باسم الثغر طلق المحيا, تلك هي حال جمهور الشمس (ليلة الجمعة، مساء الخميس) حيث كانوا شمس أشرقت في ليل مقمرة فأزدانت الرياض بشروق شمس المساء، نعم شمس المساء لأن ذلك المساء كان استثنائياً في كل شئ. وحق له أن يكون كذلك لأن الحاضر هو جمهور الشمس فتغيرت المعادلة وطوعت الظروف فسارت الأمور في مسارها الصحيح ودارت عجلة الوقت في مدارها السليم فأشرقت الشمس مساءً عاطراً باسماً. وابتسامة الوقت جاءت شاهد حال يصف فرحة كيان ووفاء انتماء لنصر عملاق ونصر عنوان استمد من أسمه طموحه ومن المعنى حقق الهدف فما أجمل نصر النصر في ليلة النصر.
عالميا القمة مكانه، والسفح له قاع. تربع على عرشه عالياً وصان مجده صادقاً فانحسر من دون سفح قمته الخصوم فركن للراحة من فرط الأمان وابتعاد مساحات الطامعين فغفى الجفن برهة وسرح الفكر لحظة، فأنتهز الريح الغفلة وباغت العرش في لمحة فتناثر من تحت القدم حبيبات قواعد القمة فمالت جلسة الفارس وانزلقت قدم المحارب فهوى للسفح ولأنه الفارس فقد أصبح السفح قاعاً والميل في الجلسة سقطة. ولأنه بدراً في سماء البطولات أصبح تنحيه عن مدار التتويج أفولاً مفقوداً ومرئياً. ولأنه للمجد عنوان أصبح الحديث عنه شهرة والتعاطي مع أحداثه محطات تاريخة في تاريخ من يتعاطاها.
أفرزت سنين البعد قصة مؤلمة ذات فصول حزينة عنوانها جفاء وابتعاد ومضمونها ما أصعب أن يسقط الفارس ويكبو جواده. فكانت فصولها أسنة نقد لاذعة ترتقي لمرتبة التجريح ولا لشئ إلا لأنه فارس فرض نفسه على خارطة البطولات ونجم سطع في سماء الإبداع العالمي تعدى جدلية النجومية وتوج بلقب العالمية.
انتفض الأسود تلك آخر الألقاب في ليلة التتويج عكسوا التوقعات وفهموا الغايات وتجاهلوا عبارات التخدير – فكسبوا رهان المحبين وتوجوا ثقة المنتمين وصادقوا بالكأس الاستثنائي على وفاء النصريين ورسموا لوحة الفرح على محيا صدق الوفاء الممتزج بروح الإنتماء.
حق لنا الفرح وحق لنا الترنم على عتبات مجد أفل ثم ظهر ولمع ولسان حاله يقول إن الأصالة لا تندثر والتاريخ لا يمحى والحقيقة واضحة رغم وجود المضللين ورغم محاولة طمس المعالم فهي باقية في الوجود وتأبى إلا أن تطفو على شواطئ ترهات الحاقدين وترسوا على سواحل صدق الصادقين نوراً بازغاً ومعلماً واضحاً مرددة بلسان الحال قائلة لا عزاء للموترين ولا بكاء على المتعصبين ونعم وألف نعم للشرفاء الصادقين. شكرًا لأيقونة فرح الشعب الكريم.
النصر نصر الجميع والشمس تشرق على القريب والبعيد ومن منا لا يحب النصر كل عام وأنتم من نصر لنصر. فما أجمل النصر لاسيما إذا كان للنصر تناغم في اللفظ، وتطابق في المعنى والواقع.
الإعلام رسالة والإعلام مبدأ وغاية له مداراته ومساراته تدور عجلة الأيام ويبقى الإعلام أداة إعلام. إذا توج بالمنهجية في الآلية والأحترافيه في الطرح والأنتقاء والشفافيه في أداء الرسالة والتجرد في الحياد مع القضية.