لا يمكن لإنسان أو كائن حي أن يعيش في بيئة أو مكان ما بهدوء واستقرار ورغد عيش وذلك المكان تكثر فيه التوترات والقلق وفقدان الحاجات الفسيولوجية من مأكل ومشرب وملبس ، بالإضافة الى الخدمات التي تحقق الطمأنينة والآمان للفرد والأسرة والمجتمع ، وفي كل مكان في العالم نجد التفاوت متنوع ومختلف بين الدول في وضعها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والديني والتعليمي والصحي والأمني .. وما الى ذلك ، وكل ذلك ينعكس سلباً أو إيجاباً على شعب تلك الدول مهما كان موقعها الجغرافي أو مكانتها الدولية والسياسية والاقتصادية ، وتعتبر المملكة العربية السعودية من أكثر الدول العالمية إستقراراً وهدوءً وآماناً على المستوى الاقتصادي والسياسي والديني والاجتماعي ودليل ذلك ما تعيشه هذه الدولة المباركة منذ تأسيسها على يد المغفور له ( بإذن الله ) الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، الذين ساروا جميعاً على منهجيه ملكية واحدة مصدرها كتاب الله وسنة رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) وهدفها تحقيق البناء والنماء والعطاء لشعب المملكة العربية السعودية ، فنرى رأي العين المؤكده المعالم العمرانية والتطور الصناعي والتقني والصحي والتعليمي والاهتمام بالتطور الثقافي والوصول الى مراتب عالمية على مستوى الفرد والاسرة ومؤسسات المجتمع المدني والعسكري وهذا ليس بغريب على هذا البلد المعطاء فهو بلد له مكانته الخاصة والمميزة في قلوب جميع المسلمين بالعالم لما على أرضه من مقدسات شريفة أعزها الله مكاناً ومكانة وسخر لها من يرعى تلك الخاصية الفريدة بملوك عرفوا قيمتها حق المعرفة وسخروا كل الطاقات لخدمتها ورعايتها ورعاية من يقصدها بالعمرة أو الحج أو الزيارة ، وإنه لمفخرة لكل سعودي أن ميز الله وطنه بهذه الميزة الدينية المقدسة الفريدة على مستوى العالم والتي لن تتكرر حتى تقوم الساعه ، وليس هذا فحسب بل الفخر برجال عرفوا قيمتها ورعوها حق رعايتها ، حيث وضعوها في أولى اهتماماتهم ، وواجب على كل مواطن سعودي ومقيم يعيش على هذه الأرض أن يساهم في الرعاية والحماية والانتماء شكلاً ومضموناً ، فالوطنية الحقة ليست كلمات تقال فقط ، بل أفعال مدعومة باليقين والصدق الداخلي والخارجي والوقوف أمام كل ما يحاول أو حتى يفكر في الإخلال بأمن وآمان هذا الوطن الغالي ، الوطنية هي شعور مستمر وقناعة دائمة وسلوك متواصل ، الوطنية روح وجسد وعطاء ونماء وبناء ، الوطنية قلم يكتب الحق ويفتخر بالانجاز ويظهر القوة ويحارب الاعداء ، الوطنية عقلٌ يفكر وعلم يتصاعد وطموح لا حدود له ، الوطنية ولاء وطاعة لولي الأمر وتحمل للأمانة والمسؤولية ومحاربة الفساد والفاسدين ، الوطنية تربية للذات وإعداد للحاضر وتحقيق لاهداف المستقبل ، الوطنية دفاع وذود عن وطن غالي نعيش فيه براحة واستقرار وأمن وآمان ، الوطنية دعم ومؤازرة ودعاء لرجال تركوا ديارهم وأولادهم ليقفون كالجبل الشامخ دفاعاً عن هذا الوطن الغالي وحمايته بأروحهم وأجسادهم وسلاحهم ، إن الوطن مسؤولية الجميع ولا تقتصر تلك المسؤولية على حكام ومسؤولين فقط بل هي مسؤولية كل فرد فينا صغيراً أو كبيراً وكل رجل وكل إمراءة وكل شاب وشابة وكل مواطن ومقيم ، فالخير دائم بفضل الله وعاماً بقدرته وعزته ، وميسر بفضل ولاة الأمر ، إنه واجب علينا أن نستمر ونبذل الغالي ولا شئ غير الغالي في حماية هذا الوطن بالنفس والمال والولد فأنت الوطن والوطن أنت .
متخصص في علم الجريمة والمشكلات الأسرية
طيّب الله أوقاتكم .