في تلك الليلة التي قد أكتمل بدرها فأطلت بسحر جمالها ، مستضيئة ومستنيرة بذلك الضوء الجميل الذي زادها بهجة وجمالاً وعم الكون بذلك الضوء اللطيف، الذي بفجر قريحة الشعر ، ويجعل من الأحرف تتراقص على الأسطر من تدفق المشاعر والخواطر المتنوعة ، وتجعل من ريشة الرسام راقصة على لوحة الرسم ، وإذا بي التفت فأرى شامخ صلب يضرب به المثل ، في الشموخ أراه على ضوء البدر وكأن الدموع تنهمر على خدوده وكأنه يشكوا من فراق الأحبة ، فتنهمر الدموع على خدوده منحدرة لتروي أرض عشاقه فيا أيها الجبل ألأشم الذي يطلق عليه فقاع ماذا أصابك ، .. وماذا حل بك حتى أرى دموعك منهمرة ، وأنت بهذا الشموخ
فرد عليه قائلا إن ماتراه من الدموع ماهو إلا فيض من رحمة الباري جرت على خدودي سمع الناس خريرها اثناء الإنحداري .. ماهي إلا أثر غيمة قد عانقتني فسكبت دموعوها لتروي بأذن الله العطش ، وتنتفض الارض على أثرها فتخرج بحلة خضراء تسر الناظر إليها ،
السحاب عندما يتعانق مع الجبال وينزل الله الغيث والرحمة فتنحدر تلك المياه من أعالي السفوح مشكلة وراسمة لوحة من الجمال الرباني تجعل الناظر لذلك يسبح لله حامدا وشاكرا لأنعمه
نعيش هذه الأيام في أجواء ماطرة ونعم وافرة تستحق التأمل والتفكر والشكر لله جل في علاه، وأن نتذكر نعمة المياه، فنشكر الله عليها ، ونحافظ على هذه النعمه من الهدر والعبث .