كنتُ اقول لما رايته وكأني رأيت الحياة بعد الممات ، ولما فقدته وكأني فقدت الحياة بعده .
فصحوتُ وقلتُ بيدي ربي تكون الحياة ويكون الممات .
فخيروني بين حبي وبين ربي فقلت حبي هو ربي .
نخرج ُ للدنيا ويخرجُ معنا الحب فهو غريزة ولدت معنا تظهر وتنمو وتكبر ..
فالحب يقعُ في قلوبنا وليس عقولنا وما يفعله الدماغ هو انه يفرز هرمونات معبرة عن اللحظات السعيدة كهرمون الدوبامين ..
قال تعالى ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله )
وفي قصة أم موسى عليه السلام قال تعالى ( وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب))؛ متفق عليه[1].
فمصدر الحب هو القلب وليس العقل . وصلاح العمل مرتبط بصلاح القلب، وفساده مرتبط بفساده .
لذا الحب راحة وسلام ، صفاء ووضوح وبالحب تجتمع قلوبنا وتظهر الانسانية .
(( فالحب غاية وليس وسيلة ))
فمنا من يحب وقد يصل بحبه لأقصى المراحل فيمر بالعشق ليصل الي الهيام ولا يصل اليها الا من احب بصدق .
تحول الحب من غاية واصبح وسيلة يصل بها الاغلبية إلى غايتهم وهي الجنس .
ونسينا بان الحب إحساس يمتد في داخلنا بكل ابعاده يسري في النفس والجسد ولا يتوقف ، حاله مستمرة تعيش حتى اخر يوم في الحياة . فهو التقاء روح بكل صفاتها مع روح آخره بكل صفاتها . وفجاءة نكتشف انه اصبح فعل جسدي محدود زمانًا ومكانًا ولذة ، حالة مؤقته تنتهي بإنتهاء الشهوة في دقائق عند إلتقاء جسد محدود بجسد محدود . وهنا يصرخ وينزف الحب .
فعندما يلتقي اثنان في علاقة غير مشروعة مجردة من الحب ، سيكرهان بعضهما أو ربما يكرهان أنفسهم بسبب هذا العلاقة الآثمة فيحاول كل منهم أو أحدهم الابتعاد عن الاخر كردة فعل رغم تعلقهم الشديد في بعضهم .
فالحب شعور مقدس يخلق الرغبة في الاقتراب الجميل والتلامس المشروع تحت مظلة شرعية نص عليه الكتاب والسنة بأمر الله تعالى .
اما الجنس فهو مجرد من الحب يأتي في الحقيقة كتعبير عن درجات القرب .
فالصادقون في حبهم ليسوا مستعجلين على الجنس فهو ليس هدف بالنسبة لهم وإنما يصلون اليه بالتدرج في مشاعرهم الفياضة فيصبح في كنف الحب له طعم آخر اذا كان تحت ضوابط شرعية .
ولكن ما يحدث في وقتنا هذا هو نزيف للحب ، بدا تحت مظلته وانتهى بعلاقة غير مشروعة تنزف لها قلوبنا قبل اجسادنا ألمًا ووجعًا نبكي فيها على أنفسنا و نهاجم بَعضُنَا ونشعر بتنافر لانها لم تكون تحت مظلة الخالق سبحانه وتعالى .
فالحب الحقيقي ينضج ويكبر في ظل العلاقة المشروعة .
(( فالحب غاية وليس وسيلة ))
الليالي حاربت حلو .. المنام
يوم سهمه صابني غصب وهرب
استباح القلب في ليلة غرام
وجيت كلي للمصايب والكرب
سهمه الغدار ماخلا ملام
من حداه الويل مايرقص طرب
1 comment
سالم احمد
05/12/2018 at 1:44 م[3] Link to this comment
حبني مثل ماحبك حبني.
تشربكة العلاقة وتداخلة المعاني .لو قلنا حب موقت وحب طويل الأجل لكان اوفر لنا من الاسهاب في الشرح الطويل دون اشياع واقناع الملتلقي والمتطلع والمجرب وذي الخبرة.لا يوجد تحليل وتصنيف لأنواع الحب الغرامي