يحكى أن رجلاً يرعى الأغنام وأثناء تجوله بالمراعي إذابه يجد جروًا صغيرًا يرتجف من الجوع والبرد، فقام بحمله وأخذه معه إلى كوخه الصغير، للاعتناء به، ثم قام بتخصيص شاة له من أجل رعايته، وكانت تلك الشاة من أفضل النعاج لديه ، وذلك من. أجل أن يحصل ذلك الجرو على الحليب والحنان وكأنها بمثابة أم له..!
مرت الأيام والشهور وصار الجرو أكثر ضخامة، وأقوى بنية وبدأت تتشكل ملامحه، وفي أحد الأيام هجم الجرو على الشاة وقام ببقر بطنها، وقطع رأسها، ونهش لحمها، دون أن يبالي بما قدمته له من عناية ورعاية ورضاعة و حنان عندما كان صغيرًا..!!
وحينما دخل الراعي وقف مندهشا حائراً من هول الموقف الذي رأه وانشد قائلاً:
بقرت شُويهتي وفجعت قلبي
وكنت لشاتنا ولداً ربيبُ
غُذيت من درّها ولبثت فينا
وبحك من انبأك بأن اباك ذئبُ
إذا كان الطبعُ طبعَ سوءٍ
فلا ينفعُ ادبٌ ولا تأديبُ
هكذا هم البعض، قد تحسن لهم وتجود عليهم، بفضل الله عليك وتبذل ما بوسعك من عطاء ،من أجل أن يرتقوا و يصبحوا في أماكن أفضل، أو يغيروا من سوء الطباع لديهم، و لكنك لا تجني في النهاية سوى محصلة ونتيجة واحدة، و هي أن الطبع السيئ قد ينتصر على أفعالك الحسنة معهم، فلا تجني و تحصد من خلفهم سوى الألم، و الجحود و نكران الجميل بل أيضًا، قد يطالك الكثير من الأذى بفضلهم..!!
فهم كذلك يغلبهم طبعهم في مقابل تطبعهم بما ليس فيهم.
ما شاهدناه عبر مقطع فديو متداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي و الذي ظهر فيه شخص لبناني ليس له من الهيبة و الأحترام إلاّ البدلة الماركة التي كان يرتديها و ما بداخلها ليس إلاّ طبلاً يرجف بقوله:
" هلا مرحبا انا متواجد هلّا بمطار الملك خالد الدولي بالرياض و حابب اوجه رسالة لسماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله......... اتباع محمد بن سلمان...الخ ”
كان ينقصه اجتماع الملالي و المعممين من حوله حتى نرى و نسمع وتيرة اللطم و العويل..!
بكل بجاحة.. و منتهى الوقاحة و هو مازال متواجداً دخل حدود الوطن الذي هنّدمه و اغدق عليه برواتب وبدلات لم يحلم بها ابن الوطن كبدل النقل و بدل سكن و بدل طبيعة عمل و بدل ليل.. و بدل سهر.. و بدل .. و بدل... الخ
و انتشله من بيئة الجوع و تروس الحرب الأهلية.. و النزاعات .. و الطائفية إلى بلد الخير و بلد الكرامة و الإنسانية...!
إيّها الطبل الفارغ فلتخبر غيرك من بقية الطبول و مزامير حزب الشيطان و لتخبر سماجة حسن خسر الله و غيره من مواليكم اننا - نحن- اتباع محمد بن سلمان - حفظه الله - نعم اتباع و لكننا اتباعه بالمبايعة على كتاب الله و السنة النبوية في المنشط و المكره... نعم اتباع لحكامنا و ليس اذناباً أمثالك للملالي و حزب الشيطان..!
اخبرهم ان السعودية بها اكثر من نصف مليون لبناني ينعمون بخيرات المملكة ويعاملون معاملة المواطن السعودي و يزاحمون ابن الوطن على اعلى المناصب في القطاعات الخاصة بل أكثر من ذلك ربما يصل بهم الأمر إلى التضييق على ابن الوطن حتى ولو كان حارس أمن بأحدى تلك المنشاءات..!!
اخبرهم و التاريخ يشهد بذلك من باب التذكير بالدور السعودي في القضية اللبنانية عبرالجهود المتواصلة في تسوية الصراع اللبناني، منذ بداية الحرب اللبنانية عام 1975، و حتى الوصول لتطبيق اتفاقية الطائف عام 1990 ،فقد قامت المملكة بمساعٍ توفيقية كثيرة لوقف الحرب و تسوية الصراع اللبناني.
اخبرهم بجهود المملكة الدبلوماسية المتميزة لوقف القتال، و محاولاته االمستمره في تحقيق الوفاق الوطني و تسوية الصراع اللبناني ،بدايةً بمؤتمر القمة السداسي في الرياض عام 1976، مروراً بمؤتمري الحوار الوطني في جنيف عام 1983، و لوزان عام 1984، وانتهاء بمؤتمر الطائف عام 1989 م.
من المؤلم جداً ان يأتي اليوم الذي تشاهد فيه ان من كنتله سنداً، كان لك ضداً و من كنت له عوناً و ناصراً، يغتال الود و الوشيجة و يصبح أول الجاحدين عند مروره بأزمة أو ملمة من حوادث الدهر..!!
ومهما يكن فإن الجحود قطعاً لن يؤثر في شلال المعروف و لن يلعب دوراً سلبياً في تغيير السجية النبيلة للسعودية و شعبها النبيل، و لن يؤثر في الرغبة في إسداء الأيادي البيضاء للآخرين دون انتظار النتيجة ،لنبرهن حقاً بأن نوازع الخير هي المحرك الأساسي لسياسة السعودية و اهلها، و تطغى على الجوانب المظلمة في نفس ذلك الجاحد من أنانية وحب للذات، فالنفوس الكريمة لا تعرف الجحود ولا النكران، بل إنها على الدوام وفيّة معترفة لذوي الفضل.
اخبرهم أن ذلك ليس بغريب لأننا الوحيدون الذين يحرجهم حضورنا في كل المشاهد والأصعدة فكلما يشاهدونا نذكرهم بفترة ضعفهم،..فتبدأ غدد الكراهية لديهم تفرز صراعهم النفسي مع كبريائهم، فهم لا يحبون من اسدى اليهم معروفاً و صارت له اليد العليا في شأن من شؤونهم..
حقاً لا أمل يزدهر و لا ناشئة ودّ تبقى و لا سعادة مرجوة تتم مع هؤلاء.. جمرات في القلب من الأسى ليس لها إلاّ الصبر الجميل!!
باختصار على قولة المثل اللبناني:
الحكاية مش رمانة... الحكاية قلوب مليانه..!
بالعربي أذلف أنت و من على شاكلتك ليس مأسوف عليكم و على بقائكم بالسعودية.
ونقوله الك بالمثل اللبناني الشعبي:
من تحت الدلفة... لتحتالمزراب ..!
اخيراً تحية ودّ و احترام و تقدير لكل لبناني نزيه وشريف سواءً من أخواننا المتواجدين داخل السعودية أو الأخوة الاشقاء المتواجدين ببلدهم : أم الشرائع .. وست الدنيا .. وباريس الشرق " لبنان " .
4 comments
Skip to comment form ↓
ابو انور
05/12/2019 at 1:19 ص[3] Link to this comment
ابدعت المقال أستاذ الحرف والقلم ابو سعود شهادتي فيك مجروحة احيي فيك روحك الوطنية العالية
غير معروف
05/15/2019 at 11:32 ص[3] Link to this comment
شكرا لمرورك واطلاعك
الوطن وحومتنا الرشيدة وولاة امرنا خطوط حمراء من يمسها لن نتساهل معه بالحرف والحرب ..!
دمت بود
غير معروف
05/12/2019 at 11:17 م[3] Link to this comment
مقال اكثر من رائع استمر يا أبو سعود
غير معروف
05/15/2019 at 11:33 ص[3] Link to this comment
شكراً لك ?