كل المحرمات التي نرتكبها يكون عقابها في الآخرة إن لم نمحها بالتوبة ويصاحب توبتنا غفران من الله ، ولكن هنالك البعض من تلك المحرمات يكون عقابها في الدارين ، كالسخرية بالآخرين!
وما أكثر الساخرين في يومنا هذا!
نجدهم يملؤون المجتمع، ونجدهم في المجالس ، وفي الطرقات، وعلى الشاشات ،
أحدهم يقول بأنها من باب الضحك ، وآخر يعدها إنتقاماً ، والبعض يسخر من باب التكبر والعياذ بالله!
فسأروي لكم قصة واقعية وهي ليست إلا واحدة من الكثير من أشباهها التي سمعتم وقرأتم عنها!
(يحكي لنا رجل في السبعين من عمره قصته ويقول فيها : توفى والدي وأنا في سن الخامسة من عمري تقريباً، ونشأت بين فقر ويتم، كنت أرى أمي تحاول إطعامنا ولاتستطيع ، وأذهب للبيوت المجاورة لأجد طعاماً،
وكي لا أجعل أمي تهتم لأمري وتعيش القهر من أجلي،
ولباسي ليس إلا قطعة بسيطة لتستر عورتي،
فالتقيت بيوم من الأيام باثنتين من النساء ، فسألت إحداهما الأخرى : تخيلي أن هذا الغلام يكون أحد أبنائك؟
فردت ضاحكة : معاذ الله، كيف لهذا الفقير ذميم الخلقة أن يكون ولداً لي !
يقول بأنها وقعت كالسهم في قلبي ، فقد أخلفت كلماتها جرحاً كبيراً!
ودارت الأيام وكبر هذا الغلام وأصبح من أغنى رجال مجتمعه وأصبح رجلاً ذو أهمية في بلدته وصاحب رأي ومشورة،
ومرت الأيام إذ بيوم تفاجأ بأن هذه المرأة نفسها تأتي إليه لتشتكي من عقوق أبنائها لها ، وتقول له : ليت أبنائي مثلك!
فاستغرب من ذلك كثيراً وعادت به الذكريات للوراء وتذكر ذلك اليوم ، حين قالت تلك الكلمات الجارحة وأنها لا تتمناه ولداً لها!)
هذه هي الدنيا لاتقف على مسارٍ واحد،
من لايحمد الله على نعمه ربما تنقلب عليه إلى نقم!
ومن يسخر بالآخرين يجد العقاب مبكرا مع الندم،
أخيراً : إن كانت السخرية أمر قبيح للدرجة التي تجعل عقابها في الدنيا قبل الآخرة ،
أيعقل أن نسوق هذا القبح لأطفال أبرياء لا ينسون الكلمات الجارحة طيلة أعمارهم؟!
1 comment
ابومحمد
11/01/2018 at 8:54 م[3] Link to this comment
مبدع كعادتك أبا اياد مقال أكثر من رائع