عندما يتم الإعلان عن وظيفة ما ، تجد الأعين تترقبها و تبحث في شروطها ومكانها ومميزاتها ، لكي يتخذ العقل القرار ، وتتخذ الفطرة الإنسانية دافعها ،بالسعى في الأرض لتحقيق جزء من أجزاء الاستمرار في الحياة ، وتختلف تلك الوظائف في طبيعتها ووصفها ومتطلباتها التي تتضح غالباً قبل التسجيل فيها ، فبعد القبول المبدئي للأوراق تأتي المرحلة الثانية وهي الحضور والتأكد من صحة الاوراق التي تم أرفاقها سلفاً ، وإجراء المقابلة الشخصية مع الجهة المسؤولة عن الوظيفة والتي يحق لها إتخاذ القرار بالقبول أو الرفض ، وهنا نتوقف معك قليلاً أخي القارئ / أختي القارئه ، لنسلط الضوء على جزء من أجزاء تلك المقابلة وما يتم فيها من إجراءات نظامية تتوافق مع النظام المؤسسي العام والذي لا يتعارض مع النظام المؤسسي الخاص والعكس صحيح ، فيكون المفترض والطبيعي أن يتم القبول للوظيفة لمن يستحقها بالنظام الإجرائي الصحيح حسب الشهادات والخبرات والشخصية والثقافة ... الخ ، ولكن هل هناك جانب إنساني يُلزم جهة التوظيف ولو بشكل استثنائي من القبول قي الوظيفة حتى ولو لم تكن الشهادات والخبرات تكفي للايفاء بشروط القبول ؟ من وجهة نظري لا أعتقد أن جميع الجهات لديها تلك ( المرونة ) فقد تسيطر قوة النظام على قوة الإنسان والحاجة للوظيفة ، ويتم إهمال الإجراء الإنساني والنظر فقط في الإجراء النظامي ، وهذا أمر رائع الى حد ما ولكن سيطرته الكاملة لا أعتقد أنها مناسبة لتعميمها على جميع الوظائف ، فهناك وظائف لا تقبل الاجراء الانساني بل لابد من الإجراء النظامي الكامل لأنها من الوظائف الهامة جداً والتي تتطلب الشهادات والخبرات ذات القدرة المميزة والمناسبة للقيام بواجبات ومتطلبات تلك الوظائف ، والطامة الكبرى عندما يتم التعامل مع تلك الوظائف الحساسة والهامة بالإجراء الانساني المستند على صلة القرابة أو المعرفة أوالصداقة والمصلحة ويكفي من الشهادات ما يمكن به الدخول الى الاجراء النظامي حتى ولو ب 10 ٪ والقبول للوظيفة مع الشكر ( يافلان ) أنك قبلتنا للوظيفة ، وبعد فترة ينكشف المستور عند أول خطأ وتتراكم الأخطاء والضحية هو المستفيد ، بسبب إجراء القبول الإنساني الذي لم يراعي التعامل النظامي ، وكذلك احيانا تكمن المشكلة في الاجراء النظامي الذي لا يراعي الظروف الإنسانية في تلك الوظائف كأختيار مكان بعيد جداً لمقر الوظيفة دون مراعاة لوضع الموظف الذي قد يكون تواجده قريب من أسرتة أولى من ابتعاده ، فيضطر للقبول بالعناء والسفر والبعد بمقابل أن ينال تلك الوظيفة ، عزيزي القارئ . ثق تماماً أن التوازن في الجانبين النظامي والانساني هو الذي يجعل ميزان العمل متوازناً بين الأسرة والوظيفة ، وهو الذي يحقق الهدوء النفسي والاستقرار ، وهو المشجع والمحفز على الانتاجية والولاء الوظيفي ، لذلك نرى من تحقق له الجانب الانساني أجاد وتميز في الجانب الوظيفي الى حد كبير ، ومن لم يتم مراعاة حاجته الانسانية باعتبار انها لا تتوافق مع عمله الوظيفي ، فمن المتوقع وبدرجة كبيرة أن تجد الضعف في الانتاجية والتراجع في الدافعية ، فالحياة تحتاج الى الجانبين بالتوازن والتعاون فلاإجراء إنساني يهمل النظامي ، ولا إجراء نظامي لا يراعي ولا ينظر الى أي إجراء إنساني .طيّب الله أوقاتكم .
متخصص في علم الجريمة والمشكلات الأسرية
@Alhassan2020A
عاجل
د/ عبدالعزيز ال حسن

الإجراء الإنساني
Permanent link to this article: http://www.eshraqlife.net/articles/310882.html