قبل بداية شهر رمضان تم الإعلان عن مسلسل العاصوف وكان يتبادر الى ذهني ان العاصوف سوف ينقل الدراما السعودية نقلة نوعية وخاصة ان احداث المسلسل رصدت تاريخ المملكة في سبعينايات القرن الماضي وما صاحبها من تحولات اجتماعية ودينية وفكرية وذلك بناءً على عنوان المسلسل وكنت اتوقع ان هذا العمل سيظهر لنا جيل السبعينات بصورة جيل الطيبين لا بصورة البغاء والخيانة الزوجية!!
ذلك الجيل كان همه الأكبر صراع الحياة من أجل البقاء ولم يكن همه ما تناوله مسلسل العاصوف كنت اتمنى ان تدور أحداث العاصوف عن معاناة ذلك الجيل وعن التحول الفكري ..!
وما صاحب تلك الحقبة من أحداث وتحولات اجتماعية ودينية وفكرية
هو الجيل الوحيد الشاهد على دولة الرفاه وهو جيل التقشف وشد الحزام جيل مر بتجارب عديدة كان من الأولى أن يكون للعاصوف نصيب الأسد من هذه الأحداث حتى يكون الاسم على المسمى
ولكن مع اول حلقة اتضح عنوان العاصوف الذي قدم افكاراً لا تناسب مجتمع نهج وتربى على الأخلاق الفاضلة
العاصوف عصف ونسف كل معاني الاخلاق والاعراف والتقاليد في مجتمع محافظ الممثل ناصر القصبي اعتقد انه اخطاء الطريق فنحن لم نتعود على القصبي في الدراما مكانه الطبيعي في الكوميديا فهل يعقل أن نشاهد القصبي بشخصية عمر المختار من المستحيل تركيبة الممثل هي من تحدد الدور والعمل المناط به
هنا سأتوقف لنذكركم بالدراما العربية السورية وبالتحديد في مسلسل باب الحارة والذي هو أيضاً تدوراحادثة عن دراما اجتماعية شامية تدور أحداثها في عشرينيات القرن العشرين ولكن بشكل مختلف تماماً حيث يسلط المسلسل الضوء على الحياة الدمشقية والقيم النبيلة والعادات والتقاليد القديمة متمثلة في أهالى حارة ، مع العلم ان هناك احداث كثيرة في ذلك القرن سياسية ودينية وسلبيات كثيرة لكن لم يتطرق له المسلسل وترك الجانب المظلم واظهر لنا الجانب المضئ في المجتمع السوري ولهذا نجح المسلسل نجاحاً باهراً ..!
العاصوف نسج من خيال الكاتب الذي قلب فيها الحقائق وزيف في مبادئنا وأخلاقنا ونقل صورة عن مجتمع السعودية ضبابيّة وترك الجانب المشرق والجميل من الماضي وانحدر بِنَا من القمة الى القاع مع أننا نؤمن ونقر أن لكل زمان نهج ولن يخلوا ابداً من السلبيات ولكن لماذا نحن دائماً وعبر قنواتنا نظهر الجانب المظلم في مجتمعنا..!؟
ونترك الجانب المشرق والحضاري ونستبدل ثقافتنا وتراثنا بغير واقعها.
همسة :
قديظن البعض انني ابحث عن الشهرة من وراء القصد ؛ ولكنها خلجات في النفس لتحفظ ماتبقى من كرامة لجيل الطيبين ..!