصة لدعم الفيلم السعودي ، بمساهمة من القطاع الخاص ( رأس مال جريء ) مدعوم من طرف القطاع العام لتخفيف حدة المخاطرة، وبالتالي يصبح الإستثمار في المنشآت المتخصصة في الصناعة السينمائية ، في الأفلام المحلية، وفي الخدمات أكثر جاذبية للقطاع الخاص.
الجدير بالذكر ان من بين المشاركين فى هذا اللقاء الهام الاستاذ : منصور نظام الدين الاعلامى المخضرم،، والصحفى الاستاذ حامد العطاس والاستاذه اسماء الغابرى الصحفيه فى جريده الشرق الاوسط ورنا جوده ، والاستاذ صلاح الشريف من جريدة الرياض، والاستاذ خير الله الزهرانى من جريده المدينه وغيرهم من المثقفين ورواد صناعة السينما في المملكة.