
بداية نود أن نذكر من لا يعرف، أو أنه يعرف ويكابر، أو يتجاهل … نود أن نذكره أن المملكة العربية السعودية، بلد كبير، وكبير جدًا، بعقيدتها، وقادتها الحكماء، وشعبه الجبار.
.
كبيرة لأنها مركز ثقل العالم الإسلامي، فهي الأمينة على الحرمين الشريفين، وهي الحفية الوفية بالملايين المملينة سنويا – من ضيوف الرحمن، من كل ارجاء الأرض.
.
كبيرة باقتصادها القوي، ونفطها الغزير، ومركزها المالي، .
.
كبيرة بمبادئها وأخلاقها وشيمها المستمدة من العقيد الإسلامية السمحة، ومن الشيم والأصالة العربية، في نصرة المظلوم، ومؤازرة المحتاج، وخلق التوازنات، ومحاربة الإرهاب، والدعوة للسلام والتآخي.
.
كبيرة لأنها بلد محترم، يحترم نفسه ويحترم الخيرين في كل العالم، فنحن لا نصدر الشر، ولسنا دعاة حرب، ولا نحن من يطعن في الخلف، ولسنا من يصنع “بيوت الدبابير” في خاصرة الآخرين، ولا نتدخل في شؤون الغير.
.
كبيرة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، قيادة رشيدة حكيمة، وستبقى بلادنا دائماً كبيرة، قوية، ووفية لأشقائها وحلفائها، وتحتل تخوم العلياء، وتتربع فوق هام السحب، ولا عزاء للحاقدين، وأصحاب المشروعات الطائفية.
.
نحن – كمثال – مركز ثقل ومصدر أمان في منطقتننا – منطقة الشرق الأوسط – وعندما صارت المنطقة مهددة في أمنها الداخلي، وأمن جوارها، تحمّلت المملكة مع حلفائها المخلصين مهمّة تأمين استقرارها، ولم يكن ذلك لحماية أمنها وسلامة مواطنيها وخدمة مصالحها الوطنية المشروعة فقط .. بل كان أيضاً لحماية أمن أشقائها وحلفائها والمصالح الدولية انطلاقاً من شعورها بالمسؤولية تجاههم.
.
الإرادة السعودية الحكيمة – وبشهادة العالم – هي أهم عنصر دولي في الحفاظ على سلامة الملاحة الدولية وتدفقات الطاقة.
.
المجتمع الدولي يدرك تماما أن المملكة رائدة العالم العربي والإسلامي، ومفتاح استقرار الشرق الأوسط، وقوة سياسية ودبلوماسية واقتصادية وعسكرية، ومواقفها التاريخية مشرفة ، ومما (ترفع له القبعة) إزاء قضايا المنطقة، وتصديها لأطماع دول إقليمية تحاول سرقة مقدرات شعوبها، ونشر أيديولوجيات عبثية تستهدف زعزعة أمنها واستقرارها.
.
المملكة ليس في أجندتها معاداة الدول، ولا العبث مع أحد، بل إنها تبني علاقاتها مع الآخرين وفق مبدأ (الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة)، ولم يحدث في تاريخها أن تتدخل في شؤون الآخرين حتى لو اختلفت معهم سياسياً، لكن عندما يتعلق الأمر بأمنها واستقرارها فإنها تقف مواقف تاريخية تتميز بالشجاعة.
.
ونود – بالمناسبة – أن نذكر أصدقاءنا في الولايات المتحدة أن علاقتنا معهم تاريخية، وقائمة على الوضوح والنظم المؤسساتية، وعلى المصالح المشتركة التي لم تتغير منذ ثمانية عقود.
.
المملكة هي البلد الوحيد في الشرق الأوسط ضمن مجموعة العشرين، وهي عنصر الاستقرار المؤثر في منظمة “أوبك” المحرك الأساسي لنمو الاقتصاد الدولي، وهي سر قوة أي إدارة أميركية تريد النجاح، وتسعى إلى استقرار منطقة الشرق الأوسط وازدهارها.
.
والذين يعادون المملكة يعلمون بدون شك أنهم هم الخاسرون، وأن المملكة مكسب للعالم، فهي رقم صعب إقليميا وعربيا وإسلاميا وعالميا، نحن قوة عالمية لا يستهان بها، نقول ذلك ليس من فراغ، بل بالأدلة والبراهين الواضحة وضوح الشمس، لأننا نعلم علم اليقين مدى قوتنا وأهميتنا في هذا العالم.
.
المملكة بلد محترم وموثوق، وأخر دليل على ذلك تأييد الدول للبيان السعودي حول الرفض القاطع لمغالطات تقرير الكونغرس الأميركي، بخصوص مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي .. ورفض الدول المساس بسيادة المملكة العربية السعودية، وكل ما من شأنه المساس بقيادتها واستقلال قضائها.