مقدمة:المعلم جزء من دورة حياة خضعت للكثير من العوامل النفسية و السياسية والاجتماعية، لذا فإن اهتمامه بمسألة التطور المهني و مواكبة احتياجات الزمان والمكان أمر لا يمكن التنازل عنه بأي حال من الأحوال، و يمكن القول أن التنمية المهنية للمعلم عبارة عن عملية مخطط لها و منظمة جيدا بهدف الارتقاء بالمعلم ومساعدته لتقبل و مواكبة الاحتياجات الزمانية والمكانية لمنهته.
والجدير بالذكر أن هذه العملية ذاتية في معظم صورها بناءً على الفترة الزمانية والإمكانات المادية المتوفرة للمعلم.
مع بدايات القرن الحالي أصبح المعلم تحت تأثير سطوة الكثير من الفلسفات والمصطلحات الجديدة التي لم تؤثر فقط على المحتوى التعليمي بل امتدت إلى ما يعرف بدور المعلم في العملية التعليمية والهدف الأساسي من عمليات التعلم.
النظرة للعملية التعليمية: يمكن للمتتبع أن يكتشف أن هناك تغيراً في الهدف من العملية التعليمية من اكساب معرفة بحته إلى بناء شخيصة و سلوكيات متعدية إلى المستقبل. فالتعلم لم يصبح مجرد معلومات و معارف يكتسبها المتعلم بل تعدا ذلك ليكون بناءً متكاملاً من المهارات والكفايات . وقد صاحب ذلك التغير تغيرٌ في الوسائل والاستراتيجيات التدريسية بشكل عام حيث أصبح الطالب محوراً للعملية التعليمية وصاحب ذلك إلزامية مشاركته بفاعلية في البناء والممارسة و التقييم لكل ما يتعلق بالعمل التعليمي. كما أن دور المعلم كميسر أعطى الطالب حقه في التعلم كما يريد مما يزيد العبْ على المعلم ليكون قادراً على تحريك هذه العجلة بسلاسة
في هذه الحقبة من التاريخ تحاول الدول أن يكون نظامها التعليمي قادرٌ على صنع جيلٍ يتمتع بعدة مهارات من أبرزها التواصل الجيد والقدرة على التعاون والتفكير الناقد والإبداعية في الإنتاج مما يعني أن الدول تنتظر أفكاراً إبداعية وتعاونية من مواطنيها.
الثورة الرقمية: الانفجار التقني المتسارع غمس الفرد في العالم الإلكتروني كرها لا طوعاً، فلا مناص من هاتف جوال وجهاز آيباد وبلايستيشن كلٍ لفئة ولعمر معين ولكنها جميعاً تؤدي نفس الدور الترفيهي و ينبغي على المعلم أن يكون قديرا ليؤدي من خلالها دورا تعليميا مرناً و نشطاً و فاعلاً. التقنية بوابة لعالم من البحث والمعلومة السريعة ولكنها تحتاج معلما خلاقاً يستطيع تكييف الأدوات والقدرات بإتقان. والواضح أن التقنية ليست هدفاً بحد ذاتها ولكنها وسيلة لتحقيق المهارات المطلوبة لهذا الجيل وما بعده.
الخلاصة:مما سبق يجد المعلم نفسه أمام بناء الشخصية السياسية والاقتصادية والمدنية للمواطن ويجد نفسه أمام حاجة ملحة للتنمية المهنية ويبقى السؤال الأهم ما هي المعايير التي ينبغي أن يحرص عليها المعلم ليحقق تنمية مهنية مستدامة وعادلة للزمان والمكان والإنسان. أرى أن التفاعل مع الفقرات التالية قد يحقق الهدف المطلوب ذاتياً.
• أستطيع خوض اختبارات الكفايات. (يقاس بها الكفاءة التدريسية والمهنية في التخصص).
• أستخدم التكنلوجيا في الصف بفاعلية.( يقاس به القدرة على استخدام الوسائل الحديثة).
• أعي قراءة التاريخ و أحداثه. (يقاس به القدرة التحليلية لاحتياجات الزمان والمكان ).
• قادر على فهم الاحتياجات النفسية لطلابي.( يقاس به القدرة على معرفة طاقات النشء وتنميتها وتوجيهها ).
• قادر على الكتابة عن الجديد في تخصصي. (يقاس به التطور المهني في التخصص وتنميته فلسفياً).
• قادر على خوض نقاش في التوجهات الحديثة للتعليم.(يقاس به القدرة على تتبع الصراع الفكري في النظرات التعليمية)
من خلال التفاعل مع الفقرات السابقة يستطيع المعلم أن يجد نفسه ومستواه الفعلي على سلم التنمية المهنية والبناء الذاتي لقدرات الفرد التي ستبقيه معلماً مشعاُ و مضيئاً ومؤثراً في دورة الحياة التي عاش بها.
سلطان أحمد البارقي

المعلم وضرورة التنمية المهنية
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.eshraqlife.net/articles/272732.html
المحتوى السابق المحتوى التالي
محتويات مشابهة

د. تماضر الرماح تبحث مع سفير أستراليا لدى المملكة تعزيز التعاون الثنائي في مجالات التنمية الاجتماعية

صندوق التنمية العقاري يصدر موافقته الفورية لـ 100 ألف مستفيد جديد

مواطن : في بنك التنمية سُجل بأسمي قرضين أحدهما لا أعلمه .. اناشد بمحاسبة المتسبب ومن استفاد

8 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓