كنت عائداً بعد منتصف الليل من حفلة زواج صديق ، وهكذا هي حفلات الأعراس في جدة , لا تقام إلا في عمق الليل .. من دون أن يتدخل أحد ويُبدّل " حالها المائل " .. حتى أن المعازيم لا يعودون إلى بيوتهم , إلا والواحد منهم " خائر القوى " .
.
وخلال عودتي مررت بشارع عبدالله السليمان , الذي يخترق أرض المطار القديم بجدة ، وعند الإشارة المرورية أغمضت عيني لأقل من دقيقتين .. فماذا رأيت ؟
.
عشت حلم يقظة عجيب ، تخيلت أن المكان المحيط بالشارع - وهو بالمناسبة ما زال فضاءً واسعاً - قد تحول إلى حزمة من المشروعات العامة العظيمة .... ( مبان لمدارس البنين والبنات ، مستشفيات أو مجمع طبي ضخم ، حديقة حيوان ضخمة ، حدائق عامة ، ومسرح وطني , ومقرات لعدة مرافق حكومية ، وساحة للألعاب الشعبية ) .
.
الذي حرضني على ذلك الحلم العجيب , أن تلك المساحة الشاسعة , ما زالت بكراً لم يمسها العمران بعد ، وإذا ما فرطنا فيها فإننا سنندم لعدم استثمار فرصة هائلة كانت تحت أيدينا .
.
خصوصاً وهي منطقة مركزية تتوسط جدة ، ويستطيع أن يصل إليها الجميع بسهولة ، وأنها ستكون مفخرة وانجازاً باهراً , سوف تزهو وتتفاخر به عروس البحر الأحمر بين رصيفاتها بقية مدننا - إن صدقت النوايا .
.
وقلت في نفسي وأنا أواصل نسج حلم اليقظة ذاك ، إن قراراً وطنياً عظيماً لو قُدر له أن يصدر , وتصبح تلك المنطقة الواسعة - كما تخيلت - لجاز لنا أن ننسج فيها أجمل الخطب وأحلى الأشعار .
.
بل ونرقص فيها ومعها بكل ألواننا التراثية الشعبية , بدءاً بالمزمار , إلى الخبيثي , فالمجرور , والعرضة الجنوبية والنجدية .. ولا بأس من نحر مجموعة من الجزور والخرفان .
1 comment
Abid akkad
01/18/2018 at 3:50 م[3] Link to this comment
مقال رائع لحلم رائع من كاتب رائع