مع رحيل العام الدراسي وماخالطه من متاعب وعناء ، تنتظر الأسر أن تلتقط أنفاسها ، بعد أنقضاء عام تقاسمت فيه هموم التحصيل العلمي مع أبنائها ، ليحلّ بعد ذلك ضيف ثقيل يأكل الأخضر واليابس، وهو موسم الصيف القاصم للظهور ، ففي الوقت الذي ينبغي أن يكون ملاذاً للمجتمع لتجديد النشاط وتغيير الروتين ، يكون هذا الضيف مدججاً بالتكاليف المزعجة ، تذهب بريع الجيوب ، في هذه الفترة تحديداً تستنفر البيوت وتعلن حالة الطوارئ القصوى وتستدعي أمكانياتها خصوصاً المالية من كل حدب وصوب ، بعضها من تحويشة العمر المدخرة لتقلبات الدهر ، وبعضها من دكاكين الأقساط ، أو بتمويل من فضيلة البنك ، والأوفر حظاً من تجنب الاستدانة وتضامن مع الأقرب له حالاً بما يسمى "جمعية الموظفين " كل هذا التكتيك لمواجهة عاصوف الصيف ، فالترفيه والسياحة المشروعة ، يقابلها الوفاء بأعراف مجتمعية يقتضيها لزوم التشريف لحضور أفراح الأصدقاء والأقارب ، فالليالي الملاح اللهم زد وبارك تنشط في هذه الأيام ، وتبلغ ذروتها حتى تصل إلى درجة يغص بها المجتمع ، ويضيق منها ذرعاً ، ومن واجباتها تجنيد روافد التغطية المالية للخروج من الشرهة ، والقدرة على دفع ضرائب تلك الدعوات .
يقول أحد الأخوة في أحدى المحافظات على سبيل المثال ، منذ نهاية شهر رمضان بدأنا في التجوال بين قصور الأفراح والكل يدفع ماتيسر الزوج وزوجته المدعوان للمناسبة واحياناً يشارك الأبناء بداعي الصداقة لأحد العروسين ، ولاتقتصر "عادة المعونة" على المعنيين بالفرح فقط بل يتعدى نفعها إلى الأقارب حولهم وحواليهم ، وعليك الحساب ، الأحسان والتعاون مطلوب ولكن بعض المجتمعات آثرت المبالغة في أتباع التقاليد المنهكة لأفرادها بتحميلهم مالايطيقون ، واللبيب بالإشارة يفهم .
أما الترفيه ومشتقاته فلك أن تتخيل الأسعار المبالغ فيها سواء في دور الإقامة أو المطاعم والمتنزهات أوغيرها من لوازم السياحة، فكل يجلد بلاهوادة ، في الوقت الذي تحاول فيه الدولة توطين معاني السياحة المحلية والمحافظة على إبقاء الأموال المهاجرة إلى دول أخرى داخل الوطن نجد إرتفاع الأسعار من دوافع السفر للخارج ، ومازلنا نبحث عن صناعة إحترافية للسياحة متوافقة مع المقومات الطبيعية التي يحظى بها هذا البلد بعيدا عن الإستثمار الجائر وغير المنطقي في سعر المنتج السياحي.
• وعن هجوس جوائح الأموال نذكر طيبة الذكر شركة الكهرباء التي أدلت بدلوها ولوحة بأرتفاع فواتيرها ، فقد بلغ علمها الجميع وهي صاحبة القول والفعل وعلينا أن نتهيأ لفواتير كاملة الدسم فهي من لايخلف الوعود.
• يجدر القول بأن فترة الأربعة الأشهر هذه ، اثقل ماتكون على الأسر في المجتمع السعودي حيث تتضاعف المصروفات مروراْ بإحازة نهاية العام ومايتخللها من التزامات ، وبعيدي الفطر والاضحى وعودة المدارس مرة أخرى فهذه المناسبات لها خصوصيتها في الصرف ونفض الجيوب يرافقها فواتير جناب الكهرباء ، فأصبر وأحتسب .
1 comment
شريفه سعد
06/22/2019 at 4:52 م[3] Link to this comment
ابدعت الوصف استاذ ابراهيم وهذه المواسم هي التي ترهق الأسر ويجب أن يكون الأنسان فطن وواعي ويعرف كيف يدخر وينفق ويتعلم ثقافة الوعي المالي حتى يكون مرتاح ولايشغله التفكير وان تلغى عادات الرفد والعينيه وغيرها في تكاليف حضور المناسبات حتى لايشعر بالحرج من أقاربه فالكل يعرف الاوضاع في وقتنا هذا