تدور حرب طاحنة في ساحة تويتر بين مؤيدين للتجنيس, ومعارضين لذلك , فمن يؤيدونه يرون أنه حق مشروع لأبناء المواطنات . متحججين بأنه يحافظ على النسيج الوطني , ولابد من مساواة السعودية زوجة الأجنبي بالسعودي زوج الأجنبية , وأن أبناء المواطنات أصحاب كفاءات ولديهم ولاء منقطع النظير للوطن . ويحفظون النشيط الوطني .. متهمين معارضيهم بالعنصرية وبالحسد !! ,
فيما يرد المعارضون ( وأنا أولهم طبعا ً ) بسلاح ٍ وطني خالص , حيث نرى أن هذه حجج واهية , وغير منطقية ، فالوطن ليس مرتعا ً لكل من هب ودب , وأن التجنيس له مأسي ونتائج سلبية لانقبل أن تحدث او ننتظر حدوثها لاسمح الله .
ومع تصويت مجلس الشورى على تعديلات في نظام الجنسية إزدادة ضراوة هذه الحرب , حيث تباشر المؤيدين خيرا ً وتناقلوا رسائل التهاني بتبني بعض اعضاء المجلس لهذا الأمر .وكأنهم يرون أمانيهم تتحقق.
وكوني أول المعارضين للتجنيس فقد أحببت أن أصقل رأيي في هذا المقال أملا ً أن أكون أصبت في قولي ورأيي .
إن التجنيس أمر سيادي لولي الأمر , وعلاقة بين الدولة والفرد ليس للنسب فيه أي علاقة من بعيد ولا من قريب . وقد تمنح الجنسية لأي فرد بغض النضر عن عرقه ولونه بعد أن يستوفي الشروط لذلك . كما أن التجنيس شأن أمني خالص قبل أن يكون إجتماعي , ويبقى منحة من الدولة تمنحها من تشاء ، وليس حقا مشروعا ً الحصول عليها كما يضن البعض ،،
ومن وجهة نظري ألا تمنح الجنسية لأبناء الموطنات لأسباب أراها صحيحة .
أولا ً : أعداد الموطنات المتزوجات من أجانب فاقت 700.000 سبعمائة الف مواطنة . ولو إفترضنا أن متوسط عدد الأبناء لدى كل واحدة منهن 5 خمسة , سيكون لدينا ثلاثة ملايين وخمسمائة الف إبن مواطنة . ( ياللهول ) !! بهذا العدد أو بأكثر أو أقل نكون زدنا الطين بله .. في ضل سعي المملكة للتحول الوطني ورؤية 2030 وسيكون الوضع الإقتصادي مكلف جدا ً . فأعداد السعوديين خريجي الجامعات والمعاهد تزداد كل عام والخطط والبرامج الموضوعة من قبل وزارة العمل لم تسهم حتى الان في حل مشكلة البطالة . فكيف سيكون الحال إذا تم التجنيس .
ثانيا ً : ليس من حق السعودية المطالبة لأبنائها بالجنسية كما تدعي . والدولة لديها نظام وقوانين ليس من حق أحد أن يعترض عليها أو يطلب تغييرها لتتماشى مع اهوائه ورغباته .
ثالثا ً : من الغباء أن نقول مساواة الموطنة السعوية بالمواطن السعودي في هذا الشأن . لأن السعودي عندما يتزوج من أجنبية وتنجب لها أطفالا ً من البديهي والطبيعي أن يكون أبنائه سعوديين أصلا ً وجنسيتا ً حتى وإن ولدوا في دولة اخرى . أما أبناء المواطنة فمن البديهي أيضا ً أن يكونوا حاملين لجنسية أبيهم . ويكفيهم أنهم حاصلين على مزايا في التعليم والوظيفة وبرامج وزارة العمل وغيرها .
رابعا ً : منح الجنسية لأبناء الموطنات سيؤدي إلى تغيير جذري في التركيبة السكانية والديموغرافية , وسيؤثر سلبا ً على الوظائف والعادات والتقاليد والموروث .
خامسا ً : التجنيس سيؤثر على العقائد والمذاهب وربما سيولد مجموعات مذهبية وطائفية سيكون لها تبعات أمنية وسياسية نحن في غنى عنها .
رغم معارضتي الشديدة لهذا الأمر إلا أني مع تجنيس كل من لديه من الأفكار والمشاريع وإبتكارات التي تتقدم بالوطن وتحقق طموحاته , فليس من المعقول أن تأتيني بإبن مواطنة مقدم برامج وتقول لي أن البلد في حاجة لمثل هؤلاء . فلدينا من الكوادر الوطنية المتخصصة والبارعة في شتى المجالات مايكفينا . وخاصة من عادوا من الابتعاث ولديهم شهادات عليا ,, بل إن المهندسين السعوديين العاطلين قد يكفون لملء مدرجات ملعب الجوهرة بجدة .
أخيرا ً : تبقى المواطنة السعودية أختا ً لنا نقدرها ولاننتقصها كونها زوجة لأجنبي إطلاقا ً , وكذلك زوجها وأبنائه البررة . لهم كل التقدير ونعتبرهم إخوة لنا في بلدهم الثاني وإني أحييهم على ما يطمحون له , كما أن لدي فكره ربما تكون سببا ً في تقدم الأمة العربية جمعاء ,,
لماذا كل مولود في السعودية من أب أجنبي وأم سعودية وبعد إكتسابه للمعرفة وتسلحه بالعلم والخبرات , لايذهب الى بلده !! فيصقل مواهبه ضمن تخصصاته وهكذا يتقدم بوطنه مع أبناء جلدته . ويكون بذلك صنع معروفا ً له ولوطنه .
الخاتمة : وطني الحبيب روحي وما ملكت يداي فداه
.
عبدالله السيالي
عاجل
عبدالله السيالي

إبن الوطن ، وإبن المواطنة !!
Permanent link to this article: http://www.eshraqlife.net/articles/240871.html
9 comments
Skip to comment form ↓
عابر سبيل
03/25/2018 at 3:50 م[3] Link to this comment
ماجبت شيء جديد
نفس الجمل والأرقام تعاد وتكرر والاختلاف فقط في اعادة ترتيبها
واذا تعلمت مصطلح جديد تقوم بإدراجه في نفس الأسطر الخبيثه
وشيء طبيعي إذا لم ينشر مقالك في الصحف الأخرى لافتقادك إلى مهارات المهنة الصحفية
وبعد شخطة قلم بالأمر السيادي هل ستطل على شلتك بمثل هذه المقالات!!
مشقاصكو
03/25/2018 at 5:00 م[3] Link to this comment
الابن ينسب لوالدة بكل الاديان السماويه. لكن. عشان. المال. والبترول. يريدون اهل المصالح ان ينسب لوالدته. وهذا. تغيير للفطرة السليمه التى خلق الله عليها الكون
ياسر الحربي
03/26/2018 at 12:53 م[3] Link to this comment
كفيت ووفيت استاذ عبدالله
ونحن جميعا ً ضد التجنيس . ون انصحك ان تتحمل كل من سيطلق عليك عبارات وجمل بوصفك عنصري لأنك وطني وتدافع عن وطنك ?
أبومبارك
03/26/2018 at 1:56 م[3] Link to this comment
بالله عليكم ما رأيكم في يتيم الأبوين مقيم في السعودية منذ حوالي عشرين سنة إقامة متتالية ، لم يغادر البلاد ولو يوما ، لم يحول إلى بلده الأصلي ولو ريالا ، حالته الاجتماعية أعزب ، انقطعت صلته وارتباطه ببلده الأصلي نهائيا ، يدعو ليل نهار لخير هذه البلاد ولولات أمرها بالتوفيق وخير الدارين ، حامل كتاب الله ، خريج بكالوريوس جامعة سعودية ؟
مشعل
03/27/2018 at 12:52 ص[3] Link to this comment
لاكسر الله لك قلم يااستاذ عبدالله السيالي فقد كتبت واجدا ولامست مابداخلنا وفقك الله
انت مثال يحتذى به في الوطنيه بارك الله فيك
فهد الحارثي
03/27/2018 at 10:49 م[3] Link to this comment
برافوووو استاذ عبدالله السيالي ???
عز الله انك بطل واحسنت اختيار هذا الموضوع في هذا الوقت لانا ملينا من هذول المتسلقين والمتمصلحين
انت رجل وطني نفتخر فيك ????
سعودي وافتخر
05/07/2018 at 9:34 م[3] Link to this comment
نعم الفكر ونعم القلم ونعم الرجل
نحمد الله ان هذا الوطن يزخر بثروه من الشباب اهل الروح الوطنيه والغيره على وطنهم
محمد بن جربوع الصيعري
05/31/2021 at 10:11 م[3] Link to this comment
أتفق معك
أنا حضرمي وأمي سعودية ومتخرج هندسة وأتمنى أقدر أفيد حضرموت يارب
وكل الشكر لدولتنا الثانية السعودية على منحنا كافة الحقوق ❤?
سناء
03/08/2020 at 5:51 م[3] Link to this comment
نعم الفكر ونعم القلم فعلا. نحن لا نعارض تجنيس البعض اصحاب الابتكارات ولكن ضد تجنيس من سيتسبب بحروب طائفية وفقدان الهوية والموروث