رياح الخماسين أو رياح الخمسين يومًا تهب في أواسط شهر أذار مارس ، ويستمر هبوبها إلى شهر أيار مايو ، وتهب على الشمال الأفريقي ، أي على الدول العربية الواقعة شمال أفريقيا ، ومنها أرض الكنانة (مصر) وهذه الرياح قادمة من الصحراء الكبرى الأفريقية ، ويستمر هبوبها خمسين يومًا ، فلها من اسمها نصيب ، وبهذا الاسم سُمِّيت جغرافيًا بالخماسين ، ويمكن تسميتها برياح الخمسين يومًا ، ويصل تأثير هبوبها إلى بلاد الشام وجنوب أوربا ،
وهي رياح حارة وشديدة الجفاف وكثيرة الأتربة والغبار ، ويتضايق الناس من هبوبها ؛ لأنها تجلب إليهم الغبار والأتربة والحرارة ،
فهي رياح غير مرحب بها إلا في المناطق الاستوائية الأفريقية ؛ لأنهم مَلُّوا من كثرة الأمطار وغزارتها ولاسيما المناطق الواقعة جنوب نيجيريا وجنوب غانا، وجنوب السودان والكاميرون ، والكونغو الديمقراطية (زائير سابقًا) وتنزانيا ،
فالنيل الأبيض أكثر مياهه من بحيرة فكتوريا الواقعة في تنزانيا ، أما النيل الأزرق فيأتي من الحبشة (أثيوبيا) والنيلان الأبيض والأزرق يلتقيان في أم درمان عاصمة السودان سابقا ،
فأهل المناطق الاستوائية يريدون رياحًا جافة لاتحمل مطرًا ، وأهل الصحراء يريدون رياحًا رطبة تحمل إليهم أمطارًا ، ولكن ماكل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ،
ورياح الخماسين أو رياح الخمسين يومًا رياح جنوبية على مصر والشمال الأفريقي ، وأعتقد أن الشاعر الرومانسي أحمد رامي يقصد هذه الرياح الجنوبية ( رياح الخماسين ) عندما رأى نسمة الجنوب أو رياح الجنوب تهب على محيا الحبيب ، تضايق كثيرا ، وكتب قصيدة أغار من نسمة الجنوب على محياك يا حبيبي ،
أما نحن في جنوب غرب الجزيرة العربية فنفرح بنسمة الجنوب أورياح الجنوب حتى ولو كانت على محيا الحبيب ؛ لأنها رياح رطبة موسمية تجلب إلينا الأمطار بمشيئة الله تعالى ولاسيما إذا هبت في الأشهر التالية : آب ، أيلول ، تشرين الثاني ، كانون الأول ، نيسان ، أيار ، أو أغسطس ، سبتمبر ، نوفمبر ، ديسمبر ، إبريل ، مايو ...
والرياح الجنوبية الغربية الرطبة مصدر خير وبركة في الغالب ، فكيف نغار منها ، ولا نرحب بها ؟
ولكننا نغار أحيانا وليس في كل الأحوال من الرياح الشرقية أو الشمالية الشرقية لأنها تشبه رياح الخماسين في صفاتها ، هذا والله أعلم ..
فوائد علمية :
* الرياح تأتي من مناطق الضغط المرتفع إلى مناطق الضغط المنخفض ، نتيجة فروقات الضغط الجوي ،
* والرياح أنواع متعددة ، ومنها : الرياح العكسية والرياح التجارية والرياح الموسمية والرياح المحلية والرياح القطبية ورياح السموم ورياح الخماسين ورياح البوارح ....... ...... وسوف يكون لنا وقفات قصيرة مع بعضها إن شاء الله تعالى ..
* كتبتُ هذا المقال قبل سبع سنوات في بداية آذار مارس الحالي ، أي في مثل هذا الوقت من السنة الشمسية ، وقد أضفتُ هذا العام على المقال بعض المعلومات ،
أماسمعتم بالمثل الذي يقول : لكل حدثٍ حديث ...؟
* الأنهار تأتي من أماكن مطيرة ، غزيرة الأمطار أو من أماكن كثيرة الثلوج ، ولايمكن أن تأتي الأنهار من أماكن جافة نادرة الأمطار ، فالصحاري الجافة لا يأتي منها إلا الغبار والأتربة ، وأطول نهر في العالم نهر النيل وأعرض نهر في العالم نهر الأمازون في أمريكا الجنوبية ..
* في المقال السابق لم أذكر الشهور القمرية ؛ فهي لاعلاقة لها بالمناخ ؛
لأن الشهور القمرية تمر على الفصول الأربعة جميعها ( الصيف ، الخريف ، الشتاء ، الربيع ) ولاتستطيع أن تقول : شهر رمضان مثلًا أو غيره من الشهور القمرية يأتي في فصل الصيف دائما ،
فالشهور القمرية تذكر في مواسم العبادات ، والشهور الشمسية تذكر في المناخ وعلم الفلك وفصول السنة ومواسم الزراعة والحصاد و ......... ..
فأعطوا كل ذي حق حقه من الاستشهادات سواء في مواسم العبادات أو في مواسم المناخ وفصول السنة ..
* يلومني بعض الإخوة لومًا على الاستشهاد بالشهور الشمسية في الأحوال المناخية وعدم ذكر الشهور الإسلامية القمرية ، وأشكرهم شكرًا جزيلًا على غيرتهم الإسلامية ،
ويقولون : لماذا تستشهد بالشهور الميلادية ولاتذكر نهائيًا الشهور القمرية الإسلامية في مقالاتك المناخية ؟
فأجبتهم بالكلام السابق ، هذا والله أعلم ..
2 comments
احمد
04/08/2019 at 5:38 م[3] Link to this comment
احسنت استاذنا الفاضل ابواسماعيل
سعيد بن مسفر الكبيري
04/08/2019 at 10:06 م[3] Link to this comment
ما شاء الله تبارك الرحمن الرحيم شكرا لك على هذه المشاركة القيمة تحياتي