تظل "حمى الواتساب" عند البعض مجرد أعراض بسيطة ، قد تزول سريعًا بعد كوب أو أكثر من الليمون .. لكنها عند أخرين تتطور إلى الأسوأ ، وقد تتدهور حالة المريض إن لم يراجع الطبيب ، ويأخذ الدواء المناسب .. خصوصا لمن يهمل نفسه ، ويظن أن تلك الحالة مجرد (انفلونزا واتسابية) بسيطة .
.
كثيرون ممن – أنت وأنا - نعرف أصيبوا بهذه الحمى ، وما زالت تعاودهم بين فترة وأخرى .. وذلك لعدم التزامهم بتعليمات الطبيب ، في عدم التعرض للمسببات ما جعل حالتهم أقرب إلى – حالة حمى مزمنة .
.
مصاب حمى الواتساب تظهر عليه أعراضها بعد أيام من الإصابة .. حيث تبدو عليه حالة من الهوس الكبير بـ (النسخ واللصق) لكل ما يجده أمامه في هذا (القروب) .. فينسخ منه الكثير ، ثم يلصقه في حوالي 20 قروبًا أخرى .... ويعود في نفس اللحظة لينسخ من تلك الـ 20 ما شاء الله له أن ينسخ ويلصقها هنا ..
ثم يكون واضحا بالمعاينة الإكلينيكية ، أن اصبع السبابة لديه قد صار في حالة ارتعاش شديدة ، لا يهدأ ولا يقرّ .
.
فإذا رأيت أحد الناس (شغال) ليل نهار في النسخ واللصق – أكثر من وقته في الوظيفة - فاعرف أن حبيبنا ذاك مصاب بتلك الحمى البغيضة - أعاذنا الله وإياكم منها .. ثم إذا لاحظت أنه لا يمل ولا يكلّ من نسخ كل شيء (حديث صحيح / ضعيف / موضوع / مكذوب) ثم يطير به (طيرانًا) ليلصقه في عدة قروبات - بدون وعي .. فأعرف أن المرض قد تمكن منه .
.
أما أذا وجدته قد صار ينقل حتى الفيديوهات ، والصور وتعليقاتها بدون أن يتأملها ، ويعرف مدى موثوقيتها / ومدى صلاحيتها أو خطورتها .. فأعرف أن حمى الواتساب قد انهكته حقًا ، وبلغ به الوجع حدًا قد لا تفيد فيه - حتى المضادات الحيوية .
.
وطبقا للبديهيات الصحية المعروفة في كل العالم ، فإن أهل الاختصاص يوصون الناس - لكي يتجنبوا الوقوع في براثن تلك الحمى الواتسابية الخطيرة - بأن أحدهم لو رأى شيئا تميل له نفسه الضعيفة ، في أي قروب .. فتعليمات الطبيب توصي أن (يتعوذ من إبليس - أولًا) ، ثم يشاهد الفيديو مع نفسه فقط ، أو الصورة أو الكلام .... ثم يدعه 3 ساعات كاملة مكانه .. ثم يحك رأسه ويفكر في العواقب .. ثم (ينسى) الموضوع نهائيًا .
.
أما إن (غزّه) إبليس لينقل أي شيء - وكل شيء .. فإن الحل والعلاج لا يكون – مع الأسف - في هذه الحالة إلا بـ "الكي" ..
نعم "الكي" .. خمس كيات ، في رأس كل أصبع من أصابع يده اليمني ..
وقد قالت العرب في حكمها وأمثالها : (أخر العلاج الكي) .. والله أعلم
1 comment
زائر
05/24/2019 at 7:58 م[3] Link to this comment
صحيح بابو يوسف والحمى اصبحت مستشرية في الجميع إلا من رحم الله