شتان مابين فردٍ تجري في عروقه دماء الوطنية صافيةً لا تشوبها شائبةٌ وآخر قد لوثت دماءه جرثومة الغدر والخيانة، فأولهما قد عرف حق الوطن فقام ساعيًا لتحقيق أمنه وأمانه ونمائه، والآخر غرق في وحل الغدر ولوثة الخيانه وراح يتواصل مع كل متربصٍ بالوطن حاسدٍ على الخيرات والنعم التي يتقلب فيها أبناؤه، فجعل من نفسه أضحوكةً هناك، وعبرةً للمعتبرين هنا.
أبناؤ الوطن البررة وضعوا لهم بصمةً في كل مكان، وسطروا أمجادًا خالدةً في كل ميدان، هناك على الحدود والثغور، أسودًا على الأرض وفي السماء صقور، وهنا في الداخل قبضةً من حديدٍ على الإرهاب والخيانة والغدر، وبناةَ مجدٍ يرفعون اسم الوطن عاليًا، ويُنزلونه منازل الأنجم الزُّهر.
وأما شرذمة عملاء السفارات فقد حفروا لأنفسهم خنادق يختبؤون فيها ليديروا علاقاتهم ومخططاتهم، لكنها سرعان ما انطمرت فوق رؤوسهم؛ إذ لم يحسبوا حسابًا لوطنٍ تكلؤه عناية الرحمن، ويدير شؤونه سلمان وابن سلمان، ومواطنوه ورجال أمنه صنوان، كلٌ منهم قد أخذ على نفسه العهد والميثاق أن يحمي التراب ويذود عن الأرض ويكون لداء الخيانة الترياق.
اللهم لا تُعْلِ لأهل الغدر والخيانة والفساد راية، واجعلهم لمن أراد أن يسلك مسلكهم عبرة وآية، واحفظ اللهم بلادنا ومليكنا وولي عهده، وانصر حماة الأرض والدين، وردهم إلى أهلهم سالمين غانمين مظفرين.
عاجل
بقلم يوسف الشيخي

الدماء الملوثة
Permanent link to this article: http://www.eshraqlife.net/articles/250233.html