شاركت قبل أسابيع في مؤتمر دولي في أوكلاند عاصمة نيوزيلندا مدعواً من قبل جامعة اوكلاند التكنلوجيه وكنت على عجل لأني كنت مغادراً في نفس الوقت الى الولايات المتحده الأمريكيه ، كانت محاور المؤتمر تناقش آليات وميكانيزمات مواجهة الأخطار التي تواجهها البشرية جمعاء، حيث لا يتعلق الأمر بلون وجنس ومعتقد بل الخطر يهدد الإنسانية بأكملها ، كما شاركت سابقاً في مؤتمر دولي بالخرطوم عاصمة السودان بدعوة من وزير البيئة والتطوير العمراني السوداني الدكتور حسن هلال , والموضوعان كانا متقاربين نوعاً ما وسأخصص لاحقا مقالا عن تلك الرحلة
وقفت على مشاريع ومقترحات لبعض تلك الدول ، سأخصص هذا المقال بالذات لدولة عريقة بتاريخها، عملاقة بنجاحاتها، متطورة بأدمغتها، مستمرة برأس مالها البشري قبل المادي، دولة الإمارات العربية المتحدة تحاول تفعيل آليات النهوض بالانسانية , وبالمقابل تعمل على أنسنة التيقانا - التكنولوجيا - بما يناسب مستقبل حياة الأمم، لاحظت أن الإمارات وهذا ليس مدحاً بل شهادة معاين وليس الخبر كالمعاينة، رأيت سر اهتمام وزارة البيئة الإماراتية ممثلة بوزيرها الشاب الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي حيث قدمت الإمارات نماذج عقلانية سهلة التطبيق لمواجهة أخطار العصر منها التصحر والجفاف والتغير المناخي، وللإمارات دور مهم دولياً حيث لطالما طالبت ومن خلال الاجتماعات الدورية للأمم المتحدة بضرورة مواجهة خطر التغير المناخي الذي يتسبب في كوارث جغرافية تضر بالإنسان قبل كل شيء وحياة الانسان مرهونة بهذه الأرض المباركة التي تجمعنا .
من خلال المؤتمر قدم وزير التغيير المناخي والبيئة بدولة الامارات الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وبحضور جمع كبير من الوزراء ورجال الأعمال في نيوزيلندا وجمع كبير من الطلبة الخليجيين الذين استفادوا من رؤى الإمارات من خلال الموضوع المناقش كما حضر الندوة سعادة سفير دولة الإمارات في نيوزيلندا الأستاذ صالح السويدي وسعادة القنصل السعودي لدى نيوزيلندا الاستاذ هيثم المالكي الذي هو خير من يمثل المملكة العربية السعودية في مختلف المحافل العلمية والعملية
أعتقد أنه بات ضروريا علينا الاهتمام بمستقبل البشرية وسلامتها كما يجب علينا الاحتذاء بتجارب دولة الإمارات العربية المتحدة بحكم عقلانيتها ونجاعتها
الإمارات العربيه المتحده وهي دولة وليده خرجت من بين كثبان الرمل على شاطيء الخليج وفي غضون سنوات معدوده لتصبح جوهرة الخليج والعالم , وهذا دليل على حكمة قياداتها وإهتمامهم بالعنصر البشري والتنميه الإنسانيه ليس لشعب الخليج وحده وإنما لكل من سكن هذا البلد العتيد المعطاء بخيراته
مستقبل البشريه ليس حكراً على أحد , بل هو موئل كل الطيبين والخيرين في هذا العالم بمليارته العديده من البشر , غالبيتهم لا يملكون الإستطاعه , وبعضهم يخدمون كل البشريه , حفظأ وسلامة وسؤودد يا دولة الإمارات العربيه المتحده
بقلم : الشريف فاضل بن حسين بن علي
سفير السلام ورئيس المركز العربي للعلاقات الدولية في نيوزيلندا.