عزيزي المواطن الكريم: لا تنسَ أن تضيف إلى قائمة التزامتك المالية كل شهر مبلغًا من المال لإصلاح الضرر الذي يلحق بمركبتك نتيجة سقوطها في حفرة من الحفر التي تزيِّن شوارعنا، أو ارتجاجها وهي تتهادى على مصفوفة المطبات الصغيرة الموضوعة للفت انتباه السائق إلى تهدئة السرعة نظرًا لوجود إصلاحات، أو تقاطع طرق، أو خلافه، وكأن من يمر عليها يغط في سبات عميق ولا يكفي منها لتنبيهه واستثارة إحساسه مطب أو اثنان، ناهيك عن المصدات العملاقة التي تعقبها وتلامس أسفل المركبة لإجبارها على التوقف، وكأن الإتلاف هدف ومقصد من وراء ذلك، ثم إذا أخرجت ذلك المبلغ وأصلحت سيارتك احتسب الأجر، واعف عن تقصير وزارة النقل، والبلديات؛ لأنها لا تملك الميزانيات لمعالجة الوضع، فالأولى أهدرت ميزانياتها في إقامة طرق ضيقة، أو ذات أساسات هشة، أو جسورٍ واهية أو ربما غير مستوية السطح، ومن ثم نقضها بين الفينة والأخرى وإعادة العمل عليها؛ لأن الأمر افتقر إلى التخطيط الجيد منذ البداية، هذا من جهة، ولأن استنزاف المال العام وهدره هدفٌ من جهةٍ أخرى، أما البلديات فحدث ولا حرج، فالميزانيات ليست سوى لإنشاء بوابة على مدخل المدينة أو المحافظة رُصد له رقم خيالي على الورق، وفي الواقع لا تُقدَّرُ تكلفة إنشائه بربع المبلغ المرصود أو أقل، وهناك أيضًا تقف بشموخ تلك الحديقة العامة التي وُضِعت في غير المكان الصحيح فأُهملت واندثرت، ناهيك عن زيارة صاحب السمو أمير المنطقة، والتي يجب أن يواكبها تزيين الشوارع بمئات الشتلات المؤقتة، والتي لا تلبث أن تختفي بعد زيارته، أو ردم ما قد يصادف طريقه من حفر بصورةٍ تؤدي الغرض فقط إلى حين انتهاء الزيارة.
هذا هو الواقع، رضيت أم أبيت، لاشيء يهم سوى بهرجة المظهر، أما الجوهر فمحفور منخور، عاث فيه الفساد، وأقيم على ضريحه الحِداد.
الأمر حقيقةً ينم عن فساد، فمتى نرى هيئة المكافحة تعطي دروسًا على أرض الواقع للمعتبرين؟!
عاجل
بقلم/ يوسف الشيخي

ما بين المظهر والجوهر
Permanent link to this article: http://www.eshraqlife.net/articles/308682.html