
سألت أحد كبار السن يوما من الذين تخطوا سن السبعين وقلت له ماهي أمنيتك في الحياة بعد هذا السن ، توقعت أن يقول أن يمد الله في عمري لأعيش وأسعد بأبناىي وأحفادي أو يقول حتى أحج وأكثر من العبادات ، لكنه صدمني بقوله أتمنى أن أموت واقفا على قدمي ولم أصل لمرحلة العجز أو الخرف .
توقفت وقلت الله يمد في عمرك وأنت بكامل صحتك وعافيتك ، ولكنني حزنت .. لماذا هذا الرجل المسن يقول هذا الكلام هل رأى الجحود في أقرانه أو أقاربه عندما أصابهم العجز والخرف ، وأن أبنائه لم يتحملوه أو لم تتحملهم زوجاتهم ونغمة العقوق التي يضعف عندها بعض الأزواج واستخدام الزوجة لطريقة لي الذراع إما أنا أو أبوك .
وللأسف بعض الأبناء يضعف أو يقول أين أذهب بعيالي ومن يربيهم فيقرر اختيار القرار الأسهل لديه والكبير عند الله وهو كيف يتخلص من والده بأي طريقة سواء بإيداعه دار المسنين ، أو يتم تداول الأب عند الأبناء كل أسبوع عند واحد يشيل عفشه وينتقل أو الطيب منهم ، يضع أبوه في غرفة ملحق لديه أو يستأجر له غرفة ، ويضع عنده عامل هندي ، أهم شئ أن يعيش الابن مرتاح مع زوجته ، وتكون راضية عليه ، ولايعلم أن الزمان يدور كما ذكر سبحانه ..
( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) وكثيرا من الناس يبرر إذا قلت له اتق الله في أبوك يقول أنا مارميته وأضع عنده شخص لخدمته وتجده يبرر بالدين ويقول “الضرورات تبيح المحظورات أبوي لو ابقيته في بيتي راح يخرب بيتي أبوي عاجز ومخرف وبنت الناس ماهي مكلفة برعايته” . بل إن بنت الناس الأصيلة تعلم أن خدمتها لوالد زوجها سوف يبارك لها الله في أبنائها
هذا أبوك الذي رباك وكان يحرم نفسه من الأكل والسفر والتنزه حتى يبقى لك من المال مايطعمك ويلبسك ويعلمك تقول بيخرب بيتك ٠
ويقول أحد كبار السن لقد مت قبل أن أموت وتمنيت أن أموت قبل أن أسمع من ابني الصغير الذي كنت أعشقه ولم أبخل عليه بشئ عندما مرضت مرضا شديدا ولمدة طويلة ، وعندما اشتد بي المرض في المستشفى ، وأصبحت تأتيني إغماءات كل حين وظن الأبناء انني في أيامي الأخيرة وقد اجتمعوا في غرفتي في المستشفى ، وقد كنت في غفوة أشبه بالغيبوبة ، وسمعت ابني الذي كنت أعشقه يقول لإخوته أبوي خلاص تقريبا انتهى .. صراحة الموت راحة له لايتعبنا أو يتعب نفسه ، وصمت الجميع حينها تمنيت أن أموت ولا أسمع هذا الكلام ٠
وقال لي أحد الأشخاص كنت أعرف رجلا من أصدقاء والدي وكنت احترمه وكان يحبني لأنني كنت مع أبي رحمه الله دوما، وعرف مدى حبه وتقديره لأبي وقد زرته بعد وفاة أبي أكثر من مرة ، وشاهدت احتفائه بي ، وكان يقول حياك الله ياابن الغالي ٠
مرت فترة طويلة حيث سافرت سنوات للدراسة وعلمت أن زوجته توفيت منذ فترة وكان يقيم في عمارته وأبنائه متزوجين في شقق العمارة وعندما ذهبت رحب بي الرجل كعادته ، ولكن وجدت الهم قد غير شكله والتعب . المهم ادخلني منزله في مجلسه وسمعته يدق الجرس ويضرب على البيبان ويقول افتحوا الباب عندنا ضيف سووا قهوة ، واستمر فترة وآلمني صوته وهو يقول تكفون لاتفضحوني مع ضيفي ولا أحد يرد عليه ، وعندها قمت وذهبت إليه قلت ياعم استأذنك ، ولحق بي عند باب العمارة وهو يقول ياولدي سامحني أنا أصبحت الوحيد في المنزل بعد وفاة زوجتي وزواج بناتي ٠
العقوق وطغيان الحياة المادية وإرضاء زوجات الأبناء مقابل عقوق الأباء وضعف الوازع الديني وعدم الخوف من العقوبة الربانبة للعاق كل تلك الأمور جعلت هذا السبعيني يقول أتمنى أن أموت واقفا ٠
أبوك لايحتاج أن تقبل رأسه وهو ميت بعدما رحل ،وقد انتهى الأمر ، ولكن يحتاج أن تبره وهو حي وماتفعله اليوم يفعله أبنائك معك غدا
التعليقات 1
ليلى حافظ
11/30/2020 في 12:26 ص[3] رابط التعليق
مقال رائع و هادف
فعلا البر بالوالدين و كسب رضاهما
و عقوقهما جحود و نكران
اللهم كسبني رضا والدتي كما كسبتني رضا أبي الله يرحمه