كثيرٌ من قنواتنا الإعلامية في أمس الحاجة إلى إعادة النظر والتدقيق في ضوابط الإعلام وأخلاقياته؛ لأنها حادَت عن الطريق، فافتقرت إلى النزاهة، وموضوعية الطرح، واحترام المبادئ والذوق العام.
الإعلام منبر إصلاح، ومؤسسة تهذيب وتربية، ومصنع تدوير لكل جميلٍ اندثر، وليس أرضًا خراب، تعوي على سفوحها الذئاب، وتنبح في جنباتها الكلاب.
اليوم والوطن بأسره يتطلع - مشرئب العنق - لعودة الأحباب، من طالباتٍ وطلاب، إلى فصول العلم وحديقة القلم والدفتر والكتاب، ويستشرف خطواتهم وهم يتجهون صوب مدارسهم، تحفهم الأحلام والآمال، ويُظِلُّهم الطموح بأجمل الظلال، ويغذي ثقتهم وثباتهم أصدق الدعوات، وأعذب الابتسامات، في خضم ذلك كله تطالعنا إحدى القنوات المسموعة بمادة إعلانية أسوأ ما تكون طرحًا وتوقيتا؛ فبينما نحن نجمِّل ساعات الدراسة وأوقات الدوام في أعين أبنائنا وبناتنا، ونحفزهم لطلب العلم، وإذ بهذا الإعلان يأتي بكل شطط، ليعزز الغلط، ويفك كل ما ارتبط، مشوهًا كل ما زيَّنا من صور، دون أن يدرك واضعوه أو يتداركوا الضرر؛ طالبٌ يُعلِن تذمره من الدوام أمام أخيه، ويطلب منه الاحتيال لغيابه، ومن ثم الكذب على والده، والخاتمة صفقةٌ خاسرة، تتمثل في حل واجبات الأخ (المبالغ في تصويرها) خلال نصف ساعة مقابل تنفيذ المطلوب، مما يجعل الذهاب إلى المدرسة الأمر الأسهل، والأكثر قبولا.
صورةٌ تنبئ عن الذهاب إلى ساحة نزالٍ أو قتال لا عن التوجُّه إلي صرحٍ لصناعة الأجيال، ناهيك عن أنها تحمل في طياتها إيهامًا بأن الطالب يُحمَّل من الواجبات المنزلية مالا يُطاق، وما يُشعِرُ بانعدام أدنى أشكال الرفق والإشفاق، علمًا بأن زمن الواجبات قد ولَّى، وأصبح الكل من أجل كسب رضى الطالب في سباق.
وأترك لكم استنتاج ما بقي من خللٍ وسُقْم، لتصدروا في نهاية المطاف الحكم، ولتعلموا أن بين دفتي إعلامنا النزيهُ الهادف، وكذاك الكريهُ المخالِف.
عاجل
بقلم/ يوسف الشيخي

بين دفتي الإعلام
Permanent link to this article: http://www.eshraqlife.net/articles/309938.html
1 comment
غير معروف
09/01/2019 at 4:56 م[3] Link to this comment
لا فض فوك ابا حامد