الأخبار الاجتماعية .. لطيفة , وغريبة , ولافتة ...
أحدنا - نحن الصحفيين - يظن أنها "تحصيل حاصل" , أو لعلها مجاملة لـ صديق , لـ قريب , أو لمن يحاصرك برجاءاته المتكررة ...
وما درى أنها من بين (الأكثر مشاهدات) .. الأكثر قراءة وحفاوة من قبل القراء ..
.
الناس يريدون أن يروا أخبار أفراحهم منشورة في الصحف .. ذاك مما يبهجهم .. وبالتالي فهم يتلقفونها بفرح عارم .
يريدون أن يطالعوا خبر زواجهم , قدوم مولود , ترقية , عودة من سفر , حصول على مرتبة أو مؤهل دراسي .... الخ .
.
كثير من الناس لا يهمه كيف كان اجتماع المجلس البلدي مثلاً .. في خبر باهت .. يستعرض أن أولئك القوم التفوا حول منضدة كبيرة , وأمامهم أقداح الماء والعصيرات والمعجنات .. وقرروا (لا شيء) ووعدوا بـ (لا شيء) .. ثم تنشر مع الخبر عدة صور لهم , وهم يبتسمون للكاميرا .. كمن "عاد برأس غليص" .
.
وبالمناسبة فقد قمت أنا مؤخراً بنشر خبر اجتماعي صغير , ثم لم يمض على نشره 24 ساعة بعد .. لكن مشاهداته وصلت إلى قرابة الـ 800
شيء مذهل لي كصحفي
.
عدد من القراء أصيب بالتخمة .. ثم الملل .. من سيل الأخبار التي صارت تدلقها الصحف صباح مساء .. وهي بلا نكهة , ولا طعم , ولا قيمة مادية ..
خصوصا وأن أقسام العلاقات العامة في كل الإدارات , قد صارت تتبارى في مهارة لافتة إلى تلميع منسوبي إدارتهم (في الفاضي والمليان)
ثم تُطيّر تلك الأخبار للصحف , في إصرار والحاح عجيب على نشرها .. مرفقة بالاكليشة المعتادة (فضلا زودوني بالرابط) .
.
ولذا .. فان الفرق صار شاسعا بين خبر من تلك الأخبار المعلبة المهلهلة , وخبر اجتماعي قد يكون لحفلة بسيطة .. مثلاً مجوعة من زملاء العمل اجتمعوا بعد فراق سنوات طويلة .
وإذا أردت ان تتحقق من صدق ما أقول .. فانظر الى الأرقام
الأرقام التي لا تكذب ولا تتجمل
وقارن بين هذه وتلك , في (عدد مرات المشاهدات) ؟
.
وهذا لا يعني بالطبع أن ما عدا الأخبار الاجتماعية هو غير مهم
لا .. هناك أخبار رسمية , وقضايا , وتقارير ..... هي أولى من الأخبار الاجتماعية .. وتتقدمها أهمية .
.
وفي كل الأحوال ..
تظل حصافة الصحفي , وخبرته , ومراسه .. هي الفيصل في تقرير أمر - ترتيب الأولويات الخبرية .