بمحض المواعيد خرجت باكراً وليس لي في الخروج إلاّ هدفاً وحيد وهو مراجعة لاحدى المستشفيات الكبرى في عروس البحر جدة
وكنت منذ انطلاق إعلان قيادة المرأة للسيارة بالسعودية أخطط كيف أستطيع أن أصل إلى وجهتي وكنت في داخلي أحمل هم إن تعج شوارع جدة منذ الصباح الباكر بالنساء وهن يتجولن في شوارعها الممتده من أقصى الشمال إلى وجهتي كورنيش الحمراء بالتحديد لان ذلك سيكون مساري من -الشمال إلى الجنوب- مروراً بشارعين هما بمثابة شريان الحياة لحركة السير للوصول إلى مرادي هما طريق المدينة .. وشارع التحلية..!
ولكم أن أنقل لكم الصورة تماماً لم أرى منذ إنطلاقي من منزلي حتى وصلت وجهتي خلال مايقارب ٤٠ دقيقة سيارة تقودها امرأة ..وكان الوضع أكثر من طبيعي ..!
كما اعتدنا عليه بل أن جُلّ مارأيت ، في المشهد انه مازال السائق خلف المقود والمرأة السعودية ملكة في الخلف..!
ما أريد قوله هنا ان وسائل التواصل الاجتماعي منذ اللحظات الأولى لساعة الصفر لإنطلاق تنفيذ قرار قيادة المرأة للسيارة بذلوا مابوسعهم ليجعلوا من ذلك القرار الذي انخذته قيادتنا الرشيدة بالسماح للمرإة السعودية بالقيادة ( فلم رعب )..!
إذ جعله البعضُ إنجازاً للمرأة السعودية غير مسبوق ، بل إن الأمر تصدر الصحف الخارجية التي تناولوت قيادة المرأة السعودية في تصريحات مسؤوليها الذين قالوا ان القرار :" يؤشر الى بداية مرحلة جديدة في السعودية مهمة جدا ، بل تاريخية تضع المملكة على الطريق السريع للتطور والحداثة في كافة المجالات، فالدينامية التي انطلقت مع هذا القرار وما سبقه وما سيلحقه ستولد حيوية وتغييرات بنيوية وعميقة داخل المجتمع وستكون كفيلة بنقل المملكة إلى حيث تريدها قيادتها الجديدة ويطمح إليها السعوديون منذ زمن طويل".
إلى هنا اقول لهم ( توقفوا ) ولاتجعلوا من قيادة المرأة بروباغندا (Propaganda) لنشر ماتريدون من معلومات بطريقة موجهة أحادية المنظور؛ بتوجيه مجموعة مركزة من الرسائل بهدف التأثير على آراء أو سلوك أكبر عدد من الأشخاص. وهذا ما ينافي الموضوعية في نقل وتحجيم المعلومات لإيلاج الجمل في سمِّ الخيّاط ؛ فقيادة المرأة ليس إنجازاً ؛ بقدر ماهو حق من حقوقها في المجتمع ..!
وان اردتم ان تتحدثوا عن الإنجازات للمراءة السعودية ؛ فسبقت المرأة السعودية مثيلاتها بالإنجاز في جميع المجلات العلمية والمجتمعية ؛ فتطور المملكة والإهتمام بالمرأة السعودية لايتوقف على قيادة المرأة للسيارة ، ولم يكن الإنجاز وليد اليوم أو الأمس بل إن حكومتنا الرشيدة حفظت للمرأة كرامتها وكانت ومازالت تدفع المرأة السعودية لثقتها بها حيث إنها على قدرٍ عالي من المسؤولية ، وقد حظيت المرأة السعودية باهتمام كبير نظراً لما تتمتع به من قدرات وطاقات علمية وعملية. واستطاعت أن تحقق إنجازات كبرى جعلتها تتصدر مواقع عملية فاعلة: لتكتب اسمها في سجل الإنجازات نظير ما حققته المرأة السعودية بدورها في تحقيق التنمية المجتمعية منذ زمن طويل حتى مطلع العام 2018 ؛ ولكن لم نشاهد ذلك الضجيج الإعلامي والـ (بروباغندا) لإظهار تلك الإنجازات المحلية والعالمية ..!
ساطرح هنا بعض الاسماء التي جعلت من تاء التأنيث السعودية نجماً ساطعاً بين الأمم ، ومنها ما سأورده على سبيل المثال لا بالأجمال:كتعيين لطيفة أبونيان أول سعودية "مستشارة لوزير العمل، وتعيين فاطمة باعشن أول متحدثة باسم سفارة السعودية بـ (واشنطن) ، وتعيين هند الزاهد كأول امرأة سعودية في مجلس مديري شركة مطارات، وتعيين دلال نمنقاني كأول سيدة تتولى منصب عمادة جامعة سعودية ، وترأس سارة السحيمي مجلس إدارة شركة السوق المالية السعودية - تداول - كأكبر بورصة مالية في الشرق الأوسط، وتعيين رانيا نشار أول سعودية رئيسا تنفيذيا لـ ( سامبا المالية) ، وتعيين منى الزهراني كأول سعودية تتولى منصباً قيادياً في غرفة الطائف التجارية ، وتعييـن إيمان الغامدي في منصب مساعد رئيس بلدية الخبر، وفوز هديل أيوب المبتعثه السعودية بـ (ثلاث ) جوائز عالمية لابتكارها قفازاً يقرأ ويترجم لغة الإشارة لجميع اللغات..!
كما حصلت أمل عبيدالله على ترخيص للعمل في السياحة ، وتسجيل الفنانة التشكيلية مها الملوح أول مشاركة فنية سعودية رسمية في (بينالي البندقية) ، ونيل المخرجة السعودية ريم البيات جائزة أفضل إخراج في مهرجان (مدريد السينمائي) ، وحصول مها السهلي على جائزة ديزي العالمية في مجال التمريض ، وإنجاز الدكتورة فضيلة العوامي بتخصص علاج الإدمان كأول سعودية ، ونجحت يماء العصيمي في قيادة برنامج وطني شامل لترشيد استهلاك المياه، وحصلت كذلك سارة بنت أحمد الربيعة على جائزة (إنتل أيسف) عام 2017 لأفضل مشروع في علم المواد من شركة ( ناسا) ، ونالت خلود محمد العباسي أربع ذهبيات فخرية بمعرض (جنيف) الدولي للاختراعات، وصُنفت ميادة الهاشم أول سعودية تنافس عالمياً باختراع طابعة بدون حبر ونيلها براءة اختراع، ومشاركة شروق الجنوبي بابتكارها آلة طبية توقف النزيف في المعرض الدولي للمخترعين بالكويت ونالت الميدالية الفضية من بين تنافس (36) دولة ، وحصول سوسن باجيل على درجة الماجستير في حماية ضحايا الإتجار بالنساء لغرض الاستغلال الجنسي من أكاديمية شرطة دبي ..!
كما تم تعيين الدكتورة تماضر بنت يوسف الرماح نائباً لوزير العمل والتنمية الاجتماعية للتنمية الاجتماعية بالمرتبة الممتازة ؛ وفوز سارة قاسم بجائزة التميز السياحي عن فئة مدرب تدريب سياحي، وحصول دونا الغامدي على ميداليتين ذهبية وفضية في رياضة (الكيك بوكسينج ) ضمن بطولة الأندية العربية الثامنة التي أقيمت في عمان وقطعت طبيبة الأسنان السبّاحة السعودية مريم بن لادن قناة دبي المائية التي تمتد على 24 كم ، خلال (9 س و10 د) فقط، كأول امرأة تحقق هذا الإنجاز..!
أما في مجال السياسة فدخلت المرأة مجلس الشورى من خلال تخصيص في تشكيل 20% من مقاعد المجلس للنساء..!
وشاركت في انتخابات المجالس البلدية وحصدت 17 مقعداً في مختلف مناطق المملكة ..
وفي المجال العلمي فقد وضعت لنفسها بصمة كبيرة من بين الإنجازات العلمية المميزة للمرأة من خلال ماحققته الدكتورة فتون الصايغ وكذلك الإنجازات التي تميزت بها الدكتورة حياة سندي.
وفي مجال الفنون والأدب نجحت هيفاء المنصور ، وهند الفهد ، وثناء القرعاوي ، وأميمة الخميس ، وبدرية البشر ، وسارة الخثلان.
وفي مجال الهندسة برزت المهندسة السعودية ريما سلطان من خلال انضمامها لفريق أكبر مشروع للمواصلات بالمملكة (المترو)..!
وفي مجال الصحة حققت المرأة السعودية العديد من الإنجازات كالاستشارية الدكتورة سمر الحمود التي اختارتها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان للانضمام إلى اللجنة العالمية لتحكيم الأبحاث العلمية..!!
وفي مجال الفضاء حلقت الدكتورة مشاعل محمد كأول سعودية تعمل في معهد بحوث الفضاء في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية...!
ومن اراد المزيد من الإنجازات التي حققتها المرأة السعودية بين الأمم فعلية ان يتوجه لموسوعة ويكبيدا وسيجد القمة مزدحمة بتاء التأنيث السعودية ..!
اما في مجال القيادة للسيارة فلم أرى إي إنجازاً تحقق سوى القرارات الحكيمة التي اتخذتها قيادتنا الرشيدة حيث ترى أن المرأة جزء اساسي من المجتمع السعودي الواعي الذي تعيش فيه ، وحاء ذلك ضمن جملة إصلاحات تهدف إلى تمكين المرأة من كامل حقوقها وفق أطر الشريعة الإسلامية الغراء التي جاءت محافظة على مكانة المرأة وكرامتها ؛ ولكنني علي يقين أن تتصدر المرأة السعودية مثيلاتها وستحقق إنجازاً غير مسبوق بحصولها على جوائز في الإنضباط .. والقيادة الأمنة على مستوى الخليج ، إن لم يكن على الصعيد الدولي..!