كتبت قبل سنوات تحت عنوان "الاعلام الرياضي المختطف" إن القلم واللسان وحتى المشاعر لا تستطيع أن تترجم ، نبض القلوب وتصور العقول وصدى المشاعر ، ونحن تذكر ما كنا نعيشه من منجزات رياضية وبالذات في مجال كرة القدم التي حققها الشباب السعودي في فترة سابقة ، حيث قفزت قفزات رائعة حققت معها تواجدا دوليا متواصل ، وسجل حافل بالمنجزات وفي أكثر من مناسبة أو محفل دولي ، واصبح العلم السعودي يرفرف على سواري مجمل المحافل الدولية الرياضة بدون إستثناء ، ولعلنا هنا نستذكر بكل ا لحب والتقدير والترحم والإجلال راحلنا الكبير ، صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله رحمة الأبرار ، وقد رحل عنا ، تاركاً بصمات ستبقى خالدة يذكرها الجميع ، سيما من كان لهم شرف التعرف على فقيد الرياضة والشباب من خلال المنجزات ، ولا أدل على ذلك من أننا حتى تاريخه ولعقود قادمة سيظل المهتمون بشؤون الشباب على مستوى العالم ، يذكرون مآثر وبصمات أبا نواف رحمه الله ، والأبعاد الحيوية التي استهدفتها خططه لما فيه مصلحة الشباب ، لعقود بل قروناً قادمة. ولست هنا في مجال الحديث عن تلك المنجزات والتي للأسف لم نحافظ عليها ولعل ما أنا بصدده هنا هو حال الإعلام الرياضي الذي لا يسر اليوم ، وذلك في ضل أن أسهل ما يمكن أن تكتب فيه اليوم او تتحدث عنه الرياضة خصوصا وأن الفضاء اصبح مفتوح لمن هب ودب بدون ضوابط او مسألة ، وما اشبه الليلة بالبارح حيث أذكر أنني كتبت مقالا بجريدة البلاد بالعدد ( 15791 ) في ـ 5 / 7 /1420هـ تحت عنوان ( أنت لها يا سلطان ) والذي أشرت فيه ( إلى جوانب مهمة في الإعلام الرياضي يومها ومع بداية إنفتاح الفضاء الإعلامي ،و كنت قد تشرفت قبل 31 عاما ، بخطاب رسمي من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله برقم ( 3720 ) وتاريخ ـ 13/3/1409 هـ الموضوع ـ شكر ـ ، بشأن مرئيات متواضعة لي حول الإعلام الرياضي يومها والتحذير من مخاطرة المستقبلية ،غير أن ما نشاهده اليوم في كثير منه الغث وأصبح الإعلام الرياضي مطية سهلة لمن لا حرفة له مما أجبرني على أن أكتب هذه المرة ، والتي أرى أن أستهلها بالتطرق إلى نقطة هامة وجديرة بالطرح والنقاش ، وتتلخص في أن أعترف هنا وعطفا على ما ذكرته سابقا: أن الكتابة او التحدث والحوار في المجال الرياضي ( تعد من السهل المتاح ) ومن السهولة أن تطلق لقلمك أو لسانك العنان ، وأن تنثر بأي منهما كلمات جميلة ومنسقة ، ومداخلات مثيرة ومركزة ، وترفع وتحط وتعلن وترفض وتشكك وتتهم وتتدخل بالذمم وتلوح بالرشاوي وتختلق ما تشاء دون أن يكون هنالك رقيب ينبه لذلك ، في ضل غياب الرقيب الذاتي وتفشي التعصب وعمى الألوان عند البعض أو قلة خبرة من يدير الحوار الذي قد يفقده توازنه وينجرف بقصد أو دون قصد مع طرف دون آخر، بقدر ما قد تجد من يعتبر ذلك إثراءً للثقافة الرياضيةوللأسف واليوم اصبح الإعلام الرياضي في مجمله إعلام هدام ،زاد من إستعاره قيام هيئة الرياضة قيل ما يربو على عام بتأسيس الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي والذي كان لي شرف أنني اول من طالب بتأسيسه منذ ثلاثة عقود، لكن يعاب عليه أن جاء مسيرا لا مخيرا وكانت أول إهتمامه ارغام الاعلاميين على الإصطفاف لفترة ثم بعد فشل فكرة الإصطفاف أنفرطت السبحة ، فعادت الأمور إلى ما هو اسوأ إنتكاسة غير محمودة العواقب ،مما يتطلب معه تحرك جاد وجريء ليس من هيئة الرياضة فحسب بل من جميع الجهات ذات العلاقة. وأن يدعى إلى ورش جادة وفعلية لجميع الاطراف لردم الهوة التي حدثت بين فترة الإصطفاف ثم الانفراط،وان يشكل من مجلس اتحاد الاعلام الرياضي من كوادر مؤهلة غير تلك التي أدارات فترة الاصطفاف المشئومة ،حيث ما يحدث اليوم هو نتاج طبيعي لمرحلة سبق ان حذرنا منها ، واصبح مقدم أي برنامج يستقدم ضيوفه حتى من خارج الحدود وفق رؤيته ، وكأن به يضع الكلام في افواههم ، حتى وجدنا رموز الإعلام الرياضي في كل برنامج يتبنون توجه تلك او هذه القناة ، حتى ان كثيرا منهم وخلال 24 ساعة يناقض نفسه بنفسه ، لذا فإنه من النادر مايكون هنالك إجماع على كاتب ولو واحد بـأنه منصف فقد كشف الإعلام الرياضي الخاص فشل تلك البرامج وغباء كثير من من كنا نعتقد انهم رموز الاعلام الرياضي ولعل برامج الديوانية والوقت الاصلي و24الرياضية أكثر من يجسد ذلك الواقع المؤلم . نحن بحاجة إلى إتحاد للإعلام الرياضي ، مهمته وضع الضوابط واللوائح التي تدعم الصحافة الرياضية ، في مجالات التحليل والنقد الموضوعي والتطلعات ، التي تنظر الصالح العام ، بدلا من أن يتحول الاعلام الرياضي ، وللأسف إلى معول هدم وتحطيم ، ونخشى على الناشئة من غثاء هذا السيل الجارف ، من النقد الموجه حسب الميول والألوان . نحن بحاجة إلى محاسبة من يستغل هذه الحرية ، فينفث من خلال مساحتها ، السموم الفتاكة ، فالإعلام الرياضي لدينا مخطوف وفق توجهات لاتسر ولا اريد التفصل أكثر حتى لاأتهم بأنني أقصد أشخاص بعينهم ، فالقصد اتحاد جاد لامشلول ولا إصطفاف مذموم . هذا وبالله التوفيق
عاجل
Permanent link to this article: http://www.eshraqlife.net/articles/292392.html