خطر ! احذر! ابتعد! هكذا يشعر كثير من المترجمين عندما يطرأ خيار الترجمة الحرفية، لأن الترجمة أكثر من عملية نقل لغوي يمكن أن يبرع فيها كل من يتقن لغتين فما أكثر، عندما يكون القائم على الترجمة يفهم اللغة لكن لا اطلاع لديه بالثقافة سينتج كوارث، لذا يجب دراسة علم الترجمة قبل ممارستها والخوض فيها، ولذا تستفز الترجمة الحرفية كثيراً من المترجمين، ويعتبرونها فخاً، وخطأ ثقافياً في حق اللغة، ويجب الالتفاف حولها وعدم الوقوع فيها، رغم الحاجة إليها في بعض المجالات، فمتى تغلب الفكرة؟ ومتى يغلب المصطلح؟
لا تحتاج في مجالات مثل الترجمة القانونية، الطبية، والتقنية إلى قراءة ما وراء النص وما بين سطوره، ولا مجال للإبداع فيها، وأنت ملزم بإبراز المفهوم الأصلي دون أي اختلاف أو غموض أو نقص، ولا يؤدي التغيير فيها إلا إلى خسائر باهظة وسوء تفاهم، أما على الجانب الآخر في مجالات مثل الترجمة الأدبية فإنك ستهتم بالمعنى العام للنص بدون تقييد في اختيار المصطلحات المماثلة مباشرة، بل إنك مطالب بإعادة الصياغة لإظهار جمالية النص، مما يعطيك حرية في تغيير المصطلحات.
خلاصة القول، رغم كل ما يشاع عنها لكن لم ولن تكون الترجمة الحرفية عيباً إذا تم اختيارها بناء على ملاءمتها للنص، ولا يمكن لمترجم الانحياز للفكرة أو المصطلح وحدهما.