الإنسان اجتماعي بطبعه، يحب تكوين العلاقات وبناء الصداقات والفطرة السليمة تمج الانعزال التام وتستهجن الانطواء وترفض الانفصال عن الآخر. لا سيما وأن الأمر الرباني قد رسم مبدأ التعاون بين الناس وجعله ضرورة بشرية وسنة كونية مصداقا لقوله تعالى: (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
هذه المفاهيم هي أسس علاقات عامة بين عامة الناس وهي من مقومات استمرار الحياة وديموميتها كعمارة للأرض التي وكل بها الإنسان فهي بذلك تكتسب صفة الإلزامية طبقا لتشريع الشارع.
فإذا كان الحال كذلك في الشأن العام فإنه في الخاص آكد وأكثر إلحاحا أعني الاجتماع والإلتفاف ففي الاتحاد قوة، قال تعالى:(وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ)
هذا المفهوم العام المؤصل شرعا والمحمود عرفا والمفروض ضرورة جسده أبناء قبائل بارق في بادرة رائعة كصورة ناجزة لاستيعاب الفهم العميق لآثار تطبيق هذا المفهوم المجتمعي وذلك في تدشين ملتقاهم الأول المبارك الذي هو نواة خير وبركة يشهد بذلك تهلل الوجوه الحاضرة بهجة ومودة لبعضهم، تصف ذلك العطش لمثل هذا التآزر بين أبناء القبيلة الواحدة وإن تفرعت أغصانها وتباعدت أوراقها إلا أن أصلها واحد ثابت ضارب بأطنابه في أرض الإنتماء عميقا ومتغلغلا في أرض المحبة والإخاء الخصبة.
كيف لا ونحن نرى بارق هذه الشجرة الباسقة شجاعة وكرما ووفاء وإن تناثرت حبات قنوانها في أرجاء المعمورة إذعانا لسنة الحياة ومسايرة لعجلة الزمن وتحقيقا للمساهمة في خلافة الأرض، وهي بهذا الانتشار كانت بذور نفيسة سوقت الإرث البارقي المجيد بامتياز إثباتا للتاريخ وإبرازا للشخصية البارقية العريقة وإن اعتراها بعض خدوش عوامل التعرية التي حاولت تغيير بعض معالم تلك الهوية التي استعصت على كل أهواء التغيير وقاومت كل عوامل الطمس التي أصبحت رتوش عبث أثبتت أحقية البقاء بكل جدارة ولعل في عودة الركب لمساره الذي لم ولن يحيد عن مداره لا ماضيا ولا آنيا ولن يكون مستقبلا دليل على ذلك.
وقد استشفيت ما ذكرت من تلك الفرحة العارمة بهذا الملتقى من قبل الحضور الذي عمهم الحبور صدقا وخلوص نية حيث لم يكن اللقاء لمجرد اللقاء برغم سمو الهدف إلا أنه تجاوزه إلى الجدية في رسم الأهداف سواء تلك القريبة التي تحسسها الوجود المكاني والقرب الزمني أو تلك البعيدة التي تحاكي الطموح البارقي اللامحدود المشفوع بآمال الأجداد والآباء.
ومن مجدنا التليد نستمد الأمل كسيد يحكم قبضته على الموقف مستعينا بالجدية كآلية ضمان الاستمرار وموظفا الالتزام بإنجاز كل أجندات المهام المطروحة في إطار جمعي متماهي مع ذاته ينطلق الجميع من هذا المفهوم كل في دوره المناط به كهدف عام وان تم تجزئته الا ان وحدته ثابته وكما يعلم الجميع فالمبادرة لا تحتاج إلى دعوة والإنتماء لا يتطلب شهادة إثبات.
ولتكن هذه العبارات المضطربة كرت دعوة لكل بارقي لأننا بالجميع جمع مؤثر به تسمع الكلمة وينفذ الرأي بعد صوابه.
بقي أن أقول (ويعجبني فوق الغيم لمع البروقي)
هل استشعرنا هذا المعنى؟!!
عاجل
ابراهيم التوماني

أول الغيث لمعة بارق !
Permanent link to this article: http://www.eshraqlife.net/articles/277453.html
1 comment
حفيد الصحابي عروة البارقي _ محافظة بارق
11/29/2018 at 6:23 ص[3] Link to this comment
محافظة بارق .. عروووووووس