* مع إشراقة صباح فجر جديد مليء بالتفاؤل والمحبة وقطرات من ندى الأمل المشرق ، جلست بأحدى ردهات تلك الكافتيريا الصغيرة أحتسي كوبا من الشاي والتي تقابلها مدرسة للأجيال القادمة التي تستنشق من صباحها حروف المعرفة ونوابعها،.
* وبينما أنا منهمك بتفكيري بعيدا اتأمل شرود الزمن ومعتركات الحياة الصاخبة بتلك المدينة الجميلة إذ دخل تلك الكافتيريا اربعة طلاب من المرحلة المتوسطة يحملون في يومهم الأول هموم الدراسة ويتبادلون أطراف الحديث فيما يخص فصولهم وموادهم الدراسية ويتنوع في إختلاف حديثهم مابين جد ولهو واشتباكات بالأيدي تتبادلها ،، مزاح،، وتعالي للاصوات ، ولكن مالفت نظري وشد انتباهي إن أحدهم يحمل ، مسبتا، لسلاح صغير يتزين به ويتفاخر وقد إرتاده على كتفه متظاهرا وكأنه في قصر من الأفراح والمناسبات،
فتأملت في نفسي شيئا من خيال العقل مابين مصدق إنه طالب بالمتوسطة وماببن معلم يؤدي رسالته بصدق وأمانه، ويأتي أخر بهياط الكبار ويتعجرف حاملا بيده عصا غليظه يطلبوا من الأكل انواعه ومن المشروب أفضله ولكن بنبرات عاليه لم تستاغ لها مشاعري البسيطة التي كنت قد تفاجأت بها في تلك الجلسة وأنا أحتسي كوب الشاي الصباحي.
* لم تنقطع نظراتي لتلك المظاهر من طلبة علم كان بالأحرى أن يكونوا نموذجا للطالب المجد الذي يبحث عن العلم بعيدا عن الهياط القبلي ، فجلست أراقب الموقف بتمعن وبعد طلبهم المطلوب من عامل الكافتيريا أخرج أحدهم بكت من الدخان وولع سيجارته بالطرفة المقابلة وإجتمعوا على طاولة واحدة يتبادلوا أطراف الحديث الذي لم يخرجوا به عن عامهم الجديد وكيف سيكون لهم فيه من أحداث !!
* ولا زلت أراقب ذلك الموقف وأتأمل كيف دخلوا لفناء المدرسة بهذه العقلية وبهذا الزي الناري رغم إنه لم يكن به سلاح ولكن ماحمله ذلك الفتى من تزيين كتفه ذلك ،،المسبت"" يخل بواقع حدث أهم من ذلك كله وهو إن حمل شبيها مزيفا فسيحمل غدا مسدسا حقيقيا.
* إرتشفت ماتبقى من كوب الشاي الذي طلبته وخالجتني نظرات للتشاؤم والعياذ بالله وقلت في نفسي ماذا بقي من هياط في مجتمعنا الذي لم يظهر للأن!!
وهل وصل بنا الحال الى هذا السيل من أبنائنا الذين يذهبون من أجل التعليم ومنابعه وثقافته ليتعلموا ثقافة الهياط من طلاب غير مبالين وغير محافظين على مستوى تعليمنا وتفكيرنا !!
* ذهبت لحال سبيلي وانا أحمل عدة تساؤلات لأدارة قادة مدارسنا العظماء وكيف إنها تمر عليهم مثل هذه الخزعبلات من المهايطية ! وكيف سيكون الحال لو حدث لا قدر الله شي من الجدال داخل فناء تلك المدرسة ! بالمقابل أين دور ولي الأمر تجاه مايحمله البعض من مثل هذه الأفكار والمعتقدات الدخيلة علينا !!
ثمة أسئلة متعددة باتت تؤرقني كثيرا لما رأيته ولكنني إلتزمت صمتي مودعا زمن جيلي بدموع الإحترام لزمن الثمانينات العظام الذي كان الطالب بالاصل لايخرج عن ادبه وإحترام مدرسته ومعلميها وعصا غليضه كانت بيد معلم جاد ليست بيد طالب مهايطي ولابتزيين أكتافه بمسبت السلاح والتفاخر به.
ماذا بقي للتعليم ، وماذا بقي للمعلم من إحترام ! وماذا بقي عند قادة المدارس من نظام!!
5 comments
Skip to comment form ↓
الرامي
09/01/2019 at 9:26 ص[3] Link to this comment
اتمنى مثل هذا المقال يصل لكل قائد مدرسه ولكل ولي امر مهتم في تطور التعليم والظهور بمظهر اخلاقي امام كل الفئات من المجتمع وخصوصا الفئه الأجنبيه التي وفدت الى بلد الخير والعطاء ونكون كلنا صفا واحدا نمثل تعليمات الدين الأسلامي امام هذه العيون التي تنظر لنا كعرب مسلمين من سلالة صحابة رسول الله.
عبدالكريم
09/01/2019 at 9:28 ص[3] Link to this comment
الله يسعدك شفنا واغلقنا أعيننا عن ذلك
محمد آل زرحان
09/01/2019 at 2:15 م[3] Link to this comment
ذلك الطالب الم يخرج من بيت فيه أب وأم وأخوان وربما أسره أكبر
هل يعرفوا سلوك ابنهم
هل يوجهوا هل ينصحوا
هل يراقبوا هل هل ولكن.
لازالت عقليات مختزله ذلك السلوك
في الإبن إنه الرجوله ولو قصر في طلب العلم
الذي هو السلاح الحقيقي. لرفعة شأن الأمه
هنا يأتي السؤال الكبير
ماهو الحل :
وقدوتنا عليه الصلاة والسلام
يغرس في الأمه حب طلب العلم
ويقول( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله به طريقاً إلى الجنّه)
لكن لكن لكن اعيد لكن:
هناك غياب كامل عن الدور المتكامل لمحيط الطالب
إلى متى ؟؟؟
علي مديني.
09/01/2019 at 3:11 م[3] Link to this comment
صدقت… واجدت ووفقت في اختيار العنوان .
غير معروف
09/01/2019 at 6:36 م[3] Link to this comment
مقال جميل ..جمعت بين العاطفه والخيال والنقد المباشر شكراً لك .