خمسُ ليالٍ قضيناها في شرم الشيخ - نحن الوفد الإعلامي العربي – في جنبات منتجعات (Rixos) ريكسوس الفاخرة ، مرت كالخيال المجنح ، بل لعلها كانت أشبه بطيف بهي ظل مرتسماً في أفق أفئدتنا .
.
ولقد بقينا نتأمل في انبهار ودهشة منتجعين اثنين , من أجمل منتجعات تلك المدينة المصرية الساحرة ، ببحرها الملوّن بين الزرقة الخافتة والداكنة والاخضرار الفاتح ، فيما راحت تغفو في حضن نقطة التقاء خليجي العقبة والسويس كحورية حسناء حالمة , تنتظر عريسها القادم على حصان أبيض .
.
ولم يكن ذلك العريس سوى آلاف السواح العاشقين لرمالها النقية وبحرها الدافئ ، وشعابها المرجانية الساحرة ، أولئك القادمين لها من كل أنحاء العالم ، يحملون في جوانحهم تطلعات رحلة سياحية ماتعة ، وشوق لأن تكون واحدة من أجمل ذكريات العمر .
.
وما أن حططنا رحالنا في فندق (Rixos) ريكسوس شرم أولاً ، ثم في فندق ريكسوس سيجيت بعد ذلك ثانيا .. حتى تماهينا مع الحلم البديع , مع جمال المكان والزمان, مع روعة التصميم ، واحترافية العمل الفندقي ، وكيف يمكن للمستثمر - حقيقة - أن يصنع من منطقة وسط مساحات من الرمل , في جنوب محافظة سيناء مدينة سياحية كاملة الأركان ، وعامرة بالحياة والبهاء ، ووفق أفضل الرؤى السياحية ، ووسط مكان يعج بأكثر من 200 فندق , ليصبح التحدي بعد ذلك حقيقياً .. إذ كيف يمكن لك أن تصنع لنفسك اسماً وسط تلك المنافسة الشرسة ؟ .
.
ولقد أجاد منظمو رحلتنا في صناعة برنامج زيارة حافل لنا ، تخللتها زيارة بحرية أشبه بالخيال إلى وسط البحر ، حيث عشنا يوماً كاملاً نجول بمركبنا البحري , في واحدة من أجمل مناطق الشعب المرجانية الأسطورية ، التي قل مثيلها في العالم ، والتي ينفرد بها البحر الأحمر لوحده ، وغصنا تحت الماء , بمساعدة مرافقين محترفين في الغوص , لنشاهد عجائب الله في صناعة عالم من أرضيات البحار المختلفة ، حيث الحدائق المرجانية ، وجنة الأعماق ، والشعب المرجانية الحمراء والصفراء والسمراء والبيضاء .
.
ورأينا كيف صنع المرجان من الأعماق شوارع وأزقة وبيوتاً ومخازن وحدائق , تتحرك فيها جموع السكان , أولئك السكان هي الأسماك الملونة غريبة الأسماء والأشكال ، تلك الملونة والعجيبة والنادرة .. إلى أن وصلنا سباحةً إلى جزيرة نادرة التكوين , فهي من الرمل المتجمع عبر مئات السنين ، والتي لم نرى مثلها في حياتنا , وحرثناها بأقدامنا , وكتبنا بأصابعنا عبارات التحايا على صفحتها .
.
ولما جن الليل عدنا إلى منتجعنا (Rixos) ريكسوس , فوجدنا أن من بين ما يميزه أنه يمنح الضيف خصوصية مميزة ، فهو يستقبل العائلات فقط ، ولديهم شواطئ مغلقة لا يدخلها إلا النزلاء ، إضافةً لعدد من المسابح والمطاعم والمقاهي .
.
وكان في كل مكان تنقل له بصرك في الفندق الفسيح ترى مسبحاً ، بل أن لدى عدد من الفيلات مسبح صغير خاص بها ، ولبعض الغرف بالدور الأرضي مسبح خاص كذلك ، أما المطاعم فهي قصة أخرى , فهناك المطعم الرئيس , الذي تتوفر فيه كل المذاقات والمطبوخات ، وهناك المطعم البحري , والتركي , واللبناني وغيرها ..
.
ولقد تصادف خلال وجودنا في (Rixos) ريكسوس سيجيت عقد مؤتمر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ، فكانت المناسبة - كما رأينا - تظاهرة فنيه وثقافية وإدارية ، جرت على هامشها حفلات استعراضية على مسرحين , من المسارح المفتوحة الكثيرة بالفندق ، استمتع فيها المجتمعون في المؤتمر وبعض المدعوين بليلتين من الثقافة والترفيه الفني عبر خشبات المسارح , ووسط الأضواء المتحركة الملونة , والعروض الفنية المبهرة .
.
ولعل مما ساعد على كل ما تقدم أن (Rixos) المنتجع يتمدد على مساحة كبيرة جداً , لدرجة أنك لا تستطيع كضيف أن تقطع الطريق من الشاطئ الى مقر الاستقبال إلا من خلال انتقالك عبر السيارات الكهربائية ، التي تم تحديد عدد منها على أن تكون (تاكسي جوال) على مدار الساعة مجاناً , يمر من كل طرقات المنتجع وفيما بين مبانيه الكثيرة ، ثم وأنت تقف على الطريق يمكنك ركوب التاكسي من أمام حجرتك إلى الاستقبال مثلاً , أو إلى الشاطئ .
.
الرقعة الأرضية الكبيرة التي تمدد فوقها المنتجع مدهشة ومذهلة , فهي على امتداد البصر ، فأنت لا تكاد ترى الطرف الآخر للمنتجع من شدة الاتساع .. ومن الإبهار وجماليات التصميم أن المكان قد تم زراعته بأكثر ألف نخلة ، راحت تنتصب في خيلاء , وتسافر في شموخ نحو السماء .
.
فيما اكتست كل أرضيات المنتجع بالعشب الطبيعي فصار الأخضر لوحة بصرية تملئ الأفئدة بهجة ، وتتخللها طرقات توصل إلى الغرف والمقاهي والمطاعم . وجاءت الأضواء الخافتة لتملأ المكان بهجة , وتحيله إلى مناخ رومانسي أخاذ ، ويتضح ذلك بشكل واضح خلال ساعات الليل ، ثم وجدنا أن في كل أرجاء الفندق قد تم زراعة سماعات توزعت على طرقات المنتجع , وراحت تصدح في عدة ساعات بالموسيقى الهادئة , التي تضفي على أجواء المنتجع جمالاً فوق جمال .
.
ومن خلال زيارتنا التقينا بعدد من مديري الفندق من الأخوة الأتراك والمصريين ، وكانوا غايةً في الحفاوة بنا والمودة لنا , وأغدقوا علينا من الترحيب والحفاوة ما ملأ جوانحنا، وظلوا يرافقوننا في عدة جولات ، وعقدنا معهم عدة اجتماعات كان طابعها المودة والترحيب والحفاوة .
.
وعرفنا لاحقاً أن الإدارة العامة للمنتجع بصدد إقامة منشأة أخرى كبيرة ، بل لعلها تعتبر المشروع الحلم , في مدينة الإسكندرية بمنطقة العلمين ، ستكون في حلة أسطورية بهية ، واضافة سياحية نوعية , وقد يتم انجازها قبل أبريل 2019م .
.
ومن جماليات (Rixos) ريكسوس التي لا تقف عند حد , أن ثمة ملاعب للأطفال أقيمت وفق أفضل المواصفات العالمية ، يمكن للطفل أن يقضي في رحابها لحظات من الترفيه والمتعة لا تنسى , وتم تزويدها بكاميرات مربوطة مع الغرف ، بحيث تستطيع الأم والأب أن يشاهدا اطفالهما وهم يلعبون ، فيما هم متابعون لهم ومطمئنون لحركتهم . فوق أن تلك الألعاب مزودة بسينمات وحجرات للتعليم ، وأخرى للاسترخاء ، وبعضها للنوم فيما لو احتاج الطفل لساعات نوم .
.
والواقع أن منتجعي (Rixos) ريكسوس في شرم الشيخ يشكلان علامة باذخة في عالم الفندقة بمفهومها الحديث , فهما عالم مختلف من البهاء , ودنيا أخرى من متعة السياحة , ولا أبالغ أذا قلت أن الشاعر والقاص يمكن له أن ينسج الشعر والقصص الأدبية من وحي جماليات المكان , الذي يعد محرضا على الإبداع , وباعثا على تدفق المشاعر .. وما من شك أن وراء كل ذلك الطيف الكثيف من الجماليات إدارة احترافية , لديها رؤية , تتفرع منها أهداف , ثم خطوات إجرائية تحقق الأهداف والرؤية في نهاية المطاف .
.
شكراً (Rixos) ريكسوس على ذلك الزخم من الإبداع بدون حدود .. شكراً لأنكم جعلتمونا - نحن فريق الإعلاميين العرب – نغترف من جمالياتكم ما جعلنا نرتوي .