يقول الدكتور ابراهيم الفقي رحمه الله ( الحكمة أن تعرف ما الذي تفعله والمهارة أن تعرف كيف تفعله والنجاح أن تفعله ) . هذه المقولة لمدرب لمع اسمه في برامج التنمية البشرية وتطوير الذات وأصبح من المشهورين والمميزين في تقديم البرامج التدريبية وكان يحضر له مئات الاشخاص للاستماع اليه والاستمتاع والخروج بالفوائد مما يقوله ويطرحه ( رحمه الله ) وإن من سبقه ومن عاصره ومن جاء بعده سواء كان مدرباً أو مدربة اتخذ مساراً وأسلوباً وطريقة متفرداً بها في تقديم برامجه او مقلداً لطرق أخرى مشابهة لمدربين ومدربات آخرين ، وفي هذا وذاك تكمن الحكمة والمهارة والنجاح وتظهر الصور الحقيقية لكل من وقف على منصة التدريب سواء كان تدريباً فردياً أو داخل الأسرة أو في مؤسسة أو جهة مدنية أو عسكرية فلكل مقام مقال ، والتدريب مر لا ولا زال يمر بمراحل تتراوح مابين الصعود والنزول والارتقاء والهبوط والغث والسمين والمميز والمقلد والواضح والغامض ، وللتدريب تأثير بالغ على شخصية المتلقى أو ما يسمونه خبراء التدريب ( المشارك أو المتدرب ) ويعتمد التأثير على حكمة ومهارة ونجاح المدرب في طرح مادته ومعلوماته وثقافته وخبرته وفهمه لما سيقدمه وايصال ذلك الى المتلقي بعدة أساليب مختلفة ومتنوعة ، وهذه الأساليب أن تم تقديمها بأسلوب خاطئ وعشوائي ودون التعرف على انماط المشاركين فقد تكون النتيجة سلبية ولعلنا نقيس ذلك بالتربية الأسرية فالوالدان بمثابة المدربين وأفراد الأسرة هم بمثابة المشاركين ، فإن أحسن الوالدين التدريب في تقديم الحكمة والمهارة فسوف ينجحون في ايصال الرسالة وإن قدموها بأسلوب هزيل أو عشوائي فسوف تكون النتيجة المتوقعه غالباً غير مرضية وقد تسبب عدة مشكلات سلوكية وعاطفية واجتماعية على المدى القريب أو البعيد . لذلك فإن للتدريب دور فعّال في التأثير على شخصية المتلقي وسلوكه المتوقع وقد تحدث العالم تارد في نظرية التقليد عن النموذج السلوكي للملقي ( سواء كان كان داخل الأسرة أو خارجها ) أباً أو مدرباً أو معلماً أو رئيساً او مسئولاً ، فتأثير المعلومة والمهارة والاسلوب والطريقة اثناء الالقاء والتدريب والتعليم والتوجيه قد يكون تأثيرا سلبياً إن تم تقديمه بطريقة عشوائيه ، والتدريب المرتبط بتنمية وتطوير الذات مهم جدا لأنه يمارس بطريقة اختيارية وليست اجباريه سواء كانت تلك الطريقة بمقابل مادي او بطريقة مجانية ، وما يقوم به المدرب من عروض تقديميه او استخدام وسائل تدريبية أو مهارات وأساليب متنوعه لايصال المعلومه وتعليم وتطوير المهارة له الاثر الأكبر في تكوين جزء ليس بالبسيط من شخصية المتلقي ، وقد يكون ذلك الجزء سلبي مما قد يؤدي الى سلوك عدواني سببه الاقتناع بالاحباط وعدم القدرة على تحقيق النجاح او يتم ايصال المعلومة اليه بحيث يشعر انه لا قيمة له ولا يفهم شئ في الحياة وأنه لا يجيد التصرف وأنه لابد أن يعتمد على غيره في تحقيق ذاته ونجاحه في الوصول لاهدافه عندها يصاب بالسلبيه والاحباط والنظرة الدونية للذات مما يجعل ردة الفعل لديه تدعوا للانتقام من واقعه وتحقيق تفوقه الاجتماعي حتى ولو كان ذلك على حساب حياة الاخرين أو ممتلكاتهم فيقوم بممارسة السلوك العدواني والحاق الاذى بالآخرين وارتكاب الجريمة . لذلك فالتدريب بمختلف انواعه وطرقه واساليبه يجب أن يراعي شخصية المتلقي او المتدرب أو المشارك ويتعامل معه بالحكمه والمهارة لتحقيق النجاح المأمول وللحد من ارتكاب اي سلوك اجرامي متوقع تكون نتيجته جريمة في حق الآخرين والسبب في ذلك تدريب خاطئ أو عشوائي من مدرب أو مدربه أو مربي أو معلم أو مسؤول لم يراعي أبسط معايير التدريب ولا معايير تقديمه فتكون النتيجة تدريب أدى لجريمة .
ودمتم بخير
متخصص في علم الجريمة والمشكلات الأسرية
@Alhassan2020A
عاجل
د عبدالعزيز آل حسن

التدريب والجريمة
Permanent link to this article: http://www.eshraqlife.net/articles/307703.html