كلما طال العمر بالإنسان أدرك تمام العلم والإدراك بأنه لايمكن إرضاء جميع الأذواق فالناس تختلف مشاربهم وأفكارهم وأذواقهم وآراؤهم وكذلك أهواءهم لذا يسعى المرء بالتسديد والمقاربة وليته رغم ذلك يسلم
فَلَو سعيت طوال عمرك لإسعاد الآخرين وأخطأت مرة لعلق بذاكرتهم الخطأ ونسوا ماسبق
"سأل الإمام أحمد بن حنبل حاتم الأصم رحمهما الله، قائلاً: «أخبرني، كيف التخلص إلى السلامة من الناس فقال له حاتم: بثلاثة أشياء، فقال له أحمد ما هي قال: تعطيهم مالك ولا تأخذ مالهم، وتقضي حقوقهم ولا تطالبهم بقضاء حقوقك، وتصبر على أذاهم ولا تؤذهم. فقال أحمد: إنها لصعبة قال له حاتم: وليتك تسلم»."
قرأت في بعض المدونات كلام جميل للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله يقول
" كلنا أشخاص عاديون في نظر من لا يعرفنا. وكلنا أشخاص مغرورون في نظر من يحسدنا. وكلنا أشخاص رائعون في نظر من يفهمنا. وكلنا أشخاص مميزون في نظر من يحبنا. وكلنا أشخاص سيئون في نظر من يحقد علينا. لكل شخص نظرته ، فلا تتعب نفسك لتحسن صورتك عند الآخرين، يكفيك رضا الله عنك. (رضا الناس غاية لا تدرك ورضا الله غاية لا تترك). فاترك ما لا يدرك، وأدرك ما لا يترك." ويقول القائل. ضَـحِـكْـتُ فَـقَـالُوا : أَلَا تَـحْـتَـشِمْ بَـكَــيْـتُ فَـقَـالُـوا : أَلَا تَـبْـتَـسِــم تَـبَـسَّـــمْـتُ قَـالُـوا : يُـرَائِــي بِـهَا عَـبَـسْـتُ فَـقَـالُـوا : بَـدَا مَـا كَـتَـمْ صَـمَـتُّ فَـقَـالُـوا : كَلِـيلُ اللِّـسَـان نَـطَـقْـتُ فَـقَـالُـوا : كَـثِـيرُ الكَـلِـمْ حَلمْـتُ فَـقَـالُوا : صَـنِـيعُ الـجَـبَانِ وَلَـوْ كَـانَ مُـقْـتَـــدِرًا لَانْـتَـــقَــمْ بَـسَـلْـتُ فَـقَــالُوا : لِــطَـيْـشٍ بِــهِ وَ مَـا كَـانَ مُـجْـــتَرِئًا لَـوْ حَـكَــمْ يَـقُـولُــون : شَـــذَّ إِذَا قُـلْــتُ لَا وَ إِمَّــــعَـةٌ حِــينَ وَافَـقْــتُــهُــمْ فَـأَيْــقَـنْــتُ أَنِّــيَ مَـهْـــــمَـا أُرِدرِضَـا النَّــاسِ لَا بُـــدَّ مِـنْ أَنْ أُذَمْ . يقول الإمام الشافعي : "رضا الناس غاية لا تدرك ، وليس إلى السلامة منهم سبيل، فعليك بما ينفعك فالزمه".
الخاتمة
ما أجمل من أكمل المقولة بقوله "رضا الناس غاية لا تدرك، ورضا الله غاية لا تترك، فاترك ما لا يُدرَك، وأدرك ما لا يُترَك."
ودمتم بخير