شاهدنا في فترات سابقه مع بعض بلديات محافظات منطقة مكة العديد من الصور التي تسبق زيارات كبار المسئولين للمحافظات حيث نشاهد صور من الحراك الوقتي ، وقد تمثل ذلك في صور شتى منها رش الحدائق والارصفة بالوان خضراء توحي للناظر أن تلك زراعة طبيعية ،وكذلك صور لنشر مزهريات كبيرة بالشوارع محملة بورود صناعية وخلافه وكأنها شتلات مزروعة حقيقية ،وشاهد الجميع كيف أن العمال بادروا بنقلها بعد إنتهاء زيارة المسئول ، ورأينا يومها كيف وجه المسئول حين الاطلاع بالمسألة والتحقيق ، ولا غرابة رغم عدم الإقرار بأن يحدث ذلك في محافظات قد تكون بعيدة عن أعين كبار المسئولين ، لكن أن تأتي امانة العاصمة المقدسة بما لم يسبقها إليه أحد . و تستصنع حديقة وهمية محدودة ومؤقته حيث وجودها لساعات محدودة وبتكاليف كبيرة ، فهنا نقف ونتوقف مع شعور وطني بالاندهاش، حيث انه بعد ساعات لم تتجاوز أسبوع تم رمي تلك الزهور في مكب النفايات وعادة المساحة جرداء ليست كتلك التي دامت أسبوع، ثم يأتي بيان نفي امانة العاصمة مشوشا ومتناقض لعله يلملم شيئا مما توضح للعيان وكشفته وسائل التواصل ، حيث جاء في البيان : إشارة إلى مقاطع الفيديو المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي توضح رفع مخلفات الزهور بمنطقة مهرجان الزهور الذي أقيم مؤخرا.
تود أمانة العاصمة المقدسة أن توضح للعموم بأنه وبعد النجاح الكبير الذي تحقق – ولله الحمد – لمهرجان الزهور في نسخته الأولى وتحقيقه للأهداف المنشودة و تجاوزه عدد زواره. اكثر من 100 ألف زائر وحصوله على إشادة الجميع .
وبعد نهاية فترة إقامة المهرجان أتاحت الأمانة الفرصة لجميع الزوار بالتقاط الزهور من السجاد و بقیت الزهور متاحة في الموقع حتى نهاية يوم الجمعة الموافق ۲۲-۷-۱۶۶۰ه ولمدة أسبوع كامل حيث تم توزيع عدد ۲۰۰ الف زهرة للمواطنين كما قامت ادارة الحدائق بنقل الزهور الصالحة وزراعتها في عدد من الحدائق والميادين بمكة المكرمة والاستفادة منها في ميدان زمزم وممشى النسيم وحديقة الحسينية و تم توزيع عدد منها لبعض الجهات الحكومية وتبقى في الموقع عدد من الزهور التالفة لا تتجاور نسبتها ۱۰ % من اجمالي الزهور التي شكلت السجادة حيث قامت الأمانة بتنظيف وتطهير الموقع في أسرع وقت وتم استخدام المعدات والآليات والعمالة لرفع مخلفات الموقع و تهيئته لوضعه السابق .
يذكر أن الزهور التي استخدمت في السجادة بأشكال هندسية إسلامية هي من الحوليات الشتوية والصيفية والتي لها عمر محدد سواء زرعت في بيئة ترابية أو بقيت في مراكنها .
و تؤكد أمانة العاصمة المقدسة حرصها التام على الاستفادة القصوى من الزهور وتسخير كافة الإمكانات للمحافظة على البيئة وتهيئة الأجواء الصحية بأطهر البقاع .
.. أنتهى بيان الأمانة والذي يثير العديد من الأسئلة التي تتطلب إجابات عملية بعيدا عن التنظير منها
هل كانت العاصمة المقدسة بحاجة إلى حديقة وهمية ؟
يا ترى مليون إكليل من الورود كم كلفت شراء ونقلا وترتيبا ؟
من هو المستفيد الحقيقي من مثل هذه الفعالية المؤقتة ذات الكلفة العالية ؟
ذكر البيان أن عدد الزوار بلغ مائة الف في اسبوع علما بأن المترددين على ذات المكان في الحراك المعتاد يتجاوز ذلك العدد ، فما الجديد ؟
أما موضع إشادة الجميع ففي ذلك أكثر من قول !
إذا كان البيان ختم بالتأكيد أن هذه الزهور ليست معمرة وأن 10% اصبح منها تالفا في ساعان فكيف يتم إستزراعها من جديد في مواقع أخرى؟
ثم ما هو معيار النجاح الذي ذكرته الامانة في بيانها ؟
الأرقام التي ذكرتها الأمانة تؤكد أنها تطلبت جهد كبير سواء قبل او اثناء او بعد إزالة السجادة الوهمية ، وذلك يؤكد أن ذلك كان على حساب جهود أخرى أهم وأجدى بالاهتمام .
.. قبل الختام لاأخفيكم حقيقة أنني أول ماشاهدت الحديقة الوهمية في وسائل الاعلام أعتقدت أنها حقيقية،وأن الامانة إستطاعت بمجهود ذاتي تحققه لها إمكانياتها المالية والفنية من زراعة تلك المساحة التي شكلت تحفه دائمة وليست مسخا زائلا ..
عموما عطفاعلى خلفيتي المتواضعة في علم الإقتصاد أستوحي بأن ما أنفق على إعداد هذه السجادة البصرية الوهمية ،كان كافيا لإنشاء حديقة حقيقية ذات عمر طويل على مساحة أكبر من تلك المساحة التي عادت جرداء ، بأبسط مفاهيم الصرف المالي أخاله هدرا للمال العام ،يثير قلق الاهالي حول أن تتلمس الامانة مشاكلهم وتجد حلول للعديد من السلبيات التي تظهر على السطح بين فينة وأخرى .
إننا ننتظر من أمانة العاصمة المقدسة الولوج إلى مشاريع فعليه ذات بعد تنموي عام النفع ،بعيدا عن المناشط الموقته التي ينتهي تواجدها بمغادرة المسئول هذا وبالله التوفيق ..