كنت في لقاء مع مجموعة من الأحباب والأصدقاء نتحدث عن العام الدراسي الجديد وما سيكون فيه من توقعات وآمال وطموحات على المستوى الفردي سواء للطالب أو المعلم أو على المستوى الوزاري ، وكان اللقاء يضم عدد من المهن المختلفة كالمهندس والطبيب والمعلم والإداري ، فقال أحد الاصدقاء الذي يعمل في أحد المهن : ماذا تفعلون في مدارسكم أيها المعلمون ؟ وقبل أن يجيب عليه المعلم الذي كان يجلس بيننا ... قال صديق آخر : أتوقع أنهم أصحاب الدور الأهم في المدرسة .. ورد صديق آخر وقال : روح ... المدرسة ... فرد عليه أحدهم وقال : تقصد يذهب للمدرسة ليرى ماذا يفعله المعلمون ...فبدأ الجميع وكلٌ يحاول أن يفسّر العبارة حسب ما يراه صحيحاً من وجهة نظره ..فقال أحدهم : روح المدرسة لتعرف وتكتشف بنفسك ما يقوم به قائد المدرسة ووكيلها ومرشدها ومعلميها والإداريين والتخصصات الاخرى المختلفة التي تتهيأ قبل بداية العام الدراسي بفترة ليست بالقصيرة للاستعداد لاستقبال الأبناء وكذلك ما تقوم به قائدات المدارس والوكيلا ت والمرشدة الطلابية والمعلمات والإداريات .. الكل يعمل والكل يهيئ المكان والمتطلبات للأبناء والبنات ... ثم سكت قليلاً ... وقال : روح المدرسة لتعرف مقدار العمل القبلي فما بالك بمقدار العمل بعد بدء العام الدراسي ..
فقال الآخر - تعليقاً على كلام صاحبه : أمّا أنا فاقول : روح المدرسة لا أقصد به الذهاب رغم أن ما ذكرته هو ما يحدث فعلاً في مدارس الابناء والبنات .. ولكنني أرى عبارة ( روح المدرسة ) من جهة أخرى .. فروح المدرسة تتمثل في التعاون بين المعلم والطالب والاسرة والوزارة فكل واحد منهم له ارتباط بالآخر ولن تجد روح التعاون اذا استقل واحد منهم بذاته دون الارتباط بالآخر ... روح المدرسة هي الإحساس بقيمة العلم والتعلم ، هي رسالة حملها على عاتقه ذلك المعلم الذي يستيقظ من صلاة الفجر وربما قبله بساعات ليشد الرحال كل يوم للسفر الى مدرسة بعيدة ليقدم للطلاب أو تقدم للطالبات العلم والمعرفة والخبرة لأن الروح أرتبطت بأداء الرسالة ولأن الهدف أسمى من مجرد عمل أو وظيفة أو واجب يتم أدائه ... سكت برهة ثم قال : المعلم هو روح المدرسة وهو همزة الوصل التي من خلالها يصل التعليم للطالب والطالبة ومن خلاله يطبق نظام الوزارة ومن خلاله تنفذ تعاليم الإدارة التعليمية والقيادة المدرسية ومن خلاله يعرف ولي الأمر مستوى إبنه وأبنته ويتعرف على سلوكهم المدرسي الذي يراه ويلاحظه المعلم طوال خمسة أيام بالاسبوع من السابعة صباحاً الى الثانية مساء ..ثم نظر بعد نهاية كلامه إلى صديقهم الذي يعمل بالتعليم وقال له: لم نسمع تعليقك على ما ذكرناه من تفسير لعبارة ( روح المدرسة ) . أبتسم المعلم وقال : كل ماذكرتموه هو ما يحدث فعلاً وقولا .. وكأنكم معي في الميدان ، وتفسير العبارة في كلا الجانبين صحيح ، فالتعليم ليس مجرد معلومة نلقيها على الطلاب أو تلقيها المعلمات على الطالبات ، التعليم رسالة وهدف ومبتغى ، التعليم تعاون وتواضع وتضحية ، التعليم يحتاج لبذل الجهد البدني والذهني ومراعاة الفروق الفردية بين الابناء والبنات ومعرفة خصائص النمو للمرحلة الدراسية ، المعلمين لا يركزون فقط على إيصال المعلومة للطالب بل حتى يتلمسون إحتياجاتهم ويساعدونهم إن حصلت لهم أي مشكله ، المعلم يقوم بدور الأب والمربي والموجه ، المعلم يشعر بالسعادة حينما يتفوق طلابه ، ويشعر بالفخر عند تحقيق الأنجاز ، المعلم يحتاج الى أن يعرف المجتمع بأكمله الدور المهم والحساس الذي يقوم به فهو الذي بعد فضل الله ساعد المهندس والطبيب والطيار وغيرهم للوصول الى ما هم عليه الآن ... سكت المعلم قليلاً وقال : روحوا المدرسة حتى تشاهدون ( روح المدرسة ) .
طيّب الله أوقاتكم.
متخصص في علم الجريمة والمشكلات الأسرية
@Alhassan2020A
عاجل
بقلم - د/ عبدالعزيز ال حسن

روح .. المدرسة
Permanent link to this article: http://www.eshraqlife.net/articles/310357.html