قبل مايربو على شهرين كتبت مقالا تحت عنوان "بيشة تحلق مع تركي
بن طلال" وذكرت حينها.. أن بيشة . لم تكن يوما على هامش التاريخ وسرد تاريخها يحتاج إلى أكثر من مقال ، وذكرت يومها أنه يشفع لي تجاوز ذلك أن من يتسنم الهرم الاداري في منطقة عسير الآن هو صاحب السمو الملكي تركي بن طلال بن عبدالعزيز. والذي باركت له ثقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهد الامين حفظهما الله و صاحب الأجندة الجادة التي صدح بها والتي يظهر أنه رسمها سموه بعناية كما اوضح تحت عنوان "عليكم الصبر .. وعلينا بتوفيق الله الوفاء" هذا العنوان جعلني افرط حينها بثقة الواثق المعتمد على الله ثم عزم المخلصين في مستقبل محافظة بيشه مع سموه الكريم.حيث لم يمهلني سموه كثيرا فقد أكد حفظه الله معرفته منذ سنوات ببيشة وتكرمه بزيارتها قبل أن يتولى أي منصب رسمي في عسير.وحيث انه كان هنالك مرافق أخفقت بصور سلبية قاتله في بيشة مثل وزارة الزراعة والمياه والبيئة والتي لم توفق في دراساتها وابحاثها وتوظيف مقدراتها، ولم يكن يخفى على سموه الكريم حجم المعاناة ، بحكم انه وقف على الواقع "وما راءٍ كمن سمع" ،لذلك أختصر سموه علينا الكثير من التفاصيل ،وأكد أن جاء يحمل الما ويبشر بأمل ، ووضع في نقلة نوعية تذكر لسموه فتشكر المسئولين على طاولة واحدة مع الأهلي ،وأستمع من الجميع في جلسة مناظرة مكشوفة لم تكن مسبوقة ، حكّم فيها في الأخير رغبة وآمال الاهالي واستجاب لجميع مطالبهم بطريقة علمية عملية خلاقة ، واصبحت مشكلة تلويث سد الملك فهد ببيشة على وشك الحل النهائي بعد قرابة عقد من الأخذ والرد وتضرر منها الاهالي والزرع والضرع وبالأمس كان سموه في بيشة للمرة الثانية خلال اقل من شهرين بعد أن تفقد الكثير من المحافظات تأكيدا لما سبق وذكرته في ختام المقال السابق من أن بيشة ستحلق مع شقيقاتها عاليا بإذن الله . والمتابع لزيارة سمو الأمير تركي لمحافظات منطقة عسير يجد انها كانت جولات شمولية تجاوزت مفهوم التطور العمراني والتخطيط إلى الشؤون الاجتماعية والانسانية والثقافية ، فبالإضافة إلى معالجة الكثير من المشاريع المتعثرة وتدشين الكثير من المشاريع الجديدة وجدنا هنالك مساعي خيرة ومشاريع فكرية خلاقة وتعامل مسئول لامس كل الجوانب والهموم ، وإستشعار أن تحقيق الرؤية كما أشرت سابقا ،تحتاج إلى كوادر إدارية متخصصة ، قادرة من الداخل تفجير تلك الينابيع وتفعيل تلك الإمكانيات والمقدرات والاعتمادات المهولة بعيدا عن البهرجة والافلاشات إلى ورش عمل..
هذا وقد جسد سموه في هذه الزيارة ملحمة وطنية صادقة مع الاهالي ، حيث أجزم أن سموه دخل بيوت الجميع مثلما أستقر في قلوبهم ،فزار شيوخ القبائل والنواب والأعيان وتفقد الأحول واسهم في عتق الرقاب ، وعاش بينهم وعايشهم بدون حواجز او تمايز يذكر، ولي معكم بإذن الله احاديث حول هذا التلاحم .. وفق الله سموه الكريم وكل مخلص لما يحب ويرضى ..