في المقالة السابقة تطرقت إلى إعلان تدشين قناة الباحة الفضائية والتي تفاجأنا بهاعبر مقاطع وإعلانات كانت ركيكة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، فلم يتم حتى تاريخه التدشين ولم يتطلع أحد على ماهية وهوية القناة سيما وأنه أقحم إسم سمو أمير منطقة الباحة ضمن تلك المقاطع .واشادمشرف عام الشؤون الاعلامية بامارة منطقة الباحة بالقناة ، التي لم تلد في يوم ميلادها المعلن.
ولا أخفيكم أنني تلقيت إتصال من احد الإخوة الاعزاء القائمين على حفل ما سمي بالتدشين،كان كلامه جميلا والأجمل ما عرفته فيه من خلق وحسن تعامل ، لكن دهشت حينما قذف بجملة (لماذا البعض يريد أن يجتث أي عمل)؟! وعندها التزمت الصمت شاكرا للمتصل أن ذكرني بالمثل القائل (إذا لم تكن معي فأنت ضدي) سيما وأن لنا تجربة مماثلة مع ذات الوجوه في مشروع قبلي مماثل في عام 2015 م وبعد عدة ندوات تعريفية بين جدة والباحة وبلجرشي صدرت اوامر كريمة بالغاء المشروع وما اشبه الليلة بالبارحة، ونحن مع بداية إعلان ولادة مشروع اصلا لم يلد حتى بعد إعلان ميلاده بأسابيع،والذي أكدت الايام أن مقالتي السابقة لم تكن إجتثاث مشروع لم يلد أصلا .بل كانت خلاصة تجارب مريرة وإضاءة كشفت فعلا كما أشرت أنها فكرة جيدة إذا روعيت معايير الحاجة والاهمية والأولويات ،ولكن الاعداد لها كان إرتجاليا، ابعد مايكون عن المهنية والحرفية التي لو لمسنا بصيصا من بريقها ،لكنا وغيرنا أول المستبشرين والداعمين ، لكن أن تنشر مقاطع مؤذية للذوق العام ومسيئة للمنطقة ،حتى لو قيلت بتلك اللغة في مجالس خاصة لكانت عرضة للنقد،فلغة الخطاب كانت ركيكة فعلا والمكان كان غير مواكب لمشروع كهذا،ثم الاهم أن القائمين على تلك الأمسية لم يحسنوا إختيار المتحدثين او حتى المستهدفين.ولا أريد أن أعيد ماذكرته في تلك المقالة.
ولم يمضي أسبوع على نشر تلك المقالة حتى تنبه القائمون لذلك لكبر الخطأ، وأنهم وضعوا العربة امام الحصان ، فدعوا إلى ما اسموه لقاء تعريفي موجه لرجال الاعمال والاعلام بمقر جمعية الثقافة بجدة يوم الاربعاء الماضي ، ليأتي الرد سريعا من الجمعية أنه لاعلم لها بهذه الندوه ولم تكن على قائمة مناشطها،
وهنا يتكشف للمتابع الحصيف صدق وجدية ما ذهبنا اليه من أن القائمون على فكرة إنشأ تلك القناة.إستعجلوا بدون تروي أو تفهم لرؤية قناة تمثل منطقة بعيدا عن القبلية و المكاسب الوقتية ذات الأمد القصير، سيما وكما أشرت إستثمار دعم سمو أمير المنطقة بالمفهوم الخطأ، وكنت أتمنى أن قبل الاعلان عن تدشين مالم يتم تدشينه ، أعلان الرؤية مفصلة ووضع اللوائح ودارسة الجدوى الاعلامية والمرود على تطوير وتنمية المنطقة في شتى المجالات .هذا بالإضافة إلى ما طرحه الاعلاميون من تساؤلات عبر صحيفة أنباء الباحة وتنتظر الإجابة ومن أهمها :
س1/ ماسبب اختيار اسم القناة الباحة ومن تستهدف ؟
س2/ ماهي نوع البرامج المقدمة ، وهل سيكون فريق العمل من ابناء الباحة ام متاح للجميع ؟
س3/ لماذا لم تتخذ القناة مدينة الباحة مقراً لها ؟
س4/ هل القناة مُعتمدة رسميا كونها تحمل اسم مدينة سعودية؟
س5/ هل تم مراعاة ثورة الجرافيك اللوني والهوية البصرية والصوتيه لشارة البث والاعمال ؟
س6 / متى سيكون البث، وهل سيكون هناك بث مباشر ؟
س7/ كم ميزانية المشروع وكم تكفي لمصاريف تشغيل المحطة ؟
هذه اسئلة طرحت لتكون إجاباتها رؤية واضحة واجندة عمل هذا إذا تصورنا أن القناة حاجة ملحة تخدم الصالح العام،وليست كمشاريع أجتثت بعد أن دشنت مع اول هبت ريح ، لأنها لم تلتفت للرأي الصريح وتضرر من آثارها الجميع .. هذا وبالله التوفيق
عاجل
بقلم / صالح المعيض

قناة الباحة (2) الجنين المشوه
Permanent link to this article: http://www.eshraqlife.net/articles/296477.html