بخيت طالع الزهراني
.
وكان ختام جولتنا نحن الوفد الإعلامي السعودي للجمهورية الإندونيسية , زيارة رائعة مثيرة إلى جزيرة ماتشان (Tiger Island/Pulau Macan) في عمق بحر جاوة , قبالة العاصمة جاكرتا , وعلى بعد حوالي 55 كم من مارينا أنتشول (Marina Ancol) في الفترة من 20 – 21 ديسمبر 2018 …
الرحلة كانت أشبه بمغامرة في عرض البحر , فوق مركب بحري سريع مكيف الهواء , ولمسافة ساعتين ذهابا ومثلها إيابا .
.
واستطاع رفاق الرحلة اكتشاف جزيرة “ماتشان” بعد أن قضوا فيها يومين , بما تملكه من سحر الجمال الطبيعي , وروعة الهدوء في أحضان البحر .. جزيرة جميلة بالفعل نهارا , وأكثرا جمالا ليلا بهدئها وسحرها ونسماتها العليلة , ولحظات السمر تحت الأضواء الخافتة .
.
والواقع أننا بتنا ليلة استثنائية في اثنتين من أكواخها العشرة , التي كانت مزودة بأسرة نوم غاية في الأناقة , وأسرة أخرى خشبيية خارج كل كوخ للاسترخاء , لمن يعود من السباحة , ودورة مياه لكل وحدة كوخية منها .. كانت تجربة فريدة أن تنام في كوخ داخل جزيرة نائية .
.
والواقع أن تلك الأكواخ الجميلة المصنوعة من أشجار البيئة هي مُعدّة فعلا للإيجار , حيث يفد إليها السواح من كل مكان بالعالم , لقضاء أيام وليال حالمة تحت شمسها اللطيفة نهارا , ووسط هدوء وسحر ليلها .. وكان كما رأينا يتوافد لها السواح بكثرة .
.
كما أن للحظات الغروب في تلك الجزيرة وغيرها من الجزر (تحيط بجاكرتا ألف جزيرة) تعد متعة أخرى قائمة بذاتها , حيث يظل السائح يتابع بشغف وانبهار دقائق مغيب الشمس لحظة بلحظة .. وهذا ما تابعته أنا شخصيا وعشت لحظاته الجميلة , عندما كانت الشمس تتهادى في عمق أفق البحر , مخلّفة اللون الأحمر المعروف بالشفق , والذي يشكل لحظات تبعث على التأمل في صنع الله سبحانه , ويملأ الروح زاداً نفسياً بهيا
.
هذا وقد وجدنا أن تلك الجزيرة صغير المساحة (0,82 هكتار) ,
ملاحظة : ١ هكتار = ١٠٠٠٠ م٢ .. 0,82 هكتار = 8200 م2
ويتوسطها مطعم تقليدي يقدم الوجبات الثلاث , وأيضا يقدم الشاي والمرطبات ومشروب الزنجبيل الساخن , وبجانبه محل تجاري صغير , ومصلى … ثم هناك جلسة إطلاليه على البحر مصنوعة من الكراسي والمناضد الخشية الجيدة والأنيقة , وجميعها تتفيأ ظلال غابة من الأشجار العالية والشجيرات المتنوعة , وبينها طرقات متعرجة توصلك إلى الكوخ الذي تريد الجلوس والمبيت فيه .
.
بينما أحاطت المياه الضحلة بالجزيرة حتى بدت الرمال البكر النظيفة واضحة للعيان , وصالحة أما للسباحة أو لجولة على مراكب بحرية صغيرة كانت تنظر من يمطيها .. ليطوف من خلالها بتلك الجزيرة الصغيرة , في لحظات ممتعة لا تنسى .
.
واللافت أن تلك الجزيرة تستمد كل حاجتها من الكهرباء من خلال تقنية الطاقة الشمسية , وقد وقفنا على ذلك ورأيناه بأنفسنا .. ثم أنها تستهلك المياه للاحتياجات اليومية من مصدر واحد هو مياه الأمطار .. أما مياه الشرب فتجلبها في عبوات خاصة من العاصمة جاكرتا .
.
وكان قد نقلنا إلى تلك الجزيرة مركب بحري مكيف الهواء , تتسع مقاعده لقرابة 50 راكبا , وله سطح يجلس في مقدمته القبطان أو قائد المركب على كرسي كابينة القيادة , وخلفه حوالي 20 مقعداً لمن أراد من الركاب الجلوس في سطح المركب .
.
وخلال رحلة ذهابنا التي استغرقت حوالي ساعتين , كان المركب يتوقف عند بعض الجزر , فينزل منه عدد من الركاب , ما جعله أشبه بتاكسي بحري .
والواقع أن زيارتنا تك كانت أشبه بمغامرة في بحر جاوة .. فقد عشنا حقيقة حياة الأكواخ الساحرة والشواطئ الحالمة
.
وتجذب جزيرة ماتشان (Pulau Macan) أو جزيرة Tiger عدداً من الزوار , الذين يفضلون قضاء شهر العسل فيها , كوجهة سياحية بيئية حالمة ، لما تتميز به من أكواخ رومانسية بُنيت بأسلوب طبيعي ، بحيث تشعر وكأنك في جزيرة خاصة منعزلة .. وهي بالفعل بيئة محمية طبيعية وفريدة من نوعها.
.
والواقع أن الألف جزيرة التابعة للعاصمة جاكرتا , والتي قصدنا نحن الوفد الإعلامي السعودي واحدة منها لمدة يومين , هي جزر ساحرة خضراء , ذات شواطئ رملية نظيفة , تصلح للسواح وخصوصا عشاق البحر والمغامرات والعرسان , وطالبي الهدوء في ذات الوقت .