يقول الشاعر الشعبي : (يا حلو ليل السهر لا صرت وحداني ... والبال مرتاح لا همٍ ولا ضيقة)
وثمة من العرب القدامى من أُفتتن بالسماء ، وما فيها من جماليات الهدوء والنجوم والقمر .. وتحول سهرهم إلى إبداع حقيقي ، حيث نسجوا أجمل الأشعار ، وقدموا أحلى القصيد ..
يعني .. خرجوا بفايدة
..
نعود لموضوعنا ونقول : مازالت أجواء رمضان مخيمة على الجميع ...
مضى حتى الآن خمسة أيام من شوال ، والكثير من الطيف المجتمعي ما زال يعيش طقس رمضان .. نوم بالنهار وسهر طيلة الليل حتى الفجر .. بل أن هناك من يواصل حتى التاسعة صباحا حتى يفطر - لمن لم يصم الست - ثم يأوي إلى فراش النوم
كنت أتحدث مع صديق أمس : أين أنت بعد الظهر .. كنت سأزورك للمعايدة ؟
رد : في غيبوبة !!
..
ربما يتعدل الحال قليلا بعد بداية الدوام الوظيفي .. لكن لفئة معينة .. أما العدد الأكبر من الناس فربما يظل الواحد منهم (يجتر) عادة السهر هذه ، حتى عودة المدارس بعد الحج
..
كنت أضحك من نفسي - أمس واليوم – وأنا (أفرفر) لوحدي في الشارع ابحث عن بوفيه التمس فيها طعام إفطار .. الجميع هاجعون ، لا حركة في الشوارع إلا القليل جدًا ، وكنت بالفعل كمن يُغرد خارج السرب .. وتمتمت أسأل نفسي : (ياعمي إنت صاحي والا مجنون) .
..
قبل 3 أيام خرجت من بيتي لظرف طارئ للمستشفى فوجدت مصابيح عمارتنا الخارجية مازالت مضاءة .. لأن حارسنا الأسيوي قد أصيب بالعدوى - عدوى السهر - مع أن أولئك القوم في ديارهم لا يسهرون .. ينامون عند التاسعة ليلًا ، ثم يخرجون للحياة من جديد - رجالًا ونساءً وأطفالًا - مع تباشير الصباح الأولى - قبل شروق الشمس
..
ذات مرة وأنا في بلدتي الجنوبية خلال الاجازة الصيفية كنت أدردش مع رجل كبير في السن .. قال لي (وهو يبتسم متعجبا) :
أنا اشتري التميسة للعيال يوميا ، وأدخل بها المطبخ مثل الحرامي ، أمشي على رؤوس أقدامي ، خوفا من أن ازعجهم .. بينما هم - كل البيت - في سبات خامدون ..
مضيفًا : كانوا يعاتبونني .. (مزحة وعليها) : يا شيبة - انت ما تعرف تنام ؟
..
وأخيرًا أقول : ما الحل .. هل أحدكم يعرف حلًا لهذه الحالة العجيبة الغريبة ؟
جوابي أنا : لا - حل ؟