حقيقة لا مراء ولا جدال فيها؛ ألا وهي أن الكلاب (أكرم الله القارئ) ليس عليها إلا أن تنبح، دون أن تعي حقيقة من تنبح عليه، ولذلك فإن كثيرًا من نباحها لا يفلح، ولا يحرك فيمن نبحت عليه ساكنًا. هذا بالنسبة للحيوان، وكذاك الكلاب التي تقمصت شخصية البشر؛ تنبح ويعلو صوتها ولكن في النهاية يسهل إسكاتها وكأنما ألقَمْتَها الحجر.
أي دولةٍ مهما عظم شأنها لابد وأن تكون لها زلاتها وسقطاتها كلما شرَعَت في إقامة احتفال أو مهرجان عالمي، رغم محدودية ذلك المهرجان وإن علا شأنه، أما المملكة فرغم وقوفها على شأن أعظم، وأعمِّ، وأشمل تجمع يشهده العالم فإنها في كل مرة - وبعون الله عز وجل - تخرج محققةً أعلى درجات النجاح، متربعةً بذلك على القمة، وبيدها الحجر الذي تُلقِم به فعلاً لا قولا.
رجالٌ ذوو همم، وطموحات لا تتنازل عن القمم، وصبرٌ يدوس كل صورةٍ من صور التعب والألم، يتضح ذلك كله على ملامح أي فردٍ من رجال أمننا - حفظهم الله - على مستوى رتبهم، وقطاعاتهم، ومسؤولياتهم، وفي كل شبرٍ من ساحات وطرق المشاعر المقدسة، حتى أنك لتودُّ - والله - أن تطبع قبلةً على جبينه وأنت تمرُّ إلى جواره وتراه يتصبب عرقًا وهو يحمل عن الحاجِّ آلام التعب والمشقة والجهد، ويرسم له ابتسامة عريضة، ويهنيه بحجه، ويلطف عنه حرارة الجو بالماء البارد، في حين أنه أحوج ما يكون هو لمن يلطف عنه، ورغم ذلك تجد من بعض الحجاج - هداهم الله - من يتلفظ بالقُبح، ويرفع صوته؛ إن لم تُلبَّ رغبته في تجاوز النظام، وخرْقِ خطط السير والتفويج الموضوعة، ناهيك عن صخرة الافتراش التي لازالت عقبةً لم تفلح معها معاول التكسير، ليس على مستوى الوافدين فقط، بل وحتى المواطن الذي مُنِح لقب (رجل الأمن الأول) أصبح يمثل عبئًا يُثقل كاهل رجل الأمن الحقيقي؛ مهرِّبًا للوافدين المخالفين، أو حاجًّا دون تصريح، مفترشًا الأرصفة، معيقًا حركات سير المركبات، ومضيِّقًا الطرق على المترجلين من الحجاج، متجاوزًا (لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها)، ومن يدري فلعله يكسب بدلاً من غفران الذنوب إثمًا؛ فقد خالف ولي الأمر، وتجاوز الأنظمة، وألحق بالمسلمين الضرر، رغم علمه بأن الحج مرة واحدة في العمر، وما زاد فهو نفل، والله عز وجل أسقط فرائض قد تلحق ضررًا فكيف بالنوافل.
عاجل
بقلم/ يوسف الشيخي

الدولة العظمى
Permanent link to this article: http://www.eshraqlife.net/articles/306352.html
2 comments
علي الراشدي
08/13/2019 at 5:32 ص[3] Link to this comment
الله عليك يا ابو حامد كلامك يثلج الصدر
ومقالة يشار لها بلبنان احسنت
أبو معاذ
08/13/2019 at 12:08 م[3] Link to this comment
بوركت من واجبنا ذكر احسانهم
والدعاء لهم ولهذا الوطن بدوام الأمن والأمان والاستقرار