هاشتقات ووسوم متتالية في مواقع التواصل الإجتماعي وبالأخص في التويتر وهو صوت الشعب الحالي ، هشتاق بعنوان " نخوتكم يا ..... دية فلان " ووسم آخر بعنوان " ولدكم يا .... لاتخلونه " و " أنقذو فلان وساعدوا علّان ومدّوا يد العون لعلتان ! "
الدية حق مشروع ولا ننكر ذلك ولكن في حدود المعقول ، لكن ما إن تتحول الدية لقضية مستفزة للشعب هنا نتوقف ! وما إن تتحول الدية لتجارة بأرقام فلكية هنا نتوقف !
آخر قضية ووسم في التويتر عن استنجاد قبيلة معينة لأبنائها وكافة الشعب لدفع دية بمبلغ ٢٠ مليون ريال !!
وطبعًا أستثني تلك القضايا السابقة التي وصلت حتى ٥٠ مليون ريال ! صدق أو لا تصدق ؟
ولكن ما أثار طرحي تلك التغريدات الأخيرة التي تستنجد بالمساعدات وبين قوسين في إعلانات المساعدة أن القاتل "حافظ لكتاب الله" وكأنه صك غفران له فـ إن كان حقًا حافظ لكتاب الله لكان عمل به و لم يقتل وإن كان حقًا حافظ لكتاب الله لكان علم بأن إزهاق الروح له حرمة عظيمة فقال تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} [النساء:93] ، ولو كان حقًا حافظًا لكتاب الله لكان عرف أن الصفح والعفو من سيم وشيم الإسلام والمسلمين وأن ليس الشديد بالصرعة بل الشديد من يملك نفسه عند الغضب !
لذلك لم يُوفق هذا الإعلان برأيي لإستدرار العطف من المجتمع ولا أقصد بالمجتمع ذاك المجتمع القبلي المُتعصب الجاهلي بل أقصد المجتمع الواعي العقلاني
الأدهى والأمر أن بعض الشباب " المهايطي" أصبح لا يأبه للقتل لعلمه مسبقًا بقيام قبيلته الفلانية بدفع المبالغ الطائلة للفك عنه ، ولا يأبه أيضًا لمعاودة الكرة مرتين وثلاثة وكأنه سفاح واثق من عدم عقابه ! بالطبع فـ من أمن العقوبة أساء الأدب .. هم لم يسيئوا الأدب فقط بل تلاعبوا بـ الدماء والأرواح وحرقوا قلوب أهالي وأمهات لأسباب تافهه قد تصل لـ لعبة أو تحدي أو عصبية وغضب أو تنمر أو إختلاف رأي أو إثبات رجولة أو فرد عضلات ... ألخ
العديد من الأسباب التي قد تدفع للقتل وجميع هذه الأسباب نتفق جميعًا على أنها تافهه أمام إزهاق روح الله !
مثل هذه المبالغ الطائلة في الديات التي تصل لعشرات الملايين قد تكفي لـ كثيرين يعانون من العوز والحاجة ، فالأولى أن تكون هذه المبالغ للجمعيات الخيرية وأعمال البر ! لا لقاتل "مهايطي"
ما يستفزني في تلك المزايدات للتجارة بدم الضحية أنهم يتاجرون فيها دون النظر في أمر القاتل إذا ما كان يستحق العفو أم لا !
وأخيرًا قضية الديات التجارية قضية تستحق إعادة النظر وفرض حدود لها من بشكل إلزامي وقانوني بحدود المعقول ..