مدخل :
بعث لي أحد جيراني الفضلاء بمنشور ، كان يتضمن فكرة عظيمة .. تقول الفكرة - باختصار - إن سيدة من أهل أحدى حفلات الزواج في جدة ، وبعد تناول طعام العشاء في فندق شهير ، وزعت على النساء صحونًا فارغة من القصدير بأغطيتها .
.
وطلبت منهن مساعدتها في أخذ فائض الأكل - لمن يريد منهن - ، ليكون عشاء للسائقين والخادمات ومن يحتاجه .
.
ولم يمض وقت قليل حتى تم أخذ (كل) الفائض .. وذلك أفضل من انتظار مندوبي الجمعيات الخيرية ، الذين يضعونه في الثلاجة ثم يوزع لاحقًا باردًا ..
.
قالت إحدى النساء : بارك الله فيك - أم محمد .. ولعل الناس (يمشون) على فكرتك هذه ... وتكون سنةً حسنة .
..........
موضوعنا :
وجدت أن بعض قروبات الواتساب تضم 140 شخصًا تقريبًا ، وهناك ومن قال لي إن هناك قروبات أخرى ربما تضم قرابة الـ 300 .. يعني "قبيلة" تقريبًا .. حشد من البشر محشورون داخل قروب واحد
هذا ليس مهمًا ...
المهم .. هو ما خرجت به من جلسة لي مع أناس كان الحديث يدور فيها - حول ما سأقوله هنا ....
.
فـ ثمة من يؤكد أن البعض من القروبات الكبيرة ، الذي فيها عدد أعضاء فوق الـ 50 - 80 شخصا تجد أن نصفهم - صامتون ، لأنهم أضيفوا إلى القروب - أصلًا - خجلًا ومجاملة .
.
أما النصف المتبقي - فتجد أن نصفهم - أيضا - يشارك ، لكن على خفيف "فين وفين" ، بمعنى أن مشاركاتهم قليلة .. وتعليقاتهم محدودة .. وهم في كل الأحوال كمن هو على الهامش تمامًا ، لا أحد يعيرهم اهتماما .
.
وهكذا نجد أن هذا أو ذاك من بعض القروبات الكبيرة - وهذا من دون تعميم بالطبع - قد (صفيّ) على عدد قليل ، ربما حوالي من 7 – 11 شخصا تقريبا ، أولئك تجدهم منتظمين في المشاركة ، ومواظبين على الحضور ، ربما على مدار الساعة ، بما في ذلك ساعات أخر الليل ، بشكل جعلهم يحاكون ما كان يفعل زمان - طيب الذكر "العسّة" ..
.
وذاك ما جعلهم يشكلون (صحوبية) خاصة داخل القروب .. فتراهم يتفاعلون مع بعضهم البعض ، يتحاورون (هم فقط) فيما بينهم ، بل ويتبادلون النكات والمزاح (براحتهم) . وكأنهم في مجلس صغير لا يضم غيرهم .
.
ولو حدث وقدم واحد من خارج هذا الفريق رأيا أو سأل سؤالًا أو أرسل منشورًا .. فإن أحد من أولئك (الصحوبية) لا يعيره اهتمامًا ، ولا (يعطيه وجهًا) .. بل ربما عُدّ متطفلًا ، أو كمن حشر نفسه حشرًا بينهم .
.
وهكذا يظل (العدد الكبير) في القروب محكومًا بمزاج تلك (الأقلية) التي (أكلت الجو) لوحدها ، واستولت على المسرح بالذرع .. وأقول بالذرع كناية عن تجاهلهم الرد أو التفاعل مع غيرهم .. حتى أن ثمة من قال لي : إن ذلك الفعل قد بعث (الشللية) البغيضة من مرقدها .. بحيث أطلت برأسها من جديد من خلال هذا القروب أو ذاك .. عطفًا على ممارسة ذلك الفريق قليل العدد ، الذي ظل (مستمتعا بالجو) لوحده ، يغرد براحته ، غير مكترث بالكثرة من حوله .
.
أما السيد مدير القروب ... فهو إما راضٍ ومبسوط وبالتالي لا يلوي على شيء .. أو أنه غير مكترث أصلًا لأنه ربما لا يشعر أن ثمة مشكلة .. وربما يكون منزعجًا - لكنه فقد السيطرة على الرفاق .
.
ويبقى الأمر – والحالة هكذا ... أمامك - كعضو تم حشرك في القروب - أن (تغادر) محتجًا بصمت ، بعد أن تقديم عذرًا "مطبوخًا " من الأعذار إياها حفاظًا على ماء وجهك ..
.
أو أن تظل تضغط على أعصابك ، وتبقى معهم تتجرع استنكارك قطرة قطرة ، .... وعليك فقط أن يبقى دورك في القروب أن تكون (مبحلقًا) فقط طيلة الوقت ، فيما يقوله أولئك النفر القليل من بسيط الكلام أو جيده - لا فرق .
.
فاصلة :
غياب الانسجام الفكري والنفسي بين المجموعة الوحدة من الناس ، محرض لولادة الأشباح .