رياح البوارح هي : رياح تهب في بداية أشهر الحر في شبه الجزيرة العربية ، والعالم العربي ، ويبدأ هبوبها في الثلث الأخير من شهر مايو أيار وقد تتقدم قليلا أو تتأخر قليلاً ويستمر هبوبها شهرين كاملين

(وشهرين ، ظرف زمان ،أو مفعول فيه منصوب بالياء ؛ لأنه مثنى ، وكاملين نعت أو صفة منصوبة بالياء ؛ لأنها مثني ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد)

أي يستمر هبوبها إلى الثلث الأخير من يوليو تموز ، وهذه الفترة الزمنية من هبوب رياح البوارح تُسمى الصيف الجاف ،

وفي الثلث الأخير من تموز يوليو مع شهري أغسطس وسبتمبر يبدأ هبوب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية ، وهي رياح دافئة رطبة ، وبهبوب الرياح الموسمية يبدأ هطول الأمطار الموسمية على جنوب وجنوب غرب شبه الجزيرة العربية ، وتشمل عُمان واليمن ومنطقة جازان وعسير والباحة ، وأكثر أمطار هذه الفترة على تهامة الجبلية ولاسيما كلما اتجهنا جنوبًا من تهامة منطقة الباحة ، وإن شاء الله ، نكتب عن هذه الفترة المناخية في وقتها بشكل أوسع والتي تبدأ من الثلث الأخير من يوليو تموز ومابعده ، وهذه الفترة المناخية تسمى الصيف الرطب ،

وفي الغالب يبدأ هبوب رياح البوارح في منطقة جبال السروات من بعد صلاة العشاء بساعة أو ساعتين ويستمر الهبوب إلى ظهر اليوم التالي ، وقد تهب بضعة أيام بلياليهن متصلة ويكون هبوبها قويًا ، وقد يتوقف هبوبها بضعة أيام ثم تعاود الهبوب بقوة ،

والبوارح رياح نشطة السرعة ، وقد تصل سرعة هبوبها إلى سبعين كيلو متر في الساعة ، وهي : رياح شمالية شرقية في بداية هبوبها في الأسابيع الأولى ، ثم تتحول إلى شمالية في وسط فترة هبوبها ، ثم شمالية غربية في آخر موسم هبوبها ،

ورياح البوارح رياحٌ جافة وحارة ، تفيد النخيل كثيرًا ؛ لأن النخيل يحب الجفاف والحرارة ؛ لكي ينتج رطبًا وتمرًا يكونان على أفضل جودة ،

أما في جبال السروات فتفيد رياح البوارح في نضوج القمح والشعير وتجعله يابسًا ليسهل دياسه ، وتفيد أيضًا في نضوج الثمار والفواكه .. كالمشمش والخوخ والتفاح والتين والعنب و ......... ،

ورياح البوارح تهب على أغلب دول عالمنا العربي ولاسيما الدول العربية الأسيوية ، ويقل هبوبها في المناطق التهامية الجبلية ، فالهبوب فيها قليل ونادر ، سواءً في تهامة اليمن أوتهامة جيزان أو تهامة عسير وجنوب تهامة الحجاز ، والسبب الرئيسي في عدم هبوبها على المناطق التهامية الجبلية ، هو جبال السروات تقف حاجزًا منيعًا ، ولكنها تهب في وسط و شمال تهامة الحجاز ؛ لأن جبال السروات في منطقة الحجاز غير متصلة مع بعضها ، كما هو الحال بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وشمال المدينة المنورة ، فهي تهب على مكة والمدينة وماحولهما ؛ لأن مكة والمدينة مناطق مفتوحة مع الصحاري الداخلية لوجود فواصل بين جبال السروات في منطقة الحجاز ،

وينطبق ذلك أيضًا انطباقًا كاملاً في هبوب الرياح الشمالية أو الشمالية الشرقية السيبيرية الشديدة البرودة في أشهر الشتاء ( ديسمبر ، يناير ، فبراير ) فتهامة اليمن و تهامة جازان وتهامة عسيروتهامة الباحة لايصلها هبوب الرياح الباردة السيبيرية الشمالية الشرقية إلا في أحوال قليلة ونادرة والنادر لاحكم له ؛ لأن جبال السروات تقف حاجزًا منيعًا ،

بينما من وسط تهامة الحجاز وشمالًا أي من منطقة مكة المكرمة وشمالًا يصلها هبوب الرياح السيبيرية الباردة ؛ لأنها مناطق مفتوحة مع الصحاري الداخلية ، فجبال السروات في الحجاز ليست سلسلة جبال متصلة مع بعضها كما ذكرتُ ذلك آنفاً ،

وأدفأ منطقة في المملكة شتاءً تهامة منطقة جيزان ثم تهامة منطقة عسير ثم تهامة منطقة الباحة ، على الترتيب ،. هذا والله أعلم ...