يولد المواطن السعودي على أرض هذا الوطن الغالي , ويعيش ويترعرع في كنف والديه , ليجد نفسه ذات صباح وفي سن السادسة مستيقضا ً قبل بزوغ الشمس ليذهب إلى مدرسته برفقة من سبقه من إخوته ، ويكون ذلك اليوم أول رحلة الكفاح واول خطوة الألف ميل ،
هكذا يظل ولمدة ستة عشر عاما ً وهو يغدو الى مدرسته وجامعته ويعود منها ، وقد أنفقت أسرته عليه آلاف الريالات ، وأجهدتها تلك السنوات بمؤازرته وتعليمه وتشجيعه وتوجيهه ،
ومن جهته هو فإنه لايقل عنهم شأنا ً ،، فقد سهر الليالي وتحمل ظروف تلك السنوات الماديه والنفسيه والاجتماعيه ، متعشما ً ومتأملا أن ينطبق عليه قول ( من طلب العلى ،، سهر الليالي . )
ولم يعلم هذا الشاب بأن مآله إلى تلك الغرفة التي احتضنته طيلة السنوات التي خلت !!
فيتخرج من جامعته او معهده حاملا ً شهادته التي نالها بعد تلك السنوات العجاف ، ليعود لاسرته مبشرا ً لهم بما حققه وانجزه ،
فيفرحون جميعا ً لتبدأ رحلة جديدة من فصول المشقة في البحث عن الوظيفة ،
هذا الشاب الذي قد بلغ من العمر الثالثة والعشرون ويحلم أن يكون موظفا ً لديه دخل مادي يستطيع من خلاله تكوين نفسه وشراء سيارته والبحث عن عروس تناسبه ليكون اسرة ويستقل بنفسه ويصبح كغيره في مجتمعه ،
فلا يترك بابا ً الا طرقه ولا طريقا ً الا سلكه ولا صديقا ً الا استعان به ، ويتفاجأ بأنه في كل مرة يبحث عن وظيفة في منشأة معينه ،، لا يجد في استقباله الا مدراء أجانب ورؤساء أقسام ومسئولين في هذه المنشأة ليخبره أنه ليس هناك من وظائف ، وإن كانت هناك وظيفة لايستطيعون التكتم عليها ، إضطروا أن ينهالوا عليه بوابل من الشروط والعراقيل والتعجيزات ليخرج محبطا ً وكله حسرات ، وللاسف لن يستطيع أن يجد نفسه الا في طوابير العاطلين عن العمل ،،
فتتبدد تلك الاحلام والاماني ويضطر للقبول بالعمل في أي مكان وبأي وظيفة حتى وإن كان دخله منها لايكفي لحاجته شخصيا ً ، وهكذا تستمر المعاناة لدى الكثيرين والكثيرين من اخواننا وأبنائنا وبناتنا السعوديين الذي ضاقت بهم الأرض وقلت بهم الحيل ،
ومن هنا أقول :
إن السعوديين خريجي الجامعات والمعاهد أصحاب كفاءات عاليه وهمم وعزيمه . وهم الاولى والاجدر بالوظائف في شتى القطاعات ،
ولا يعقل وغير مقبول أن يكون السعوديون يشكلون بطالة عظمى في ظل توفر وظائف عديدة يشغلها أجانب ،
فكثير ماعلمنا مع الأيام أن كثير من الأجانب العاملين بالمملكة اضطروا لتغيير مهنهم لكي تتوافق مع مسمى وظائفهم ليتمكنوا من البقاء فيها مقابل رواتب ضخمه وعاليه ،
بينما السعودي بإمكانه شغل وظيفة صغيره جدا ً جدا ً لكي لايشغل ذلك المنصب او الوظيفه فيخسرها ذلك الاجنبي !!
توضع كل العراقيل والتعجيزات أمام السعودي لكي لايصل الى وظيفة قد يرحل عنها اجنبي ،، وقد سمعنا أخيرا ً عن اسواق الذهب التي من شروط قبول السعودي في هذه المهنه ( أن يكون يتحدث الإنجليزية ) بطلاقه او كما قاولوا ( بلبل ) .
والسؤال المهم : هل كان الاجانب الذين يعملون في هذه المحلات مجيدين لها ؟؟
إنا شخصيا ً اعرف اشخاصا ً كانوا ولازالوا في محلات الذهب لايعرف حتى يتحدث ( لهجتنا ) السعوديه ،،
.
كما أن القطاع الصحي الخاص لازال يعج بالأجانب الذين من الاولى احلال السعوديين بدلا ً عنهم ، والعجب العجاب عندما علمت بأن هناك توصيه بعدم فتح كليات طب وصيدله لمدة إثنا عشر عام قادمه !!
هل لأن السعوديين في هذا المجال قد استوعبتهم قطاعات الصحه الحكومية والأهلية ؟؟ أم ماذا ؟؟
وكذالك التعليم الخاص وجميع المنشأت من مؤسسات وشركات ،
وفي ضل سعي الدولة لتوطين الوظائف رؤية المملكة 2030 وخطة التحول الوطني 2020 إلا أننا لم نلمس واقعا ً لحل هذه المعضلة من وزارة العمل ولا الخدمة المدنية ، رغم أن العملية برمتها مثل العملية الحسابية ( 1 + 1 = 2 ) ، بحيث يتم حصر كل الوظائف التي يعمل بها اجانب وتوظيف السعوددين فيها ، الا ماندر وماليس لدينا له كفاءة مثلا ،
.
نطمح ونأمل أن يشرق يوما ً علينا بشمس الأمل ونجد السعوديين يعملون في وظائف تليق بهم وبتحصيلهم العلمي وعدم وضع العراقيل أمامهم ، وكم هو مؤلم عندما تقرأ لأحد أعضاء مجلس الشورى قوله أن السعودي سيشغل كل الوظائف التي يعمل عليها الاجانب حاليا ً مثل ( حلاق . عامل نظافة ، دهان ) وغيرها ،
الخاتمة ؛ العمل ليس بعيب ،، ولكن طموحنا أن يتم التوطين %100 لكل الوظائف وخاصة في الوظائف المرموقة وذات الدخل العالي ، ومن ثم التي تليها وهكذا ،،، وبعد ذلك نفكر بنفس مستوى تفكيركم