يقال أن الطفل ابن بيئته ، يؤكد هذا ما ورد في الحديث " ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه… " الحديث ، فهذا دليل على تأثير البيئة المحيطة على الطفل ، فهي بلا شك تسهم في تربيته و تشكيل شخصيته، و تساعد على رسم ملامح طريقه مستقبلا ، و قد تؤثر على أفكاره، و إقباله على الحياة ، فإما أن تدفعه ليكون عضوًا صالحًا فاعلًا في مجتمعه، إنسانًا ناجحًا ، أو خاملًا كسولًا، فاشلًا ، عالة ، سجين في سجن نفسي مظلم مليء بالتشكي ، و التذمر ، و جلد الذات ، والاحتراق النفسي ، من أجل ما سبق ، وحتى تبعدوا أبناءكم عن هذا السجن ، أدعوكم آباءً و أمهات لأول طريق الوقاية و أول خطوات صناعتهم ألا وهو الحديث لأبنائكم من بداية سن التميز ، عن الإسلام و قيمه و سماحته، عن السيرة النبوية و الصحابة والتابعين ، عن النماذج المشرقة المشرفة في تاريخ أمتنا. عن الأخلاق ،عن سمو النفس و رفعتها ، عن الابتسامة ، عن التسامح و العفو ، و البر و الإحسان، عن التواضع و المحبة و العطف ، والوفاء ، عن الشهامة و الشجاعة، عن قوة الاعتذار ، و فضل قبوله ، عن الكرم و الكرام و المكارم ، عن التفاؤل ، الطموح ، عن النجاح وقصصه ، حدثوهم عن جوع و خوف عاشه الأجداد ، عن النعمة ، حفظها و شكرها، عن الوطن ، محبته ، إنجازاته ، حقوقه، تلاحم أبنائه ، الأمن و الأمان ، عن الانتماء و الولاء ، عن ولاة الأمر ووجوب طاعتهم ، و الالتفاف حولهم ، عن علمائنا و فضلهم و مكانتهم .
كلي ثقة إن حدثتموهم عن ذلك فبإذن الله ستكونون قد هيأتم الحرث و بذرتم البذرة الصالحة فقط تسقونها بالدعاء وبالتوجيه والإرشاد ، لتنبت سنابل الخير و العطاء، شبابًا صالحين نافعين لمجتمعهم ودينهم و وطنهم.