إنها دنياي يا عيد
يا عيد بأي حال عدت؟
ماهذا التجافي الصرف في استجداء صمت الدموع؟
لقد عدت إلينا ومآقينا جرحى من سكب مدامع الفراق الحرى الحزينة، نحيب يغالب صوت ألم القلب المعتصر بتعب الحنين إلى مسامرة نبع الحنان وتأمل طهر وجه الأمل المشع حياة وأملا ذلك الينبوع المتدفق حبا صادقا وتضحية حقة قد نضب فأصبح مكانه قيعان قاحلة أكسبت مكانها وحشة مقفرة احالت كل ما تلاها صحاري من آلام الفقد المرير.
كيف لي أن اتذوق حلاوتك يا عيد ولا أكون مبالغا إن قلت إنني لا أعلم هل أنت حقا عيد أم مأتما في ثوب جديد؟
ما اعلم حقيقته هو أنها تساوت عندي الأحاسيس في درجة عدم الإحساس بعدما أغدق علينا زماننا بصادق الفقد.
فهل ألام بعد هذا؟
هل يحق لك عتابي وأنا أدور في حلقاتك المفرغة في حالة ضياع تام؟
نعم إنه أول أعياد الضياع لبست فيه ثوب الإحساس بالفراغ حتى من مجرد الشعور.
ياترى هل ستتوالى علي أعياد الضياع أظن ذلك بل أجزم بذلك.
لقد ذهبت الملهمة لكل فرح والمضمدة لكل جرح والمحتوية لكل حزن. هذه مجموعة إنسان في كيان كونت دنيا هي دنياي وكيف لأي كائن كان أن يعيش ناهيك عن إيجاد ذاته إذا تاه في دنياه. فكيف إذا فقد دنياه!!؟
إلى جنان الخلد يا من رافقتك روحي وبقي في دنيا الفناء جسدي عبثا يكذب خبر فقدك وهذا مصدر ألمي.
ولعل لهاث الأمل في لقياك في فردوسه الأعلى بعض العزاء.
هل رأيتم من يعزي نفسه في نفسه إنه أنا
فهي لم تكن أما فحسب بل كانت هي الدنيا.
نعم إنها دنياي
عاجل
اشراق لايف ـ ابراهيم التوماني

بأي حال عدت ياعيد!!!
Permanent link to this article: http://www.eshraqlife.net/articles/252152.html