- رحل فارس الكلمة
- رحل رجل التراث الأول
- رحل الرجل النبيل
- بالأمس القريب فقدت (رجال المع) نور قريتها ومهندس بريقها وصانع توهجها .
- بالأمس بكت كل العيون وتناثرت على جدران (قرية رجال المع ) تلك الدموع .
- إنا لله وإنا إليه راجعون
- بالأمس ( فقدنا ) عزيزاً , وصديقاً, ومثقفاً , وكاتباً, وصانعاً( للتراث).
ابراهيم مسُفر الألمعي( ليس اسم فحسب) بل هو علم ومدرسة نتعلم منها ثقافة الإبداع , وجمال الكلمة, عرفته ( متواضعاً , مُحباً للخير, مبدعاً في صياغة الفكر ) ومخرجاً فطناً في هندسة (التراث) وحبه وعشقه لهذا الإرث الجميل.
- إلتقيته في برنامج ( مجالس الديار) بقرية خميس مشيط التراثية فكان محباً للتراث وأول مادخل القرية تفاجأ بماتحتوية من تراث فأعجب كثيراً ( وقال كلمته المشهورة آنذاك( أرفع عقالي إحتراماً لمن أشرف على هذا المكان) وهو يناظر بين أروقة تلك القرية ويفحص كل شبر أعجب به حتى تحدث في كلمته تلك (وقال يجب ان نحافظ على ماضينا إرث الأباء والأجداد حتى يكون لنا حاضر وثقافة بين الشعوب).
* لم يهدأ له بال حتى قام بعمل برنامجاً زمنياً بهيئة التراث والسياحة بعسير وأشرف هو بنفسه عليه وتابعه في كل مايتعلق به حتى اكتمل هذا الملف وتسجيل قرية ( رجال المع التراثية) ضمن قائمة التراث العالمي بـ ( اليونسكو).
- لن استعرض أكثر من ذلك في حياته ولكن عندما نفقد (رجلاً ) بحجم هذه الثقافة وهذا الإرث لابد ان نعي جيداً مدى حب الناس له ولعمله وحُسن خُلقه .
- كان حريصاً جداً على عمل الخير وبالذات في بعض المساجد التراثية بالقرى الشعبية فكانت على (نفقته الخاصة) ولايسمح بأن يشاركه في هذا العمل أحد . بالأضافة لتنقله بين محافظات الجنوب من أجل الحفاظ على توسيع نطاق(القرى الشعبية) وتسجيلها ضمن قائمة هيئة السياحة والتراث
* أما قرية (المع ) فيكفي إن جميع الزوار يقصدونها ويعرفونها جيداً لما لها من مكانة وثقافة وموروث شعبي على مستوى منطقة عسير بل أن غالبية الزوار العرب منهم والأجانب يعرفون تلك الثقافة التي بنيت وأسست عليها فكانت منبراً ثقافياً يرتاده الجميع بفضل ماقدمه لها من دعم .
- لم يكن ابراهيم الألمعي ( رحمه الله تعالى ) رجلاً مثقفاً فحسب بل هو أيضاً رجلاً بسيط بتواضعه يحب ان يرتدي من ملابسه أبسطها ويتقلد بماضي الأباء والأجداد لايحب التكلف ولم يكن متصنعاً , فمن عرفه عن كثب يجد فيه ثقافة الماضي وجمال الحاضر , حافظ كثيراً على علاقاته الأخوية وحظي كثيراً بحب الناس لشخصه وثقافته وبساطته فكان عفوياً عندما يتحدث لبقاً عندما يرتجل المنبر يشارك الصغير والكبير أفراحههم , إلا إنه عاشقاً مٌلهماً بحب التراث .
- رحمك الله يا( فقيد الوطن )
- فقد كنت رجلاً عظيماً صاحب رسالة وفكر كنت نموذجاً فريداً ( في إعمار الديار محافظاً على تراثنا وهويتنا الجنوبية) والتي عجزت عنها مؤسسات وهيئات ونجحت انت بطموحك ودعمك ومثابرتك الجادة لكي تكون الرجل الشامخ بالعلم والمعرفة وفك تلك الشفرة التي استعصت كثيرا على هذه الهوية والتراث الناصع .
- وداعاً ايها الكريم , وداعاً ايها النبيل . فقد صنعت مجداً من التاريخ في الجنوب وحافظت على أصالة الماضي , فلن ننساك ولن تنساك منطقة الجنوب عامة والمع خاصة فسيرتك عطرة بجيل الماضي والحاضر .
- عزاؤنا جميعاً لرحيلك .
1 comment
الرامي
01/21/2018 at 7:04 ص[3] Link to this comment
كتبت فأبدعت شكرا لك ايها الكاتب المنصف الذي يعطي كل شخصيه حقها كاملا انت كتبت عن شخصية رجل لن تنجب نساء الجنوب مثله لاقبل ولابعد رجل من الصفر وصل الرقم الأخير وبجهوده وبثباته وتحمله مشاق رحلته التراثيه رغم مرضه الشديد وأوصلها العالم بأكمله واخذ جائزة المركز الأول في التراث عالميا في مدينة الدوحه وتم تكريمه من امير الدوله. شكرا ايها الكاتب. ووداعا ايها الراحل ونلتقي في جنات الفردوس برحمة من الله تعالى.