حارس عمارتنا .. يتابع المونديال ..
هل هي مفاجأة ؟ .. لا أظن
المهم .. صار معه (ريسيفر) المونديال .. ولديه شاشة 50 بوصة
ولا تفوته أي مباراة
.
سألته قبل قليل – الأربعاء
فيه مباريات اليوم ؟ ..
(كنت اختبره وإلا فإنني أعرف الجواب)
.
قال : لا
ثم أضاف متدفقا : مباراة فيه يوم جمعة ويوم سبت
.
وعندما أزور غرفته للحظات عابرة , أجد عددا من رفاقه يتابعون المونديال معه , وهم متحلقون حول الشاشة , في حالة حماس عجيب , كل مجموعة تشجع منتخب بلد غير الأخر ...
.
فيما يصدح - بصوت جهوري - المعلق الرياضي , الذي كثيرا ما يكون من أهل المغرب العربي , ويصف المباراة بلهجته المغاربية , التي بالكادر - نحن عرب المشرق - نفهم كلمة منها - وسط 10 كلمات .
.
لكنها على أية حال كرة القدم - لغتها عالمية - وهي بجنونها وهوسها الذي لا حدود له , اجتاحت العالم كله .. وصارت متعة الفقير والغني معا ... العربي والأعجمي , الأصفر والأحمر .
.
صاحبنا .. علمت - لاحقا - أنه وبقية رفاقه من حوله , قد اشتركوا في شراء (ريسيفر) كأس العالم بنظام (القطة) المعروف
كل منهم دفع ما يستطيع 30 – 40 - 50 حتى اكتملت 350 ريالا .. ثم اطلقوا العناق لفرحهم المونديالي .
.
وبقيت المشكلة .. أن ثمة من صار " يدس أنفه " حتى في متعة الفقراء هذه – كرة القدم – بحيث صار يسوقها باحترافية , بعيدة عن العواطف , وبدون مراعاة لجمهورها العريض , وبينهم الكثير من المعدمين .
.
وتحولت المسألة إلى (بزنس) محترم .. إذ تشير التوقعات الى بلوغ الإيرادات من كأس العالم في روسيا إلى 5.6 مليارات دولار .. ويشكل بيع حقوق البث التلفزيوني نحو 50% من إجمالي الدخل، فيما تشكل حقوق التسويق حوالي 32% .. وتمثل عائدات الفيفا من بيع التذاكر 11% من كأس العالم .
.
وتأمل روسيا في كسر الرقم الذي حققته البرازيل من إيرادات حصلت عليها من تنظيم البطولة , وصلت إلى 11 مليار دولار , بالإضافة الى ملايين السياح الذين تدفقوا إلى بلاد السامبا , وساهموا في إنعاش الاقتصاد البرازيلي .