* ساءني كثيرا ذلك المشهد كما ساء الكثير غيري قبل الأفطار بقليل وعلى سفرة " إفطار صائم" بأحد المدن، ولايهمني في ذلك أيا كانت الجنسية او اللون او العرق بقدر ما يهمني إحترام فضيلة الشهر الكريم وإحترام أوقاته وذروته، فالمنظر لا يليق لا بالمكان ولا بالزمان.
* لا أعرف تفسير لمثل هذه النفسيات " المتعصبة" التي لا تأتي شياطينها إلا بأوقات رمضان وقبل الأفطار بالذات وكأنها فعلا أفلام أكشن ومسلسلات حبكت ولكن بطريقة عفوية بعيدة عن السيناريوهات وكتابة الدراما .
* كل يوم نرى ردات فعل متنوعة لمثل هذه المناظر التي أصبحت ظاهرة سيئة تتكرر مشاهدها يوميا بأختلاف المكان والزمان ونوعية الفعل ! وللأسف أغلبها كبار بالسن طغت عليهم العصبية كثيرا وفقدان السيطرة ، فنشاهد الضرب والركل والرفس والتوبيخ بأنواعه ويختلط الحابل بالنابل وسط ظروف زمنية قد تفقد بها أجر صومك،
الجميع يصوم، والكل لديه ظروفه منها الصحية، والنفسية، وضغوطات بالحياة ومايشوبها من أنفعالات وكذلك أحيانا قد تتعرض لكثير من الأنفعالات من أطراف أخرى في أبسط المواقف ، ولكن لا تأخذنا السرعة في الرد الأنفعالي والمباشر ، والعاقل منا أن يسير الأمور لصالحة حتى لو كان الخطأ من طرف آخر، ولنلتمس العذر لكل من أساء لنا مهما كانت الظروف ونتذكر إننا في شهر كريم، شهر محبة وتسامح ، شهر قرآن وغفران، وأن نعفو ونصفح ونمحو السيئة ونبادلها بالحسنة .
* ليس خوفا او ضعفا أن نسامح ونعفو ولكن تمشيا مع حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: حينما قال (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) .
الغريب إن أغلب هذه المناوشات ومشاكلها لا تأتي إلا برمضان وقبل الأفطار ، فترى الشتائم النابية سواء بين الباعة او سائقي السيارات وعند الأشارات التي لاتليق لا بالشخص ولا بحرمة شهر الصوم، وربما هذه كلها بسبب ضيق الخلق ونفاذ الصبر .
نسأل الله أن يتم علينا شهر الخير والمغفرة وأن يبعد عن الجميع مثل هذه الأعمال، وان يلبسنا جمال الخلق وعظيم الصبر وروح التسامح.