في إحدى الصحف نشرت كاتبة مقال تحدثت فيه عن الغناء وأنه من الفطرة ، فأي فطرة تتكلم عنها تلك الكاتبة ، وما الفائدة المرجوة من ذلك الطرح وماهو دليلها الشرعي بأن الغناء يدخل في الأمور الفطرية وسوف نورد مقتطفات من كلامها المنشور والرد عليه بأقوال أهل العلم ، فالغناء لايشك عاقل في حرمته بما يرافقه من هز ورقص وإثارة للغرائز ، فقد اتفقت المذاهب الأربعة على تحريمه "قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام ، ثبت في صحيح البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه سيكون من أمته من يستحل الحر والحرير والخمر والمعازف ، وذكر أنهم يمسخون قردة وخنازير ، .. ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا ) المجموع 11/576 ، وقال الألباني رحمه الله : اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها . الصحيحة 1/145 ."
فمابال بعض كتابنا اصبحوا للإفتاء متصدرين يخضون ويهرفون بما لايعرفون في أمور لها رجالها المختصين بهذا العلم الشرعي .
( قول الكاتبه )
تقول ليس مستغربا أن يبيح الأسلام الغناء والموسيقى ، لانه دين الفطرة، والموسيقى والغناء ، من الأمور الفطرية التي فطر الناس عليها .
( الرد )
هنا نسأل ونقول وحق لنا السؤال ماهو دليلك الشرعي على أن الغناء والموسيقى من فطرة الله التي فطر الناس عليها لا نريد تنظير وإنما نريد تأصيل شرعي واضح ودليل بني عليه الكلام ، من الكتاب والسنه ، وأما نحن فما نعرفه من الأدلة أنه
في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء». ثم قال أبو هريرة: واقرءوا إن شئتم: (فطرة اللَّـه التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق اللَّـه).
وفي صحيح مسلم، عن عياض رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول اللَّـه تعالى: إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا».
وفي تفسير قوله تعالى: (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة اللَّـه التي فطر الناس عليها) قال العلامة ابن عاشور: «أي فأقم وجهك للدين الحنيف الفطرة، فالفطرة هنا جملة الدين، وما فُطر وخُلق عليه الإنسان ظاهرًا وباطنًا، أي جسدًا وعقلاً، فسير الإنسان على رجليه فطرة جسدية، ومحاولة مشيه على اليدين خلاف الفطرة، واستنتاج المسببات من أسبابها والنتائج من مقدماتها فطرة عقلية، ومحاولة استنتاج الشيء من غير سببه خلاف الفطرة، ومعنى وصف الإسلام بأنه الفطرة أن الأصول التي في الإسلام هي من الفطرة، أو أن الفطرة تهتدي إلى أصوله وشرائعه»
وتتلخّص خصال الفطرة في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (خمسٌ من الفطرة: الختان، والاستحداد، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وقصّ الشارب) صحيح مسلم. وفي حديث آخر يقول -عليه الصلاة والسلام-: (عشرٌ من الفطرة: قصّ الشارب، وإعفاء الّلحية، والسواك، والاستنشاق بالماء، وقصّ الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء يعني الاستنجاء، قال زكريا قال مصعب ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة) سنن ابن ماجه. وربما وصلت سنن الفطرة إلى ثلاثين، كما نقل لنا ابنُ حجر عن ابن العربيّ.
فأين الدليل الشرعي على أن الغناء من الفطرة التي فطر الناس عليها ننتظر الإجابة المؤصلة تأصيلا شرعي.
اختي الكاتبه طرحنا يختلف عن طرحك فنحن نذكر الدليل والتأصيل وأقوال أهل العلم الذين هم أدرى وأعلم بالحلال والحرام فقد شابت لحاهم في البحوث الشرعية وعلومها وإثباتها بالأدلة المأخوذة من الكتاب والسنه .
وإليك إجابة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله عند طرح سؤال عن حكم الأغاني
الجواب: " إن الاستماع إلى الأغاني حرام ومنكر، ومن أسباب مرض القلوب وقسوتها وصدها عن ذكر الله وعن الصلاة. وقد فسر أكثر أهل العلم قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ الآية [لقمان:6] بالغناء. وكان عبدالله بن مسعود يقسم على أن لهو الحديث هو: الغناء.
وإذا كان مع الغناء آلة لهو كالربابة والعود والكمان والطبل صار التحريم أشد. وذكر بعض العلماء أن الغناء بآلة الهو محرم إجماعًا.
فالواجب الحذر من ذلك، وقد صح عن رسول الله ﷺ أنه قال: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف والحر هو: الفرج الحرام -يعني الزنا- والمعازف هي الأغاني وآلات الطرب."
السؤال المطروح لما بعض الكتاب اصبحوا يهرفون بما لايعرفون ، وأصبحوا في أمور الدين مفتين فتجدهم يفتون في الصلاة في المساجد وصلاة الجماعة إلى إلخ .
هل اصبح طلب الشهرة بطرح الأمور الحساسة الذي تتعلق بأمر من أمور الدين
هدف للبروز للفت الإنتباه و مطلب من بعض الكتاب الذين يطرحون أمور تصادم المجتمع ، في دينه وقيمه الإسلامية.
نصيحة.
كتابنا الكرام تفننوا في فنكم الهادف بإيصال الرسالة السامية للإعلام بأن تناقشوا مشاكل الناس وهموهم وحياتهم المعيشية ومحاربة أصحاب الفكر الضال المنحرف والدفاع عن دينكم ووطنكم بأقلامكم وإظهار محاسن دينكم الوسطي الحنيف.
ودمتم بخير
1 comment
علي مديني.
12/23/2018 at 4:29 م[3] Link to this comment
جزاك الله خيرا أخي أحمد ع غيرتك.
وهؤلاء الذين يتكلمون بأشياء توافق أهواءهم نسأل الله لنا ولهم الهداية قد يبتلى الإنسان بسماع الغناء خصوصا في هذا الزمن الذي اصبح فيه المنكر معروفا والمعروف منكرا !لكن ان يستحله ثم ينصب نفسه مفتيا فهذه هي المصيبة !
والخوف ع هؤلاء من ان يكونوا ممن قال عنهم النبي (صلى الله عليه وسلم) :كل أمتي معافا الا المجاهرون .
وممن قال عنهم (صلى الله عليه وسلم) من كذب علي متعمدا فاليتبوأ مقعده من النار.
الفتوى لا تؤخذ من الصحف وإنما من أهل العلم الذين ذكرت انت بعض اقوالهم .
نسال الله الهداية وان يرد ضالنا الى صوابه.