جدة .. مدينة جميلة .. هكذا هي في العقل الجمعي بشكل عام .. لكن طموحنا أن تكون أجمل .. ولن تكون أجمل إلا بالعمل اليومي المدروس والمتواصل .. حتى تصبح بيئة أكثر جاذبية وأكثر أنسنة .. وتستحيل صديقة للإنسان بالمقياس العالمي .. كي تمدنا - نحن ساكنوها - بطاقة إيجابية فرائحية ....
دعونا في هذا المقال "ندندن" حول هذه المسألة
حسنا ..... !!
.
في حي الرغامة 3 – كمثال – وهو الملاصق لطريق الحرمين رأيت قبل سنوات دوارًا صغيرًا كانت فيه نافورة أو لعله مجسمًا صغيرًا - لا أتذكر ...
المهم أن ذلك الدوار صار الآن "أثرًا بعد عين" .. إندرس .. وتهالك .. بفعل السنين وغياب الصيانة والمتابعة ..
وثمة حديقتان .. واحدة بجوار جامع ، وأخرى غير بعيدة عنهما .. حالهما مما يُشكى إلى الله ..
.
وهناك حديقة ثالثة على فوهه مخرج مخطط المساعد بذات الحي .. متاخمة لطريق الحرمين ، لم يعد لها من اسمها ورسمها كحديقة إلا بضعة أشجار - تلهو بها الرياح ..
.
ورابعة غرب متحف الملك عبدالعزيز الرغامة ، قدمها لأهل الحي أحد رجال الاعمال ، وكانت "رمانة القلب" كما يقال .. كأجمل اخضرار وأحلى جلسة لأهالي الحي .. إلى أن وضع الدفاع المدني يدها عليها مع جهات رسمية أخري قبل سنوات .. من خلال حجرات اصطناعية خشبية استوطنتها مذ ذاك .. ثم تحول المكان الآن إلى - أشباح ...
.
أما إذا ما تجولت في الحي ليلا بعد الساعة الـ 12 .. فستجد نفسك تسبح في بحر من الظلام .. فمصابيح أعمدة الشوارع وخاصة الداخلية أكثرها معطوبة - ليس منذ شهور بل سنوات ..
.
أستدرك فأقول .. أنا لا أقصد هذا الحي بعينه .. بل أورته كمثال لأنني أتعايش معه وأعرفه ... وإلا فأن الكثير من أحياء جدة ليست بعيدة عنه من حيث اهمال الأشغال البلدية وأعمال الصيانة .. فضلا عن اهمال ردم الحفر الوعائية ، وضعف تشجير الشوارع ، وتحسين مداخل الحي/الأحياء ..... الخ .
.
ثم جاءت شركة المياه الوطنية و(أكملت الناقص) بشبكة مياهها المهترئة ، التي تنبعج هنا مرة ، ثم تنخرم هناك مرة أخرى باستمرار .. حتى أنك إذا ما وجدت مياها تغرق الشارع في أي مكان .. فاعرف ان شركة المياه في ذلك اليوم (فتحت) الماء في شرايين الحي ...
.
ثم بعد ذلك لا تتحدث عن أثر ما تفعله المياه المندلقة في عدة شوارع مرصوفة (بالبسكويت) أقصد الأسفلت العجيب .. الذي سرعان ما تنخره المياه ويستحيل حفرًا وعائية .. فنظل نحن العابرين بسياراتنا نتخبط فوقها - خبط عشواء .
.
تعال الآن .. اقرأ معي وتأمل هذه الحكاية (على طريقة فاصل ونواصل) ....
فقد كان الدكتور حسن حجرة وهو واحد من أنجح من عمل في البلديات .. كان - طبقًا لما قاله لي الراوي – يضرب موعدًا مع رئيس فرع البلدية بحي الجامعة بجدة مثلا .. ثم يجولان في الحي – هما الاثنان معًا – مرة كل شهر أو شهرين .. ويسجلان ملاحظاتهما في ورقة ...
ثم يطلب منه بالأمر الحازم أن يتم اصلاح الخلل ، بعد أن يوفر له د . حجرة ما يحتاجه من دعم – ليرى ما سيفعل رئيس البلدية الفرعية قبل موعد الجولة القادمة ....
وهكذا كان جولات د . حجرة مع رؤساء فروع البلديات الأخرى .... متواصلة لا تتوقف .
.
الناس في مجالسهم الخاصة – ومن خلال ما نلتقطه نحن من أفواههم ونحن نجالسهم - يحملون عتابًا على رؤساء البلديات الفرعية ...
ومثله أخر حارًا .. إلى معالي أمين جدة ... أ .صالح التركي ....
مُلخص العتاب .. (كان بالإمكان أفضل مما كان) ...
2 comments
محمد العجلان
11/02/2019 at 3:46 م[3] Link to this comment
مقال جميل جدا.. أعطى وصفا للعروس التي شيخوها وهي في ريعان شبابها .
جدة تحتاج لعمل مشترك بين الأمانة والجهات الأخرى وأهلها الكرام .
الأمانة بحاجة للقاءات متواصلة مع سكان المدينة الأعزاء التقرب منهم أكثر .
ليت الصوت يصل فالامانة اذانها أصابها الصدأ منذ أن تمتلئ من مياه السيل فتجمعت المياه وتجمدت فسدت اذانها
فريق التحرير
11/02/2019 at 11:22 م[3] Link to this comment
شكرًا لك …. أ . محمد العجلان
ونحن نقدر جهود العاملين بـ “الأمانة”
وفي ذات الوقت نتطلع ونتمنى دومًا – المزيد والمزيد من الجهود الكبيرة من الأمانة
فـ جدة مدينة الجميع .. وتستحق منا جميعا أكثر وأكثر