اقيم معرض الرياض الدولي للكتاب الذي نظمته وزارة الثقافة والإعلام والذي يعد أحد أكبر المهرجانات الثقافية.
فهنالك أكثر من مليون زائر يزورون هذا المعرض سنوياً جميعهم مهتمون بشراء كم كبير من الكتب والمشاركة في الندوات التي يشارك فيها العديد من كبار المثقفين.
وقد أصبح المعرض في السنوات الأخيرة منبراً للحوار بين المفكرين والكتاب والجمهور.
وتابعنا منذ ايام قليلة ماضية ما حدث من ارهاصات وتداخلات مع محاضرة الدكتور معجب الزهراني ، وهذا يمثل خطر يهدد المعرض الذي يعتبر واجهة حضاربة للمملكة العربية السعودية
فابداء الرأي ليس باستعمال العصا وليس برفع الصوت واستخدام العنف الخطابي بل باحترام وجهات النظر وتقاربها ونقاشها في حدود العقل
اما التصرفات التي خرج بها بعض الاشخاص ممن يظنون انفسهم انهم اولياء الله على خلقه فانها مرفوضة حتى وان كانوا على حق ان كانت بالعنف ورفع الصوت فالخطاب القرآني الكريم ينص على المجادلة بالتي هي أحسن .
قال تعالى :
” ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ”
أي: ليكن دعاؤك للخلق مسلمهم وكافرهم إلى سبيل ربك المستقيم المشتمل على العلم النافع والعمل الصالح بالحكمة أي: كل أحد على حسب حاله وفهمه وقوله وانقياده.
ومن الحكمة الدعوة بالعلم لا بالجهل والبداية بالأهم فالأهم، وبالأقرب إلى الأذهان والفهم، وبما يكون قبوله أتم وبالرفق واللين، فإن انقاد بالحكمة، وإلا فينتقل معه بالدعوة بالموعظة الحسنة، وهو الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب.
إما بما تشتمل عليه الأوامر من المصالح وتعدادها، والنواهي من المضار وتعدادها، إما بذكر إكرام من قام بدين الله أوذكر إهانة من لم يقم به.
وإما بذكر ما أعد الله للطائعين من الثواب العاجل والآجل وما أعد للعاصين من العقاب العاجل والآجل، فإن كان المدعو يرى أن ما هو عليه حق. أو كان داعيه إلى الباطل، فيجادل بالتي هي أحسن، وهي الطرق التي تكون أدعى لاستجابته عقلا ونقلا.
ومن ذلك الاحتجاج عليه بالأدلة التي كان يعتقدها، فإنه أقرب إلى حصول المقصود، وأن لا تؤدي المجادلة إلى خصام أو مشاتمة تذهب بمقصودها، ولا تحصل الفائدة منها بل يكون القصد منها هداية الخلق إلى الحق لا المغالبة ونحوها.
فبينما تتواصل فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب بمحاضرات متنوعة وبرامج عدة، تتنامى ظاهرة ما يعرف بالأحداث الاحتسابية، فبعد مهاجمة محتسبين للدكتور معجب الزهراني على خلفية هدم بعض الآثار في بعض الدول المجاورة، وزاد الأمر حين واصل بعض المحتسبين مقاطعتهم لفعاليات ومحاضرات المعرض، إذ استبق محتسبون يوم (الاثنين ) محاضرة “الأدب السعودي مترجما” وافترشوا ممرات قاعةً المحاضرةً للأفطاربحجةً الصوم ليوم الاثنين مع ان المسؤول عرض عليهم استخدام القاعة المجاورة ولكنهم لم يستجيبوا مما ادى تأخير الفاعلية عنً موعدها فهذه الاحداث وغيرها ترسم للأخرين صورة لا تليق بالدين الإسلامي دين المعاملة والتسامح والحوار بل ان ذلك يصور للكثير صورةً مشوهة عن الاسلام واهله وانا اجزم بان هذه التصرفات وماهو على شاكلتها لاتمثل جهاز الهيئة او رجال الحل والعقد من المحتسبين بل تصرفات شخصية تمثل اصحابها وربما ان السبب يعود لاننا نعيش في مجتمعً اصبح ينظر ويزدري الى من يحمل كتاباً بانه شخص غريب ومقلد للأجانب او (الخواجات ) كما يسميهم البعض
فعنفوان الخطاب الذي يتركه لنا البعض من المحتسبين وتطبعوا بطابعه يرسخ بالذاكرة توليد الكراهية ولعل اكبر دليلا على ذلك ماتناقلته بعض وسائل التواصل الاجتماعية والتي نشرت وضخمت ماحدث وحرص البعض على تضخيم الحدث وكانت تهمة الدفاع عن الدواعش جاهزة في هاشتاقات مختلفة :
(#المحتسبون_يدافعون_عن_داعش_بمعرض_الكتاب) وهذا مافتح الباب على مصراعيه للملح والتبهير بل زاد الأمر سوء وصف البعض ماحدث بالغزوة في هاشتاق:
(#غزوة _ذات_ التعايش) وهو تشبيه “غير مقبول” وفيها سخرية واستهزاء من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم
فهذه الهشتاقات ورسائل التواصل هي مادفعني للكتابة هنا ووجدت نفسي حائرا بماذا اختم ام افتتح صفحة هذا المقال.
فتلك التدخلات التي حدثت لاتمثل مرجع حكومي وانما هي تصرفات شخصية بنظام ( العب أو اخرب )
فيجب التدخل السريع من المثقفين والتربويين واخصائي الاجتماع لدراسة هذه الحالة التي تكررت في مثل هذه المعارض
يجب التدخل سريعا حتى لو اضطررنا القيام باستخدام مبضع الجراح لاستأصال مثل هذا الفكر المتشدد ففي كل عام نرى تصادم بين شريحة المثقفين واشخاص يرى البعض انهم يمثلون التيار الاسلامي وكأن هولاء المثقفين لا ينتمون للاسلام ويفتح للمغرضين على الدين الاسلامي وكل من يمثله عبارات ساخرة جعلت من معرض الكتاب بيئة صالحة لغربة الثقافة لا الى نشرها وتوطينها بين شرائح المجتمع ومن شعاره
(دعوة التعايش ) الى الخروج عن هذا المعنى الجميل واصبح جل الحديث بين محورين
(داعش ) و ( والمحتسبون)
وهذا مايخالف ما قام من اجله هذا المعرض
3 comments
محمد البشيري
03/22/2015 at 5:48 ص[3] Link to this comment
مقال رائع يحكي واقع الحال المؤسف الذي وصلت إليه أمة أقرأ.
بارك الله فيك وفي جهود هذه الصحيفة الرائدة.
الزهراني عدنان
03/22/2015 at 9:02 ص[3] Link to this comment
روايع ماندر
علي معدي البارقي
03/22/2015 at 10:27 ص[3] Link to this comment
اسطوانة معروفه يعاد تشغيلها مع كل معرض كتاب
فحال العديد من مثقفينا كحال يني إسرائيل قال الله عنهم وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم ..
فتراهم ينكرون على من أنكر ويتعامون عن المنكر المحض
يتعامون عن كتب السفور والفجور والإلحاد والزندقة ويبصرون عثرات المحتسبين و أخطاءهم صغرت أو عظمت
التي لا تصل برمتها إلى الإلحاد والزندقة
فهلّا أمسكت العصى ايها الكاتب من المنتصف وتحدثت عن تجاوزات المعرض الي جانب هولاء المخطئين بدل من ترديد عبارات أعتادت أسماعنا على صخبها و فقدها للموضوعية .