المتابع للفضاء الإعلامي ومايبث فيه ، يرى المشارب المتعددة و ألانماط المختلفة التي تبث من خلال القنوات المختلفة ، وتمطرنا بوابل هائل من أفلام ومسلسلات هابطة ، مغلفة بطابع درامي ، أ وكوميدي تسمم العقول والأفكار ، مشاهد تعزز الجريمة ، والإنحراف ، وأغلبيتها ، تساهم في تفكيك القيم وتدمر الأخلاق ، وتنشئ جيل هشا ، لايعرف معروفا ، أو ينكر منكرا . لقد فطن إلى ذلك صانعوا الإعلام ، وأدركوا قيمة العقل فقرروا أستعماره وفق إيدولا جيات فكرية معينة ، لإدراكهم أن الحروب القادمة هي حروب إعلامية ، لتغيير أفكار الناس وسلوكهم ، فقد ولى زمن ، المدفع والدبابة ، وبدأ جيل الغزوا الفكري المنظم ، الذي يغير المفاهيم ويقلب الأفكار . و لقد وجدوا ضالتهم في الإعلام السلبي ، الذي بواسطته يستطيعون تغيير الفكر وتوجيهه ، بما يوافق هواهم ويوصلهم إلى مبتغاهم .
الكل يرى ويشاهد ترويج العنف ، والحب ، والخيانة ، والخمور ، والمخدرات ، في الأفلام العربية ، والأجنبية على حد سواء ، والتي تدفع المجتمع بطريقة غير مباشرة لتقبل الأشياء التي تعرض على الشاشات ، فيتشربها العقل ، و تصبح مع مرور الوقت أمرا طبيعي ، لاتنفر منه الأنفس ، فمن كثر المساس يقل الإحساس.
ولعلم الإجتماع رأي في ذلك فهم يَرَوْن الأرتباط القوي والوثيق بين مايبث من خلال بعض القنوات ، والميول العدوانية، والأنحرافات الفكرية لدي الشباب. وقد اثبتت الأبحاث ذلك الخطر ، فأشارت إلى ذلك ، منظمة الإئتلاف الدولي ضد العنف التلفزيوني في بحث لها أظهر
الأثر التراكمي للتلفزيون فيقولون
" ان هناك علاقة مباشرة بين أفلام العنف التلفزيوني في الستينات، وارتفاع الجريمة في السبعينات والثمانينات، وقالت المنظمة إن ما يتراوح ما بين (25% و50%) من أعمال العنف في سائر أنحاء العالم سببها مشاهد العنف في التلفزيون والسينما " . ويقول الدكتور (رويل هيوزمان): إن ذلك يجعل الأطفال يكتسبون عادات عدوانية، عندما يتقدم بهم السن ويصبحون ، أكثر ميلاً إلى الأعمال الإجرامية."
ولو أخذنا من الأمثلة على ذلك لما وسع هذا المقال ولكن نستشهد ببعض الوقائع والتي نشرت من خلال الصحف والمجلات ، منها
فيلم «صائد الغزلان» فقد تسبب فيما يزيد عن 30 واقعة محاكاة لمشهد الروليت الروسي.
وكذلك ماتناقلته وسائل الأعلام في عام 1999 عن الشابان ، إريك هاريس ، وديلان كليبولد حينما قاما بإطلاق النار في مدرسة كولمبين الثانوية، حيث سقط 13 شخصًا غارقون في دمائهم، وأصيب 21 آخرون، وهي تقليد لأحد الأفلام ( يوميات كرة سلة )
ولو انتقلنا لمايعرض في شاشات الفضائيات مما هو موجه للأطفال لرأينا مايندى له الحبين من رسوم متحركة تتضمن مشاهد للعنف ، والسحر ، والشعوذة ، والتأمر ، وتحريف للعقيدة. وتدمير للقيم.
ختاما
رسالة للقائمين على الفضائيات ، لاتساهموا بخلخلة النسيج الإجتماعي ببث الغث الذي يدمر القيم والمبادئ و أ جعلوا من الإعلام منابر سامية تغرس في النشء القيم والتعاليم الإسلامية الصحيحة البعيدة عن الإنحراف والإنغماس في الشهوات ،
1 comment
علي مديني.
11/22/2018 at 10:04 م[3] Link to this comment
لله درك أ. أحمد.
فعلا واقع مؤلم وزمن غريب وتوجه خاطىء
اذا المجتمع نشأ ع هذه الانحلال فما المراد له وماالمؤمل من منه ؟!